حلم عبدالتواب!!!


بالأمس صادفت صديق قديم منذ أيام الدراسة ، بدت لي ملامحمه للوهله الاولى كأنها لرجل كبيرو طاعن في السن ، فعصاه التي كان يتوكأ عليها و الشيب المشتعل في رأسه بالاضافه إلى التجاعيد المنتشره في كل أنحاء وجهه دلت على أنني أمام رجل قد عشت معه في زمن آخر ولكن لا اعلم أين؟ ومتى؟ ؟؟ مع ذلك كله لم تخفي عيناه الصغيرتان التي يشع بريقهما.. رائحة الطفوله.. وطعم الحب..عندما كنا معا نحتسي الشقاوه ونجعلها ترتدي مايطيب لها من أحلام الطفوله آنذاك؟ وفي رحله أثيريه متزامنه مع اقترابي منه بدأت أتذكر تلك الأيام الجميله التي كانت تجمعنا معا...

وبعدما ألقيت عليه السلام كانت نظراته المسترسله والمتفحصه تحمل في ثنايا لسانه اسمي وتقذف معه شريط من الذكريات التي راح يحدثني عنها ويذكرني بها؟نعم تفاجئت بأنه لم ينساني بالرغم من أن الزمن قد تناسى ملامحه؟؟

وفي أول سؤال لي عن سبب ماحل به من مرض أجاب صديقي عبدالتواب أنها الحياه؟؟ولم يقل الزمن كما توقعت؟؟ ولأن صديقي عبدالتواب يعرف الله.. والزمن.. والدين.. لم يلقي اللوم عليهما؟ بل كان جوابه هو الأصح برأي القيم والمبادئ التي ترعرع عليهما ولم ينساها، وفي سؤالي عن عمله الحالي أجاب بلغة الاستهزاء وماعساني أن اعمل وأنا بهذه الحاله ياصديقي!!!قلت له مستغربا..وكيف تصرف على نفسك وعيالك ؟ أجاب ..أن الله يرزق من يشاء بغير حساب...نعم ؟ولكن الم تعمل من قبل ؟وماذا كنت تعمل؟ نعم عملت في أكثر من جهه لمده تزيد عن 12 عاما وكان يصرف لي راتب كل شهر أما الآن بعدما تدهورت صحتي لاراتب..ولامعيل سوى الله؟ وكما ترى أتجول في الأسواق واستجدي رحمة ربي ؟


(صديقي عبدالتواب هو نموذج حي من ضحايا المجتمع والنواب .. وهو من الاغلبيه الصامته التي لن يصرف لها راتب أو تعويض إلا بعد أن يصبح عمره ستون عاما حسب القانون الحالي الذي يخص الفقراء والبسطاء ؟ وربما يموت في السوق ولايعلم به سوى الله. علما بأن جواز سفره انتهى ولايستطيع تجديده فهو ليس بحاجه لحصانه دبلوماسيه أو امتيازات أخرى ؟هو فقط يحلم بأن يكون مواطن عادي يستطيع أن يعالج نفسه ويقطع جواز سفر جديد )


بقلم كريم عبدالرحمن شوابكه



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات