انتقلت عدوى الحراك من التربية الى الجامعات مع عودة الجاهلية الحديثة


منذ ما يقارب الشهرين اضرب المعلمون عن التدريس بسبب مطالبهم في تحقيق نقابة معلمين ، وهذا حقهم الشرعي فهم عماد الوطن هم من تتلمذ على ايديهم العباقرة والدكاترة والمهندسين ،

وكان اضرابهم لتدني مستواهم المعيشي وهذا ايضاً مطلب شرعي فلا بد لتلك القيادات من الأهتمام بها لتكون غزارة الإنتاج العلمي أفضل وأكثر وكان لابد من تحقيق هذا المطلب ، فكيف تطلبون من استاذ يدرس وهو باله وفكره مشغول بالديون المتراكمة على كاهله .

اليوم إنتقلت حمى العدوى الى الجامعات الأردنية ، والذي اشعل هذه الفتنة العباقرة والأساتذة ، ليس الطلبة وليس من أجل تدني مستواهم المعيشي ولا من أجل نقابة بل من أجل البحث عن كراسي هزازة ذات عجلات دائرية ،ولون الجلد أسود ومستورد من فرنسا أو امريكيا ، فما نشهده اليوم في الجامعة الأردنية على وجه التحديد ماهو إلا( مهزلة) في عودة الجاهلية الحديثة ، فكيف تم تعين فلان رئيساً وكيف تم نقل علان وكيف جاء (عبيان ) .
ونسوا أو تناسوا ذلك القسم الذي اقسموه على المدرجات التي تخرجوا منها ؛
ما بالكم يا عباقرة تشعلون الفتنة وتلوحون بلإعتصام أو الأضراب ما الذي حصل لكم ماذا لو جاء رئيساً لكم من هونولولو هل هدفكم بحق التدريس تلك الرسالة السامية ، أم هدفكم الظهور ..

كيف نسيتم القسم ، يستحضرني الأن في هذا السياق كيف علمنا الدكتور عبد السلام المجالي كما علم الطلبة عدم حب الذات والابتعاد عن المظاهر الخادعة (كان عندما يمر في أحد الصباحات يقوم بلم الورق والقمامة ، وكان يحمل الصينية ويقف مع الطلبة على الدور ليتناول غذائه ) وكأنه لا يحب الجلوس على الكرسي وكان يهتم بالصغير قبل الكبير لماذا لا نقتدي بهذا الرجل الفاضل .

لا أعتقد بأنه من باب الحكمة أو المنطق هذا التعصب المبطن للقبيلة أو العشيرة ، وأنني لا أستبعد أن تتشاجرو على كرسي الرئاسة كما تشاجر قبل فترة العديد من الطلبة في حرم الجامعة ، وسوف نتحدث بعد فترة لا عن (العنف الطلابي )بل سنتحدث عن (عنف اساتذة التدريس) ، هل هذه رسالتكم اذا كانت هذه رسالتكم فسوف نلغي التعليم ونعود الى الجاهلية وسوف نركب الجمل ونسكن في الخيمة ، ولا نريد حضارتكم المقيتة........حضارة المناصب وننس الهدف الحقيقي إنشاء أجيال مسلحة بالعلم والإيمان ، أنتم من أضئتم العالم في تخريج كواكب من الطلبة ونشرتم العلم والثقافة بين المجتمعات ، ترجعون إلى هذه الدرجة .

تختلفون من الرئيس ولماذا هذا ولما ذاك أنتم خلقتم من أجل التدريس ونشر العلم أما اذا كان الوضع غير ذلك فقدموا استقالتكم فها هو مجلس النوائب الجديد ينتظركم وسوف اصوت لكم ، فلربما اصبحتم وزراء في المستقبل وزادت مواردكم المالية واصبحتم أعلام سياسة مخضرمين وصنعتم القرارات في تعيين فلان ، رئيساً وفلاناً غفيراً .

لا يا استذة لا يا كبار لا يا عباقرة نريد الحفاظ على نسيج الوطن نريد التمسك ، لانريد الفرقة لا نريد التعصب نريدكم كما كنتم مصابيح نستضيء بكم أباء نقدركم كم صنعتم من عقول وأنرتم الدرب لاترجعوا للخلف لا تغرنكم الدنيا مهما قلت ومهما فعلت فأنت أكبر وافضل فلنحتكم إلى العقل والحجة والمنطق ، ولنبقى أعلى واسما ، وما هذه الدنيا الا متاع الغرور .



تعليقات القراء

أحمد عناسوة
إذا أردنا أن نحمي هذا الوطن بنسيجة ولحمة ابنائه فلا بد لنا من أن نبتعد عن مسميات العصر الحديثة:( الشخصنة، والجاهوية، والمحسوبية، والشللية...)

التي أحثت شرخا في جسم وطننا الغالي.

ومما يؤسف عليه أن نجد أصحاب العقول الراجحة هم الذين يحرّكون الهمم إلى ما لا يحمد عقباه.

عذرا أيها العلماء الأجلاء، ربما نتفق على أن يحتضن هموم الجامعة الأردنية أحد ابنائها المطلعين على أحوالها، وبخاصة أنها على موعد قريب من اليوبيل الذهبي، وندرك تماما أن قمة الجمال أن يترأس مباركة هذا الحدث التاريخيّ للجامعة الأردنية أحد أعضائها ، لكننا لا نتفق على أن ذلك الأمر دستور غير قابل للتعديل، ثم إن المسالة لا تقاس بالشخصنة بقدر ما تقاس بما ينتج عنها من رفعة هذا الوطن وصون كرامته.

وإنني أوجه تحية صادقة إلى أستاذنا الدكتور .... الذي بعث رسالة ترحيب عبر أحد المواقع الالكترونيةإلى الرئيس القادم تحت عنوان: نعم للرئيس..............

علما بأنه كان أحد المرشحين الأقوياء لتسلم رئاسة الجامعة الأردنية، فهذه روح معنوية تنم عن أصالة وطيب معدن.

وبعيدا عن الأسماء والتحليلات والتوقعات لا بد من أن ننظر بمرآة الوطن ومدى ما نحققه له من التقدم والازدهار، ولو كان من المحمود اختيار من يمثل الجامعة الأردنية من ابنائها، فإننا سنصل إلى حقيقة مفادها أن الآخرين من رجالات هذا الوطن ليس لهم شأن بهذه الجامعة، وهذا بعيد عن المنطق ، ولو افترضنا أننا نميل بقناعاتنا إلى آراء أساتذتنا الأجلاء، فسوف نخرج بمنطق يقول: ليس لأعضاء الهيئة التدريسية في الجامعة الأردنية مجال لإثبات مواقفهم في الجامعات الأردنية الحكومية الأخرى،فأبناؤ هذه الجامعات لهم دون غيرهم الحق برئاستها، وهذا الرأي غير مقبول وغير منطقي أبدا لدى الداني والقاصي في رحاب هذا الوطن الكبير بأمجاد مواطنيه ، ولو وجد هذا الأمر قبولا ، فإننا نقول: كم رئيسا من الجامعة الأردنية عين في غير جامعته الأم؟

باختصار شديد، يجب أن نكون منطقيين في توجهاتنا، وان نرفض ما يدعو إلى الاعتصام أو الإضراب أو الحراك أو ما شابه ذلك ، فأنتم أصحاب رسالة سماوية :" اقرأ باسم ربك الذي خلق"

وأنتم على قدر كبير من العلم والتواصل المعرفي مع منظومة البحث العلمي، وأنتم من علمتمونا كيف نحافظ على وطننا الغالي.

لأجل ذلك كله، أقول لكم ما قاله الإمام الشافعي:

دع الأيام تفعل ما تشاء

وطب نفسا إذا حكم القضاء

وأريد أن أفصح عن شيء مهم وهو: معظم أساتذتنا الكرام شهدوا للرئيس القادم الأستاذ الدكتور ...... بقدرته الفائقة على تحمل المسؤولية ومواكبة الأحداث والتعامل معها بروح المنطق والشفافية. من هنا، اسأل الله أن يوفقكم إلى التراجع عما يقلق الوطن ويضعه في دائرة اللامسؤولية، فالوطن لا يحتمل هذه الحراكات والتوجهات ، ولننظر إلى ما يمكن أن نفيد به الآخرين، ولنترك الآخرين وقدرهم من هذه الحياة، ونفتح أبواب الأمل لهم، ؛ ليعملوا بكل أريحية، ولنغلق أبوب التذمر والتأفف ، وندعو لهم بما يعود على جامعتنا بالمصلحة العامة.
29-03-2012 03:15 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات