تحليل الموقف الايراني تجاه النظام السوري


من الملاحظ تَغير اللهجة في الخطاب الرسمي الايراني إزاء الحالة السورية في 24/8/2011م من خلال وسائل الاعلام على لسان أحمد نجاد ووزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي (على الأسد أن يلبي مطالب الشعب السوري ) .
أما تحليلات الخطاب الرسمي الايراني فتتمحور فيما يلي :
سوف تتخلى ايران عن حليفها السوري ، وان ايران تتموضع في اتجاه جديد استعداداً للقفز من مركب الأسد الغارق .
يعكس هذا الخطاب إنقساماً في البنى الرسمية الإيرانية ، حول النظام السوري بين متشدد وبين معتدل .
إن ما يجري لا يعدو غير خطوة تكتكية اشبه ما تكون بمزيج من غطاء واقي وبالون اختبار .
إن التحليل للموقف الإيراني إنما ينطبق على عدة اعتبارات من اهمها :
عدم قدرة ايران للمضي قدماً في سياسة التضليل الإعلامي ، ومحاولة امتصاص نقمة المتظاهرين الذين بدؤو يظهرون موقفاً عدائياً من طهران مع تغير المزاج الشعبي العربي تجاه ايران بشكل سلبي والى حد كبير حيث كشف الموقف الايراني من البحرين وما أعقبه من دعم مفتوح للنظام السوري .
أمام هذا الواقع كان لابد للحكومة الإيرانية من اتخاذ بعض الاجراءات للحفاظ على ماء وجهها ، مع الأخذ بعين الاعتبار من المواقف الاقليمية والدولية المتصاعدة التي تحتم تخفيف اللهجة الإيرانية ، وحتى حلفاء النظام السوري مثل موسكو وبكين ، كانو قد وجهو رسائل قوية ومتشددة آنذاك ، إذ حذر الرئيس الروسي مديفيديف من مواجهة مصير مؤسف إذا لم تعالج الأمور بسرعة .
إن عملية استنزاف الوقت قد اعطت لإيران فرصة سانحة بقصد استدراك الأنشقاقات الداخلية بين مواقف القوى السورية لتقوم على اشراك بعض عناصر المعرضة السورية في السلطة المرتقبة .
وكان لا بد للبراغماتية الإيرانية من وجود قنوات تواصل مع المعارضة السورية ولو من باب الاحتياط لما هو قادم في لعب دور الوسيط بين النظام والمعارضة حال وصول النظام الى مرحلة حرجة .
يرى المرشد الأعلى الحاكم الحقيقي علي الخامنئي بأعتبار المتظاهرين ما هم إلا أدوات تحركهم إسرائيل وامريكيا واعتبار الثورة السورية مؤامرة على النظام لأنه ضمن محور الممانعة .
وتحدث الباحث والمحلل في الشؤن الإسرائيلية (الإيراني ) مير جواد نفر بأن الخامنئي لن يدعم النظام السوري إلى النهاية ، وعندما يسقط سوف يتخلى عنه ، كما أن زعيم حزب الله (حسن نصر الله ) قد غير موقفه حيال نظام الأسد حسب أقوال السفير السابق اللبناني (مسعود ادريس) .
أعتقد بأن ايران تسعى لعدم فقدان حلفائها في المنطقة العربية بعد خيبة الأمل بعدم موافقة الولايات المتحدة الأمريكية بالوثيقة السرية عام 2003م التي عرفت فيما بعد ايران غيت والتي تتضمن تخليها عن البرنامج النووي الإيراني وعدم دعم الموقاومة اللبنانية (حزب الله ) مقابل منحها الوصاية على الخليج العربي والأعتراف بها كقوة اقليمية شرعية .

Abosaif_68@yahoo.com



تعليقات القراء

ابو الطيب
رائع ان تقفز ايران من مركب الأسد الغارق ،هذا اجمل تعبير يجسدالموقف الايراني لأن ايران ستعود الى مكانهامع اسرائيل في الاسطول الامريكي.
20-03-2012 08:30 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات