حديث بعد صلاة الفجر داخل إحدى باصات النقل العام بين كنترول وسائق وانا كنت الراكب رقم واحد متجه للبيت بعد سهر ليلة الى جوار الوالد في المستشفى ، وكان حديث بسيط وعادي تناول به الطرفين موضوع إنفراط جير باص حمزه بالأمس .
الكنترول يصر على أن جير الكوستر ينفرط بعد مسافة مائة الف كيلو والسائق يقول أنه ينفرط بعد مسافة مائة واربعة الاف كيلو ، وأنا دخلت دوامة الحديث عبر سؤال من الذي يحدد المسافة المحددة لإنفراط الجير وبما أنني لست ابن صنعه فضلت أن استمع بدلا من الدخول في متاهة المسافات وعلاقتها بإنفراط الجير وتبديل الإطارات وغيرها من القطع المستهلكة في الباصات .، وكيف أنهم أنتظروا لساعات في منطقة وسط ما بين عمان وأربد وصول الميكانيكي والوشن من أجل أن يكملوا الطرق نحو أربد.
وعدت لعقلي البسيط وقلت لنفسي هل إنفرط جير الأمن الناعم بالأمس على الدوار الرابع ؟ ، وهل إنفرط جير السلطات التشريعية والتنفيذية بعد الضغط من قبل الطرفين على حساب الوطن لتحقيق مصالح شخصية ؟ ، هما سؤلان أعتقد ان المسافة التي كانت السبب بفرط جير الكوستر هي نفسها التي أدت بإنفراط جير الأمن الناعم وجير السلطتين وبالتالي إنفراط جير الإصلاح لدينا .
وهذا تحليل للكيفية التي إنفرط بها جير الإصلاح لينا ، في البداية إنفرط جير الأمن الناعم بعد أن شد عليه حسين باشا المجالي كثيرا في كل خطاباته وقد إستهلاكه على مدار عام كامل ، وفي نفس الوقت لم ينتبه حسين باشا المجالي أن عجلة الحراك الشعبي وخصوصا الجنوب ليست معنية بجير أمنه الناعم إنفرط أم لا ، لأنها تسير بسرعة تجاوزت كل قدرات أمنه الناعم ومسننات التعشيق الخاصة به ، وكما يقول المثل عندما يهودر العجل لن يوقفه شيء لاجير مفروط وحتى بريكات ، وأما جير النواب والحكومة فقد إنفرط نتيجة لتداخل عمل هذا الجير الذاتي والشخصي على عمل السياسة في الوطن ككل ، أي اصبح الجير يريد أن يعمل عمل المحرك والمحرك يريد أن يعمل عمل الصنوبرصات .
وفي النهاية فأن إنفراط جير الكوستر جاء نتيجة لعوامل عدة مشتركة منها عامل المسافة أي الزمن وعامل السائق الذي لايتقن التعامل مع الباص عند الوقوف في النزول والطلوع وعامل الركاب الذين يريدون الوقوف أمام بيوتهم مباشرة وليس عندهم إستعداد أن يمشوا عشرين متر أو الوصول بسرعة الى هدفهم والتداخل بين عمل مكونات الباص نفسه ، وأخيرا صاحب الباص الذي ترك كل هذه العوامل تتصارع وتكون النتيجة جير مفروط وهو من سيدفع ثمن إستبداله ومن جيبه .