اين المفتي وخطباء المساجد ؟؟


في الاشهر الاخيرة راج سوق الافتاء حتى استحق المفتي اكبر نسبة علاوة في الدولة ، وخطباء المساجد بللوا المنابر بدموعهم على الامن والامان وحماية الناس وكرامة النفس الانسانية ، وغير ذلك مما حفظناه عن ظهر قلب ، ولكن هل أن المفتي ودائرته وعلاوة الافتاء الوزارية له في اجازة ، أو في سبات عميق في هذه الايام ، فقد روت وسائل الاعلام المختلفة أن المعتقلين تعرضوا للتعذيب والاهانة بعد اعتقالهم في مراكز الامن ، وليس ذلك لاجل انتزاع اعترافات منهم ( حتى نبرر ذلك اجرائيا وامنيا) فمشكلتهم علنية وواضحة ولا خيوط يراد الوصول لها ، وبغض النظر عن مشروعية تجمعهم واعتقالهم ، يبقى هناك أمر مهم ، وهو سؤء المعاملة ، وهو أمر نرى انه يخالف صحيح الدين . فعلام المفتي والخطباء ساكتون ؟ فلم يوجهوا نصائحهم وفتاويهم لابناء الامة سواء المواطن المدني أو رجل الامن، بضرورة مراعاة شرع الله في القول والفعل ، فمن واجب المفتي أن يدافع عن الظالم والمظلوم معا ببيان راي الدين كعادته في كل أمر.
لا نعتقد أن تلك المعاملة ــ أن صحت كليا أو جزئيا ــ نابعة من رجال الامن انفسهم ، فهم اجل من هذه التصرفات كافراد ، الأمر سياسي بحت ، أي من توجهيات السلطة السياسية التي تتصرف باسلوب شخصي وعدواني مع الناس ، رجل الامن غالبا لا يعرف المعتقل أو الموقوف وليس له موقف منه ، ولا يحمل للمعتقل في نفسه ضغينة شخصية ،. والامر ليس من عنده وإنما توجيهات عليا تطلب ذلك صراحة أو تلميحا ، وبالتلي الامر مسؤول عنه الحكومة نفسها وليس الامن العام الذي هو جهاز تنفيذي .
ولا يوجد اجهزة امن تسيء التعامل مع المواطنين ، إلا أن يكون الموجه لتلك الاساءة السلطة السياسية نفسها ومراكز القرار الاساسية الحكومية ، فهي التي تمارس التوجيه الدعائي وشيطنة المعتقلين وتطلب معاملتهم بالاسلوب الفض بشكل مباشر أو غير مباشر .
لا يمكن التعامل مع الأمر كالعادة ، بانها مخالفات فردية سيتم التحقيق فيها ، هي مخالفات مارستها الحكومة نفسها وليس الامن . والامر سياسي وليس اجرائي وتحقيقي .
وعودة للمفتي والخطباء ، هل يمكنهم أن يقولوا مثلا بكراهية التعذيب واهانة كرامة الانسان على الاقل من اجل درء المفاسد حتى لا يكون ذلك في يوم من الايام ، ويحذروا الحكومة من امتهان حقوق الانسان لحرمته في الشرع الحنيف ، وليس من اجل منظمات حقوق الانسان التي ندعي اننا سبقنا الغرب في الحضارة وربما في الكذب على انفسنا ، حتى لو أن ما قيل عن سوء المعاملة اشاعة فقط ، ولكن من باب الاحتياط وقبل وقوع الحكومة في الأثم ، ام لا يوجد في هذا الدين العظيم ما يسعف المفتي أو الخطيب باستنتاج دليل واحد على كراهية التعذيب حتى للحيوان ؟؟ لا ندري ، فهم العلماء !



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات