العراق يفرض إرادته وتأثيره على الجغرافيا السياسية العربية
العراق ومن خلال رئيس وزرائه نوري المالكي، أكد على رفض التدخل الإقليمي والدولي في سوريا ودعا وفي أكثر من مرة، إلى اعتماد الحوار بين الحكومة والمعارضة السورية، كوسيلة ناجعة لتطويق العنف والحيلولة دون انزلاق سوريا إلى أتون الحرب الداخلية ، إن موقف العراق وبعض الأحرار، من الموضوع السوري، أسفر عن انحسار الظل السياسي العربي القديم عن قمة بغداد، الذي اكتفى إعلانه إلى دعوة الحكومة السورية إلى تبني خطة كوفي انان، الأمين العام السابق للأمم المتحدة، وهي خطة وافقت دمشق على قبولها شريطة أن يتم الضغط على المسلحين المدعومين من بعض دول المنطقة وأميركا، لوقف أعمال العنف،وهذا الإعلان لا يتفق أبدا مع الموقف الدافع باتجاه تبني مواقف أكثر تطرفا من الأزمة السورية، والمتناغم مع الموقفين الأميركي والإسرائيلي ، لكننا كإنسانيين وإن كنا نتفق مع الموقف العراقي فيما يخص الملف السوري إلا أننا نعتبر أن ضعف القمة يكمن في تجاهلها للجريمة الكبرى التي ترتكب في البحرين ، ذلك لأن السكوت يسهم في تطور الجرائم ضد أبناء الشعب البحريني، المنتفض ضد الطائفية والتمييز والظلم ، وليعلم المجتمعين في بغداد أن ضمير الإنسانية لن يسامحهم على هذا التجاهل الصارخ هنالك صرخات من النساء والأطفال والشيوخ ، ومن كل أولئك الذين لا يجدون الأمن الإنساني حتى داخل منازلهم ، وأنني هنا أخاطب الإنسانيين أن يتنبهوا لتلك المؤامرات التي تحاك ضدهم من خلال الزج فيهم أكثر فأكثر في الموضوعين السوري والبحريني .
إضافة إلى أننا ما زلنا نتساءل عن سر إصرار وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل في المؤتمر الصحافي الذي جاء عقب اختتم في الرياض أعمال منتدى التعاون الاستراتيجي الأول بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون ، حيث قال : إن تسليح المعارضة السورية أمرا واجبا، نافيا في الوقت نفسه الخلاف بين الرياض وواشنطن ، في حين أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون شددت على نقاط أربع ستحملها إلى مؤتمر اسطنبول ليس من بينها التسليح ، وكشفت مصادر الخارجية الأميركية أن الجانبين بحثا تطوير بنية صاروخية إقليمية لمواجهة إيران وسبل الضغط على سوريا، علماً بأن حقائق الواقع الإقليمية والدولية تفيد بأن موضوع التسليح وكذلك التدخل العسكري الأجنبي في سوريا أصبح من الماضي وان تركيا أيضا ليست قادرة على لعب أي دور في هذا الاتجاه ولا بد أن تدرك دول الخليج و السعودية أنها قد دخلت في لعبة خطيرة بتدخلها السلبي في الشأن السوري وهذا ما سيرتد عليها بشكل لا يمكن إيقافه !
بعد أن نكتشف أن ما يحدث في اسطنبول ليس إلا محاولة من أجل إعادة التموضع داخل المشهد الإقليمي المتغير والقابل للتغير بفعل مرئي وغير مرئي ، والبحث من قبل البعض عن الخلاص الذي يحفظ ماء الوجه السياسي ، ولكني وعلى هذه الخلفية للمؤتمر التركي أتساءل ترى في خضم حالة الإفلاس السياسي لأعداء سوريا من نصب أردوغان ناطقا باسم الشعب السوري ؟!
وهل يحق له أن يقول إن حكومته لا يمكن أن تقبل أي خطة ترمي إلى إبقاء النظام السوري الحالي ؟! للأسف عشرات الأقلام التركية وصفت أردوغان بأنه لا يتمتع بصفات رجل الدولة بعد مواقفه الأخيرة التي تخدم أمريكا والكيان الإسرائيلي و العملاء الإرهابيين في المنطقة ، وجدير بالذكر في هذا المقام أن نذكر اردوغان أن مرتزقته قد اغتصبوا عشرات السوريات اللواتي فرضت عليهن الإقامة الجبرية في المخيمات التي بنتها حكومته لإيواء إرهابيين وخارجين عن القانون ، وليعلم الجميع أن هنالك تسجيلات وإثباتات موثقة تدين كل من يسهم في قتل وتشريد وتعذيب الشعب السوري المسالم ، إضافة إلى أن الدعوة إلى التسليح ضد الدولة السورية تستوجب المساءلة وفق القوانين الدولية التي حاربت الإرهاب وجرّمت من يدعمه ، أمريكا تتناسى أنها قتلت الملايين في العراق وأفغانستان ، وأصبحت لا تنام الليل خوفاً على حقوق السوريين الديمقراطية ، يا إخوان من يضحك على من ؟ وعربياً لا أعرف أليس من الأجدر بـ نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية أن يدعو إلى فرض قرارات صارمة بحق إسرائيل في ذكرى يوم الأرض انطلاقا من المسؤولية الأخلاقية والسياسية ، بدلاً من الدعوة إلى التدخل العسكري ضد البلد العربي الذي ما زال يقف في وجه المخططات القذرة ضد العرب والمسلمين !
لماذا لا تسمعون صرخات الفلسطينيين لإنقاذهم من ظلم وإرهاب الدولة الذي يمارسها الكيان الصهيوني بحقهم ؟ هل مشكلتنا الكبرى تكمن في إسقاط الرئيس السوري ؟ لنخجل من أنفسنا ومن شعوبنا ومن ديننا ومن رسولنا ومن الله عز وجل ، دعونا نمارس رياضة الحياء والشم مرة واحدة في حياتنا ، هنالك أناس تقتل ومن قبلهم ملايين في المنطقة ، ومن سبب نكبة العراق هو الذي خلق نكبة سوريا ، و لم يعد خافياً أن هنالك دول عربية وإسلامية تستخدم أدوات لتنفيذ المخطط الغربي الأميركي الصهيوني الذي يستهدف سوريا من ناحية وعموم المنطقة من ناحية ثانية ، هذا عدا عن استخدامها لدفع الأموال وليس لتصنيع القرارات السياسية ، أي أنه على أرض الواقع لا قرار لها سوى تحمل الأوزار ، وقد تكون موافقة سوريا على ورقة الموفد الدولي كوفي انان بمثابة ضربة قاسية لهذه الدول ، لكونها وبحكم المهمة المحددة لها تسعى لإشاعة الفوضى وعدم الاستقرار في سوريا ، ويدرك المتابع لهذا الشأن أن الأمور تسير باتجاه تنفيذ خطة المبعوث الدولي والذي قال بأنه لا يمكن حل المشكلة السورية إلا من خلال الحوار، كما قال أن التهديد وممارسة الضغوط والقوة على الإطلاق لا تنفع مع هذا البلد ، وعلى الصعيد الشخصي أعتقد أن سوريا تجاوزت مرحلة إسقاط النظام على الرغم من المؤامرات الكبرى التي حيكت ضدها ، وعلى الرغم من هذا التصويت المضحك الذي يتوهم انتزاع شريعة الأسد ، ولم يعد أمام كافة الأطراف إلا الحل السياسي الذي من شأنه مساعدة مساعي المبعوث ألأممي ، والخلاصة أن سوريا المقاومة والممانعة ما زالت قوية للدرجة التي تمكنها من الوقوف بوجه العدوان الأمريكي والإسرائيلي على سوريا وعموم المنطقة العربية والإسلامية ، ومثل هذه النتيجة لا بد أن تدفع بعض الدول العربية إلى كف يدها عن تسليح الجماعات الإرهابية في سوريا والتي سببت هذا القتل والدموي الذي لا يمكن وصفه إلا بالوحشية الحاقدة على الأمتين العربية والإسلامية لا بل وعلى الإنسانية جمعاء، لا بد أن نعلي الصوت ونحاسب كل من يعيث بالأمن والاستقرار في المنطقة التي تقترب من الحرب النووية والتي قد تعيد أمريكا وأوروبا قرون من الزمن ، المسألة ليست بالبساطة التي يتصورها البعض ولن تتوقف عند قضية بقاء أو رحيل نظام البعث في سوريا ، هنالك أوراق باستطاعتها إخلاء منطقة الخليج من السكان خلال ساعات ، أنتم تعبثون في جهنم ، ولا أكاد أجد من يقدر خطورة الموقف ، لنوقف الأعمال الإجرامية التي تقوم بها الجماعات الإرهابية من خطف للمواطنين وتهديد وترويع لحياتهم وضرب مؤسسات الدولة والادعاءات بأنه ليس هناك حل سياسي لسوريا إلا بالتدخل الخارجي ، صدقوني أنتم لا تمتلكون أي برامج سياسية ، ومثلكم مثل الطفل الذي يحمل مسدساً لا يؤذي إلا نفسه ، لماذا لا نعترف بالحقائق ؟ ونضع الأمور في نصابها الصحيح ، يا إخوان الآن وأنا أكتب هذا المقال أرى على الشريط الإخباري (الشرطة التركية تفرق تظاهرة مؤيدة للرئيس الأسد خرجت تنديدا بمؤتمر ما يسمى أصدقاء سوريا في اسطنبول ) لنتقي الله في أنفسنا ، وفي شعوبنا ، ولنحول هذه المليارات التي تحرق من أجل إسقاط النظام السوري والذي لو رحل فلن يبقى بعده أي نظام في المنطقة ، وستتحول المنطقة إلى بؤرة نووية غير مسيطر عليها وقد تدمر العالم بأي لحظة ، لماذا نغمض أعيننا عن مسيرات الأهالي في بعض الدول التي تقوم بأعمال القمع وحملة الاعتقالات التي تنفذها قوات النظام بحق المتظاهرين المطالبين بإجراء إصلاحات في البلاد ؟ صدقوني من يتصور أنه في مأمن فإنه واهم إلى درجة الخرف ، أنتم جميعاً في المرمى ، وتعيشون في الخطر داخل قصوركم المزروعة منذ سنيين ! أي غباء هذا الذي يصور لكم حسبما تريدون أنتم ، وحسبما تريد عقولكم المتعفنة ؟ وها هي المنظمات الإنسانية وعلى رأسها هيومن رايتس ووتش ما زالت تدعوا إلى أن تكف بعض الدول عن ممارسات التوقيف التعسفي وحظر السفر على من يمارسون سلمياً حرية التعبير عن الرأي وحرية التجمع ، و تفيد كافة التقارير الإنسانية : أن هناك عدد من المثقفين وراء القضبان بعد عام وأكثر بسبب اتهامات منسوبة إليهم على صلة بممارستهم لحقهم في حرية التعبير وحرية التجمع، بينما تم استهداف شخصيات جديدة على مدار الأسبوعين الماضيين بالحظر على السفر إلى الخارج ، وعلى هذه الدول أن تحترم الحقوق الأساسية للإنسان، ومنها الحق في حرية التعبير وحرية التنقل ، أرجوكم هنالك قوانين تفسر بحسب الآراء الشخصية ولا تمت لا للإسلام ولا للإنسانية بشيء ويذهب ضحيتها أشخاص كل ذنبهم أنهم يعيشون في هذه الدولة أو تلك ، علينا مكافحة التعذيب والاعتقال التعسفي والسلوكيات غير الإنسانية وكمنظمات إنسانية وكأمم متحدة ومجلس أمن وحقوق إنسان نحن جميعاً مسئولين عن ضحايا التعذيب بكافة أنحاء العالم وبخاصة في المنطقة العربية.
ولا بد من البدء منذ الآن في معاقبة الجناة وإلا فإن كل المعنيين بهذا الشأن يكونون أعوان وشركاء في هذه الجرائم التي ترتكب بحق الإنسان ، نحن كإنسانيين لسنا مع أحد وإنما مع الحق المدني والإنساني ولا نجيز المقاومة إلا في حالة الاعتداء والتجني على الشعوب والأراضي والثروات والحقوق الدينية والإنسانية ، وبغير ذلك نعتبر ما يقوم فيه أي شخص أو جماعة إرهاب ، ولا شيء يبرر عندنا قتل الإنسان ، أو مصادرة حقوقه الديمقراطية ومشاركته في الحياة السياسية ، وما زلنا نتطلع إلى وطن عربي متعافي قادر على فرض إرادته السياسية في المنطقة الملتهبة فوق فوهة البركان النووي ، وقد فعل العراق ما يستطيع من أجل أمته ، غير أن المخجل ذلك المؤتمر في اسطنبول . خادم الإنسانية .
العراق ومن خلال رئيس وزرائه نوري المالكي، أكد على رفض التدخل الإقليمي والدولي في سوريا ودعا وفي أكثر من مرة، إلى اعتماد الحوار بين الحكومة والمعارضة السورية، كوسيلة ناجعة لتطويق العنف والحيلولة دون انزلاق سوريا إلى أتون الحرب الداخلية ، إن موقف العراق وبعض الأحرار، من الموضوع السوري، أسفر عن انحسار الظل السياسي العربي القديم عن قمة بغداد، الذي اكتفى إعلانه إلى دعوة الحكومة السورية إلى تبني خطة كوفي انان، الأمين العام السابق للأمم المتحدة، وهي خطة وافقت دمشق على قبولها شريطة أن يتم الضغط على المسلحين المدعومين من بعض دول المنطقة وأميركا، لوقف أعمال العنف،وهذا الإعلان لا يتفق أبدا مع الموقف الدافع باتجاه تبني مواقف أكثر تطرفا من الأزمة السورية، والمتناغم مع الموقفين الأميركي والإسرائيلي ، لكننا كإنسانيين وإن كنا نتفق مع الموقف العراقي فيما يخص الملف السوري إلا أننا نعتبر أن ضعف القمة يكمن في تجاهلها للجريمة الكبرى التي ترتكب في البحرين ، ذلك لأن السكوت يسهم في تطور الجرائم ضد أبناء الشعب البحريني، المنتفض ضد الطائفية والتمييز والظلم ، وليعلم المجتمعين في بغداد أن ضمير الإنسانية لن يسامحهم على هذا التجاهل الصارخ هنالك صرخات من النساء والأطفال والشيوخ ، ومن كل أولئك الذين لا يجدون الأمن الإنساني حتى داخل منازلهم ، وأنني هنا أخاطب الإنسانيين أن يتنبهوا لتلك المؤامرات التي تحاك ضدهم من خلال الزج فيهم أكثر فأكثر في الموضوعين السوري والبحريني .
إضافة إلى أننا ما زلنا نتساءل عن سر إصرار وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل في المؤتمر الصحافي الذي جاء عقب اختتم في الرياض أعمال منتدى التعاون الاستراتيجي الأول بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون ، حيث قال : إن تسليح المعارضة السورية أمرا واجبا، نافيا في الوقت نفسه الخلاف بين الرياض وواشنطن ، في حين أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون شددت على نقاط أربع ستحملها إلى مؤتمر اسطنبول ليس من بينها التسليح ، وكشفت مصادر الخارجية الأميركية أن الجانبين بحثا تطوير بنية صاروخية إقليمية لمواجهة إيران وسبل الضغط على سوريا، علماً بأن حقائق الواقع الإقليمية والدولية تفيد بأن موضوع التسليح وكذلك التدخل العسكري الأجنبي في سوريا أصبح من الماضي وان تركيا أيضا ليست قادرة على لعب أي دور في هذا الاتجاه ولا بد أن تدرك دول الخليج و السعودية أنها قد دخلت في لعبة خطيرة بتدخلها السلبي في الشأن السوري وهذا ما سيرتد عليها بشكل لا يمكن إيقافه !
بعد أن نكتشف أن ما يحدث في اسطنبول ليس إلا محاولة من أجل إعادة التموضع داخل المشهد الإقليمي المتغير والقابل للتغير بفعل مرئي وغير مرئي ، والبحث من قبل البعض عن الخلاص الذي يحفظ ماء الوجه السياسي ، ولكني وعلى هذه الخلفية للمؤتمر التركي أتساءل ترى في خضم حالة الإفلاس السياسي لأعداء سوريا من نصب أردوغان ناطقا باسم الشعب السوري ؟!
وهل يحق له أن يقول إن حكومته لا يمكن أن تقبل أي خطة ترمي إلى إبقاء النظام السوري الحالي ؟! للأسف عشرات الأقلام التركية وصفت أردوغان بأنه لا يتمتع بصفات رجل الدولة بعد مواقفه الأخيرة التي تخدم أمريكا والكيان الإسرائيلي و العملاء الإرهابيين في المنطقة ، وجدير بالذكر في هذا المقام أن نذكر اردوغان أن مرتزقته قد اغتصبوا عشرات السوريات اللواتي فرضت عليهن الإقامة الجبرية في المخيمات التي بنتها حكومته لإيواء إرهابيين وخارجين عن القانون ، وليعلم الجميع أن هنالك تسجيلات وإثباتات موثقة تدين كل من يسهم في قتل وتشريد وتعذيب الشعب السوري المسالم ، إضافة إلى أن الدعوة إلى التسليح ضد الدولة السورية تستوجب المساءلة وفق القوانين الدولية التي حاربت الإرهاب وجرّمت من يدعمه ، أمريكا تتناسى أنها قتلت الملايين في العراق وأفغانستان ، وأصبحت لا تنام الليل خوفاً على حقوق السوريين الديمقراطية ، يا إخوان من يضحك على من ؟ وعربياً لا أعرف أليس من الأجدر بـ نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية أن يدعو إلى فرض قرارات صارمة بحق إسرائيل في ذكرى يوم الأرض انطلاقا من المسؤولية الأخلاقية والسياسية ، بدلاً من الدعوة إلى التدخل العسكري ضد البلد العربي الذي ما زال يقف في وجه المخططات القذرة ضد العرب والمسلمين !
لماذا لا تسمعون صرخات الفلسطينيين لإنقاذهم من ظلم وإرهاب الدولة الذي يمارسها الكيان الصهيوني بحقهم ؟ هل مشكلتنا الكبرى تكمن في إسقاط الرئيس السوري ؟ لنخجل من أنفسنا ومن شعوبنا ومن ديننا ومن رسولنا ومن الله عز وجل ، دعونا نمارس رياضة الحياء والشم مرة واحدة في حياتنا ، هنالك أناس تقتل ومن قبلهم ملايين في المنطقة ، ومن سبب نكبة العراق هو الذي خلق نكبة سوريا ، و لم يعد خافياً أن هنالك دول عربية وإسلامية تستخدم أدوات لتنفيذ المخطط الغربي الأميركي الصهيوني الذي يستهدف سوريا من ناحية وعموم المنطقة من ناحية ثانية ، هذا عدا عن استخدامها لدفع الأموال وليس لتصنيع القرارات السياسية ، أي أنه على أرض الواقع لا قرار لها سوى تحمل الأوزار ، وقد تكون موافقة سوريا على ورقة الموفد الدولي كوفي انان بمثابة ضربة قاسية لهذه الدول ، لكونها وبحكم المهمة المحددة لها تسعى لإشاعة الفوضى وعدم الاستقرار في سوريا ، ويدرك المتابع لهذا الشأن أن الأمور تسير باتجاه تنفيذ خطة المبعوث الدولي والذي قال بأنه لا يمكن حل المشكلة السورية إلا من خلال الحوار، كما قال أن التهديد وممارسة الضغوط والقوة على الإطلاق لا تنفع مع هذا البلد ، وعلى الصعيد الشخصي أعتقد أن سوريا تجاوزت مرحلة إسقاط النظام على الرغم من المؤامرات الكبرى التي حيكت ضدها ، وعلى الرغم من هذا التصويت المضحك الذي يتوهم انتزاع شريعة الأسد ، ولم يعد أمام كافة الأطراف إلا الحل السياسي الذي من شأنه مساعدة مساعي المبعوث ألأممي ، والخلاصة أن سوريا المقاومة والممانعة ما زالت قوية للدرجة التي تمكنها من الوقوف بوجه العدوان الأمريكي والإسرائيلي على سوريا وعموم المنطقة العربية والإسلامية ، ومثل هذه النتيجة لا بد أن تدفع بعض الدول العربية إلى كف يدها عن تسليح الجماعات الإرهابية في سوريا والتي سببت هذا القتل والدموي الذي لا يمكن وصفه إلا بالوحشية الحاقدة على الأمتين العربية والإسلامية لا بل وعلى الإنسانية جمعاء، لا بد أن نعلي الصوت ونحاسب كل من يعيث بالأمن والاستقرار في المنطقة التي تقترب من الحرب النووية والتي قد تعيد أمريكا وأوروبا قرون من الزمن ، المسألة ليست بالبساطة التي يتصورها البعض ولن تتوقف عند قضية بقاء أو رحيل نظام البعث في سوريا ، هنالك أوراق باستطاعتها إخلاء منطقة الخليج من السكان خلال ساعات ، أنتم تعبثون في جهنم ، ولا أكاد أجد من يقدر خطورة الموقف ، لنوقف الأعمال الإجرامية التي تقوم بها الجماعات الإرهابية من خطف للمواطنين وتهديد وترويع لحياتهم وضرب مؤسسات الدولة والادعاءات بأنه ليس هناك حل سياسي لسوريا إلا بالتدخل الخارجي ، صدقوني أنتم لا تمتلكون أي برامج سياسية ، ومثلكم مثل الطفل الذي يحمل مسدساً لا يؤذي إلا نفسه ، لماذا لا نعترف بالحقائق ؟ ونضع الأمور في نصابها الصحيح ، يا إخوان الآن وأنا أكتب هذا المقال أرى على الشريط الإخباري (الشرطة التركية تفرق تظاهرة مؤيدة للرئيس الأسد خرجت تنديدا بمؤتمر ما يسمى أصدقاء سوريا في اسطنبول ) لنتقي الله في أنفسنا ، وفي شعوبنا ، ولنحول هذه المليارات التي تحرق من أجل إسقاط النظام السوري والذي لو رحل فلن يبقى بعده أي نظام في المنطقة ، وستتحول المنطقة إلى بؤرة نووية غير مسيطر عليها وقد تدمر العالم بأي لحظة ، لماذا نغمض أعيننا عن مسيرات الأهالي في بعض الدول التي تقوم بأعمال القمع وحملة الاعتقالات التي تنفذها قوات النظام بحق المتظاهرين المطالبين بإجراء إصلاحات في البلاد ؟ صدقوني من يتصور أنه في مأمن فإنه واهم إلى درجة الخرف ، أنتم جميعاً في المرمى ، وتعيشون في الخطر داخل قصوركم المزروعة منذ سنيين ! أي غباء هذا الذي يصور لكم حسبما تريدون أنتم ، وحسبما تريد عقولكم المتعفنة ؟ وها هي المنظمات الإنسانية وعلى رأسها هيومن رايتس ووتش ما زالت تدعوا إلى أن تكف بعض الدول عن ممارسات التوقيف التعسفي وحظر السفر على من يمارسون سلمياً حرية التعبير عن الرأي وحرية التجمع ، و تفيد كافة التقارير الإنسانية : أن هناك عدد من المثقفين وراء القضبان بعد عام وأكثر بسبب اتهامات منسوبة إليهم على صلة بممارستهم لحقهم في حرية التعبير وحرية التجمع، بينما تم استهداف شخصيات جديدة على مدار الأسبوعين الماضيين بالحظر على السفر إلى الخارج ، وعلى هذه الدول أن تحترم الحقوق الأساسية للإنسان، ومنها الحق في حرية التعبير وحرية التنقل ، أرجوكم هنالك قوانين تفسر بحسب الآراء الشخصية ولا تمت لا للإسلام ولا للإنسانية بشيء ويذهب ضحيتها أشخاص كل ذنبهم أنهم يعيشون في هذه الدولة أو تلك ، علينا مكافحة التعذيب والاعتقال التعسفي والسلوكيات غير الإنسانية وكمنظمات إنسانية وكأمم متحدة ومجلس أمن وحقوق إنسان نحن جميعاً مسئولين عن ضحايا التعذيب بكافة أنحاء العالم وبخاصة في المنطقة العربية.
ولا بد من البدء منذ الآن في معاقبة الجناة وإلا فإن كل المعنيين بهذا الشأن يكونون أعوان وشركاء في هذه الجرائم التي ترتكب بحق الإنسان ، نحن كإنسانيين لسنا مع أحد وإنما مع الحق المدني والإنساني ولا نجيز المقاومة إلا في حالة الاعتداء والتجني على الشعوب والأراضي والثروات والحقوق الدينية والإنسانية ، وبغير ذلك نعتبر ما يقوم فيه أي شخص أو جماعة إرهاب ، ولا شيء يبرر عندنا قتل الإنسان ، أو مصادرة حقوقه الديمقراطية ومشاركته في الحياة السياسية ، وما زلنا نتطلع إلى وطن عربي متعافي قادر على فرض إرادته السياسية في المنطقة الملتهبة فوق فوهة البركان النووي ، وقد فعل العراق ما يستطيع من أجل أمته ، غير أن المخجل ذلك المؤتمر في اسطنبول . خادم الإنسانية .
تعليقات القراء
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |