الحلقات المفقودة .. والمعلمون والمعلمات


كثيرة هي المقالات التي تحدثت عن المعلم أخيرا , خاصة بعد العودة من الإضراب , فالجميع ينتظر انجاز المعلم , بل ينتظرون انجاز المعلم بشكل سريع وفوري ومنقطع النظير , غير عالمين بأن المعلم هو جزء من سلسلة مسؤولة عن مخرجات التعليم , أي انه يتحمل جزء من المسؤولية إلا أن بقية الأجزاء تقع على عاتق الحلقات الأخرى من السلسلة ,
فماهي هذة الأجزاء ؟
وماهي هذة الحلقات؟

قد يستهجن أحدكم إن قلت له بان البنك الدولي يتحمل جزء من المسؤولية , أجل فقد فرضت تعليمات البنك الدولي على الدولة الأردنية (المستدينة) قيودا حول نسب النجاح والرسوب, لذا وجدتم كثيرا من الطلبة قد نجحوا بالتعليمات رغم رسوبهم في الامتحانات.

قد يستغرب أحدكم إن قلت له بأن منظمة حقوق الإنسان تتحمل جزءا من المسؤولية, فتشدقها بحقوق الإنسان ومنع التأديب للطالب (والذي شرعته السنة النبوية) افقد المدرسة والمعلم الكثير من الهيبة والاحترام, حتى أصبح الطالب يشتم المعلم ويجادله ويقاضيه لأتفه الأسباب.

قد يستغرب أحدكم إن قلت له بان المناهج والمقررات الدراسية تتحمل جزءا من المسؤولية, فالإطار العام للمنهاج لم يراعي خصوصية مجتمعاتنا فكانت شبه مستوردة بالكامل , كما أن صياغة المقررات يعتريها مايعتريها من ضعف في الصياغة وصعوبة في الفهم لأن القائمين على المناهج والمقررات لم يأتوا بطريقة منتقاة , بل أغلبهم بالواسطة , ناهيك عن التشتت والتخبط بتغيير طبع الكتب باستمرار , إضافة إلى الأوزان الثقيلة للكتب التي يتكبدها الطلبة يوميا.

قد يستغرب أحدكم إن قيل له بأن الشركة التي تقوم ببناء المدارس تتحمل جزءا من المسؤولية, فقد رسى عليها العطاء بطرية ملتوية وتم تصميم المباني بناء على اجتهادات مهندسين لم ينخرطوا بطبيعة احتياجاتنا التربوية , بل إن معظم المباني جاءت مصممة جاهزة من الدول الغربية فتم نقلها لنا كما هي دون مراعاة الاحتياجات الإدارية والتربوية الخاصة بمجتمعنا.

قد تستغربون إن قلت لكم بان الإدارات المدرسية (مدراء ومساعدين) قد جاء اغلبهم بالواسطة ولو عدنا إلى كثير من المدارس حولنا لوجدنا عددا من المدراء والمديرات والمساعدين والمساعدات المتوارثين لهذه المواقع (حسب العائلة), وبالتأكيد ماستأتي به الواسطة غير ماستحدثه الكفاءة والتميز , وبالتالي تدركون أهمية الجزء الذي يتحملونه عن التعليم
قد يستغرب الناس إن قلنا لهم بأن الأهالي مسؤولين عن جزء كبير من تعليم أبنائهم , فمعظم الأهالي لايعرفون أبناءهم بأي صف , ولايساعدونهم في مراجعة دروسهم وتنظيم أوقاتهم , بل إن البعض أصبح يحرض ابنه على المعلم مما دفع بعض المعلمين بأن يصبحوا غير مبالين بتعليم أولئك الطلبة تفاديا للتصادم معهم

التخبط والتخطيط السيء لوزارة التربية والتعليم والذي منع تأمين الاحتياجات اللازمة للمدارس من المعلمين والمعلمات في الوقت المناسب , أدى إلى دخول كثير من الزملاء والزميلات إلى سلك التعليم مباشرة دون تهيئة أو إعداد مناسب .

تعليمات انضباطية سيئة, مباني غير مناسبة , مقررات صعبة , مدارس بلا أبواب , صفوف بلا ألواح , طلاب بلا مقاعد, كتب ثقيلة الوزن , أكثر من 45 طالب داخل الصف, معلم بلا طاولة ولا كرسي , برنامج مكثف ومضغوط للمعلم , تدخل أهالي , وبعد حصر الغياب تأتيك الواسطة , وبعد الإكمال تنهال التهديدات
...فبالله عليكم ...هل يتحمل المعلمون والمعلمات ..غير حلقة من تلك السلسلة....ورغم ذلك فهاهم المعلمين والمعلمات يبذلون جهدا مضاعفاُ للقيام بدور جزء من تلك الحلقات.....فتحية لهم



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات