نحن الان " في مرحلة مفصلية من تاريخ بلدنا ،والاصلاح مطلب للجميع ومهم للغاية ولكن الحكمة تقتضي ان تكون خطواتنا محسوبة ومدروسة وان لا تكون هناك قفزات في الظلام " لان ذلك سينعكس على بلدنا ومجتمعنا بشكل عام .فنحن في مرحله يمنع فيها الخطأ ولا تجوز فيها التجربه .
جميعنا لا نطيق صبرا، لكن علينا أن نعترف أن أمام الحكومة والبرلمان مهام جسام ، فعليهما تسريع الإصلاحات من ناحية، وإشراك الجميع في العملية من ناحية أخرى، وأنا اقدر تماما أن الاصلاح الشامل المنفتح الذي ينخرط الجميع فيه عملية تحتاج إلى وقت، ونحن كذلك أمام فرصة غير مسبوقة لنقدم نموذجا إقليميا في التحول الديمقراطي السلمي والتوافقي ولا نريد أن نفوت هذه الفرصة.
ان الحوارات التي تجريها الحكومه ممثلة برئيسها الدكتور عون الخصاونه مع ممثلي الاحزاب والتيارات بجميع اتجاهاتها اليمينية واليسارية والوسطيه وغيرها من الاتجاهات خطوه يجب ان تقدر من الجميع .فلا يجوز ان تستقبل هذه الخطوات بالشد العكسي من قبل الاخرين وان تتهم بالتباطؤ والتلكؤ في عملية الاصلاح السياسي والتشريعات الناظمه له .
حيث كانت التعديلات الدستورية العلامة البارزة الأولى في الطريق، وكان المعلم الثاني مسودة قانون أحزاب سياسية رفعت للبرلمان اخيرا. ومن أعمدة استراتيجية الإصلاح لدينا تقوية الأحزاب السياسية بهدف تنمية الحياة الحزبية وإنشاء نظام حزبي ناضج وفعال.
أما الخطوة الرئيسية التالية فهي قانون انتخاب جديد يتوقع تقديمه للبرلمان في آذار. وهذا التشريع وقوانين أخرى سوف تمهد الطريق أمام إجراء انتخابات بلدية وبرلمانية أكثر شفافية وحرية ونزاهة.
ان الاوضاع المقبلة "ستكون اكثر صعوبة" اذا لم تبادر الحكومة مع باقي السلطات الى اتخاذ ما وصفوه "بتداخلات جراحية عميقة" تضع الاردن على الطريق الصحيحة في النهج الديموقراطي والاصلاحي، باعتباره الضمانة الاكيدة والوحيدة لتجنيب الوطن الازمات والمصاعب وصولا به الى بر الامان .
ولا بد ان نعترف جميعا بأن الوضع الداخلي صعب ومعقد ويزداد مستوى التعقيد بسبب الازمه المالية والاقتصادية .فلا بد من اجراء التدخلات"تدخلات جراحية عميقه" وبالسرعه الممكنه ليرى المواطن الاردني اننا بدأنا بالعملية الاصلاحيه وبدأت تؤتي أكلها على ارض الواقع وليس فقط اشياء نظريه وغير ملموسه وبالتالي الوصول الى بر الامان .
في النهاية فانني أرى في شخص رئيس وزرائنا الاكرم رجلا ذات رؤيه اصلاحيه ويجب اعطاؤه الفرصه الكافيه لتنفيذ رؤيته الاصلاحيه وكما اننا نحن نريد اصلاحا في النظام فان اناس يريدون افسادا في الارض .
حمى الله الاردن وشعبه وقائده .......