كلما زاد تذمر الاردنين من تراجع اداء الحكومة يبادر جلالة الملك بحلها وتكليف حكومة جـديدة سعيا من جلالته لإيجاد بديل يساهم في حل مشكلة المواطن الاردني والوقوف على الآمه وهمومه ومعالجتها... وبعد ذلك يترقب الاردنين تشكيل الحكومة الجديدة والقســـم بحضرة جلالته ومن يسمع القسم يظن ان هذه النخبة المطلوبة للمرحلة الحاليه وبعد ذلك تبدأ الحكومة بالعمـل والشعب بالمراقبة لأدائها وتكون الغائب الحاضر في مجالسهم بين مؤيد متمني لها النجاح وبين مــعارض يراهن على فشلها الا ان الجميع يرى ان التغيير مطلوب وما هي إلا ايام ويتفاجىء الاردنين بان النهج لم يتغير ويتراجع ادائها يوما بعد يوم وترتفع آهات الاردنين ويحن البعض الى ايام الحكومات السابقه, إلا انني ادركت اليوم السبب في ذلك الا وهو:-
يتغيير الوزراء ولا تتغير الوزارات بمعنى ان تغيير الوزير لا يغير في سياسات الوزاره شيء لان اللوبيات المتحصنة في اروقة الوزارت لا تتغيير بل تعيد انتشارها وتتعزز قدراتها كلما تغير الوزير مستغله في ذلك عدم المام الوزير الجديد في اعمال وواجبات الوزارة وتقوم هذه اللوبيات بفرض طوق حول الوزير حيث لا يرى إلا ما يرون ولا يسمع إلا ما يسمعون ولا يقرر إلا ما يرونه مناسبا تاركين لمعاليه الحريه الكامله في تعديل البرستيج الخاص به وتعديل ديكور المكتب ومدخل الوزاره وغرف الاجتماعات والتجهيزات المكتبيه لها واختيار نوع وموديل السيارة واختيار المطعم الذي يرغب بدعوة ضيوفه اليه
ومن هنا يجب ان يدرك الجميع ان هذا التغيير غير مجدي دون تغيير الطاقم الداخلي للوزارة من... سكرتيره ومدير مكتب --الذي يعتبر وزير الظل والأمين العام والمدراء العامون ورؤساء الهيئات الذين تحصنوا في مواقعهم لسنين طويلة بعضهم تجاوز الثلاثة عشر عاما يعمل في نفس النهج دون تطوير او تغيير بل يزداد تسلط وبيروقراطيه اداريه مدعيا انه( الفهمان الاول) والعارف الاول والرجل الاول الذي بدونه ستهلك المؤسسه والوزارة. .
وما دعاني لكتابة هذا المقال ما رأيته بأم عيني عندما راجعت للمساعدة في حل مشكلة المواطن ابراهيم . م . س كحاله انسانيه والتي تتلخص مشكلته :- تم احالته على التقاعد من القوات المسلحه بتاريخ 5-9-1999 مصنف طبي درجه خامسة وبعد ذلك حصل على رخصة قياده فئة سادسة وعمل سائق شاحنه بالاجره وعند انتهاء الرخصه بعد خمسة سنوات ذهب الى دائرة الترخيص من اجل التجديد إلا انهم رفضوا , بحجة تصنيفه الطبي فئة خامسة ومن هنا انطلق مارثون الروتين الحكومي والاستهتار بأرزاق الناس ومصالحهم حيث طلب منه كتاب من وزارة الصحه يفيد انه تعافى ولديه القدره على ممارسة العمل وحصل على تقرير طبي من وزارة الصحه رقم م. و .ع 1. 894 تاريخ 26/11/2005 ينص على (بعد فحص المذكور لم يستدل على وجود اي مرض نفسي او عقلي ولا مانع لدينا من حصوله على رخصة السوق المطلوبه ) موقع حسب الاصول, ومنذ ذلك الحين وهو حائر بين مديرية الامن العام ووزارة الداخليه كل منهم يريد من الآخر البت في هذا الامر .
ومنذ ايام اطلعت على وضعه وما يعانيه بحكم انني رئيس جمعيه خيريه فقررت ان اساعده في الامر وأجرينا اتصالات وواسطات الى ان وصلنا الى مدير مكتب الوزير (وزير الظل ) الذي بدوره قال: ان هذا المواطن وقع عليه ظلم قدموا استدعاء وسوف نقوم بمساعدته وعرضها على معالي الوزير. وبعد ايام ومراجعات عديده تمكنا من العثور على الاستدعاء الذي كتب عليه الوزير كلمه واحده فقط ( السيد مدير السير ) وتوقيع معالي الوزير وإذ بنا نعود الى المربع الاول (لاحقا الى كتابنا واشاره الى كتابكم ) طلبنا مقابلة الوزير وجلسنا من الساعه الثامنه والنصف الى الساعه الثانيه بعد الظهر ونحن نسمع كلمه واحده (ان شاء الله سوف ندخلكم ) وإذ بجرس انذار يزلزل المكان واختفاء مدير المكتب والموظفين فجأه حيث قمنا بالبحث عنهم والسؤال عن الذي حصل؟ قال لنا احد المراجعين:- ان هذا الجرس يعني ان معالي الوزير قرر مغادرة المكتب وبذلك يجب اغلاق جميع الابواب والمكاتب والبوابات من اجل الحفاظ على حياة معاليه وبرستيج خاص له وما هي الا لحظات حتى فتحت الابواب وظهر الموظفين وقالو لنا :-تعالوا يوما اخر , وعدنا وتكرر نفس المشهد وبعد ذلك قمنا بالبحث عن واسطة لدى معالي الوزير من زملائه اثناء الخدمه العسكريه وبالفعل اتصل احدهم مع الوزير وقال ( يراجعوني يوم الاحد الساعة 8.30 ) وحضرنا على الموعد وتكرر الامر ذاته , وحدد لنا موعد بعد اسبوعين وكان يوم 20/3/2012 وعدنا والعود احمد وبقينا جالسين حتى الساعه الثانيه بعد الظهر ليتكرر المشهد وقرع الجرس من جديد وغادر الوزير بكبريائه وعدنا ادراجنا ...مكسوري الخاطر... غاضبين نادمين اهذا هو التغيير الذي جيء بك من اجله معالي الوزير؟ وهذا الامر يطرح العديد من الاسئله!!!! هل الوزير حنث في اليمين الذي اقسمه امام جلالة الملك على ان يخدم الامه ويقوم بالواجبات الموكولة اليه بكل امانه ؟ وهل عمل الوزير هو استقبل وودع واصدار اعفآءت لخدم منازل الاصدقاء والمحاسيب ؟ ومن المسؤول عن حل مشكلة المواطن ؟ وهل بقي مرجعيه متاحة للمواطن في ظل غياب المسؤول الاول صاحب القرار؟ الم تكن معاليك حاصل على تصنيف طبي درجه خامسه وتسلمت منصب وزير دون اي عناء او اي فحص طبي ؟ إلا يشفع لإبراهيم ممارسة القياده منذ عام 1999 ولغاية الان دون ان توجه له اي مخالفة سير او الاشتراك في حادث ودليل انه قادر على ممارسة العمل ؟ هل 250 دينار التقاعد تكفي لتامين العيش الكريم لأسرة ابراهيم المكونه من 8 افراد؟ هل المريض ممنوع من الشفاء؟. بكل بصراحة..... لم يوفق الشعب بالمسؤول المناسب في المكان المناسب كما يجب على اعضاء الحكومة دفع كفارة اليمين جراء حنثهم باليمين وعدم التزامهم بما اقسموا عليه امام جلالة الملك حفظه الله ورعاه ويسر له البطانة الصالحه__ واعلمي ايتها الحكومة ان صمت الغالبيه من ابناء الشعب لايعني الرضا عن أدائكم بل حب لجلالة الملك ولك وللاردنين الله يا ابراهيم.....

www.mohmadalslymat@yahoo.com