عقد من الوفاء والبيعة ..


منذُ عشرة سنوات من تسلم جلالة الملك عبد الله الثاني سلطاته الدستورية وتوليه العرش الهاشمي من المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه, حيثُ كان الحزن والألم بفراق الملك الإنسان بعد صراعٍ مع المرض الذي تألم لأجلهُ الأردنيين ولكن القدر وإيماننا المطلق بالله تعالى يحكم علينا أن نقبل بالواقع الذي مر بنا, ونظراً لتميز جلالة المغفور له الحسين بن طلال طيب الله ثراه بحكمته الخارقة وبتواضعه النبيل وبقدرته على الإقناع والحوار ومشاركة جلالته في جميع الفعاليات والمناسبات العربية والدولية، كان دليل ذلك الأثر، في تشييعه إلى مثواه الأخير، بحضور الكثير من زعماء وقادة الدول العربية والعالمية والتي سميت آنذاك "بجنازة القرن العشرين".

فكان الحزن بالراحل وكان أيضاً الأمل القوي بالشبل الهاشمي من ذاك الأسد الهاشمي الراحل رحمه الله, فهب الأردنيين كعادتهم معلنين الوفاء والبيعة لجلالة الملك عبد الله ابن الحسين حفظه الله ورعاه الذي أستمر على نهج والده المغفور له بأذن الله الحسين بن طلال من خلال الاهتمام بالمواطن الأردني انطلاقا من إيمان جلالته بأن الإنسان الأردني هو المصدر الرئيسي والثروة الحقيقية للبناء والعطاء لقول والده الراحل:"الإنسان أغلى ما نملك". فقد أهتم جلالة الملك عبد الله حفظه الله بالمواطن وسعى لتوفير الحياة المثلى له وتنشئته التنشئة السليمة من خلال جهد جلالته المتواصل على العمل والعطاء والتميز إضافة إلى ذلك الزيارات الميدانية لكافة محافظات المملكة للاطمئنان على أوضاعهم وتلبية متطلباتهم المعيشية وتنفيذها وإطلاق المشاريع التنموية التي من شأنها أن تقلل من نسب البطالة والاستفادة من الموارد البشرية وزيادة الاستثمار والمستثمرين من خلال الجولات التي كان يقوم بها جلالته في جميع أنحاء العالم المتمثلة في حث الدول على دعم الأردن، وتشجيعهم على الاستثمار به وتوفير كافة التسهيلات لهم الذي كان له نتائج طيبة على الاقتصاد الأردني المتمثل في زيادة الصادرات الوطنية وتوفير فرص العمل للمواطنين الأردنيين .

وفي مجال القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية المختلفة فكان جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة متواجداً دائماً بين زملائه رفاق السلاح الذين يواصلون عملهم الليل بالنهار لحماية الوطن الغالي كلاً في موقعة حاملين على أعناقهم مسؤولية الوطن والمواطن التي هي من أسمى الغايات يتقدمهم جلالة القائد الأعلى في ذلك بتوفير المدربين الأكفاء وتوفير الأجهزة والأسلحة العسكرية المتطورة التي من شأنها أن تنعكس على أداء القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية المختلفة وعلى الجندي الأردني الذي يتمتع بسمعة مميزة ويأتي ذلك من خلال المشاركة في قوات حفظ السلام في كافة أرجاء العالم وبالإضافة إلى المستشفيات العسكرية الطبية التابعة للخدمات الطبية الملكية في الكثير من مناطق العالم.

وفي التعليم فقد حرص جلالته منذ بداية تسلمه سلطاته الدستورية على حق التعليم لجميع المواطنين، وتمثل ذلك من خلال الزيارات المستمرة للمدارس والجامعات والزيادة في فتح المدارس والجامعات في كافة مناطق المملكة وتجهيزها بكافة الوسائل التعليمية والتكنولوجية وتوفير جميع مستلزمات التعليم وذلك كان واضحاً في مكارم جلالته من خلال الوجبة المدرسية للطلبة التي تحتوي على فيتامينات تساعدهم في زيادة جهدهم وتحصيلهم بالإضافة معطف الشتاء الذي يقيهم برد الشتاء القارص ومكرمة جلالته بدفع جميع رسوم طلبة المدارس من نقته الخاصة, إضافة إلى الزيارات المتواصلة لجلالته على الجامعات والجلوس مع الطلبة والاستماع لهم وحثهم على مواصلة تعليمهم ليست المرحلة الجامعية فقط وإنما مرحلة الدراسات العليا ليكونوا على درجة عالية من العلم والمعرفة ليساهموا في وطنهم والمحافظة عليه .

وأما في مجال قطاع الشباب فقد وضع جلالة الملك عبد الله حفظه الله الشباب في مقدمة الأولويات وجلهم شركاء في تحمل المسؤولية وحمل الوطن وراية الوطن على أكتافهم من خلال لقاءات جلالته بالشباب ووضعهم في صورة الأحداث الجارية في منطقة الشرق الأوسط وحثهم على العمل والتمييز والإبداع في كافة المجالات واصطحاب جلالته الشباب المتميزين في الزيارات واللقاءات العربية والدولية وتشجيعهم على المشاركة السياسية المتمثلة بالأحزاب والنقابات في الجامعات ومشاركتهم في صنع القرار وتكريمهم بمبادرة جلالته "بهيئة شباب كلنا الأردن" التي تشكل المظلة الرئيسية للشباب الأردني الذي وعدهم بالاستمرار بها وعدم الاستغناء عنها أو استبدالها .

وفي ما يخص القضايا العربية فحمل جلالة الملك بكل أمانة وبضمير كافة القضايا العربية ووضعها أمام عينه منذ تسلمه سلطاته الدستورية، واهتم جلالته اهتماما خاصاً بالقضية الفلسطينية كونها تشكل القضية الرئيسية للقضايا العربية، ولما لفلسطين خصوصية خاصة لدى القيادة الهاشمية والشعب الأردني الذي وصفه جلالة الملك بأنه الأقرب إلى الشعب الفلسطيني وكل ما يجري على الأراضي الفلسطينية سينعكس على الأردن. وشدد جلالته على ضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية واستعادة جميع حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق. وأما في العراق فعارض جلالته وبشدة الحرب العدوانية التي شنتها الولايات المتحدة الأميركية على العراق الشقيق التي تسببت في مقتل مئات الآلف من العراقيين وتشريد مئات الآلف منهم, وطالب جلالته في جميع المواقف على ضرورة انسحاب القوات الأميركية في العراق ووضع العراق تحت تصرف العراقيين, إضافة إلى استقبال الأشقاء العراقيين في المملكة وتوفير كافة التسهيلات لهم ولعائلاتهم.

فسار جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظة الله ورعاه على الخطى الهاشمية المنحدرة من سلالة الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام في مواصلة العمل والعطاء لهذا الوطن المعطاء الذي هو العدل أساس حكمه والحوار أساس نهجه والإخلاص أساس عمله والحب أساس تعامله, فكانوا الأردنيون دائماً على الوعد والعهد لجلالة الملك, معلنين حبهم للوطن ولقائد الوطن ومؤكدين بأن الأردن سيبقى هو أردن الآباء والأجداد الذين دافعوا عنهم وقدموا دمائهم وأرواحهم للوطن.

حمى الله الأردن والأردنيين وحمى الله صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظة الله ورعاه وسدد على طريق الخير خطاه.
"وكلنا للوطن".


* مشرف هيئات طلابية / الجامعة الهاشمية.
a_khazaleeh@hu.edu.jo


abed_khazaleeh@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات