أعاننا اللهُ على "الهيومن رايتس ووتش"


ندعو الله أن يعينَ الأردنَ على منظمة"هيومن رايتس ووتش" فهذه الأخيرة لا تتركُ مناسبةً إلا وتتجنى فيها على الدولة الأردنية بسبب ما تعتبره المنظمة"ممارساتٍ تُشكل اعتداءً على حقوق الإنسان". منظمة حقوق الإنسان تركت المصائب التي تتعرض لها حقوق الإنسان في العالم كلّه وتفرغت للأردن، فمرّة تنتقد أوضاع العمال الأجانب فيه، ومرّةً أوضاع النزلاء في مراكز الإصلاح والتأهيل! ومرّةً أوضاع النساء! ومرّةً أوضاع الأطفال والطفولة! وآخر هذه المرّات كانت تتعلق بما أسمته المنظمة " تضييق السلطات الأردنية على حرية الرأي والتعبير وقمع المظاهرات المنددة بالعدوان الإسرائيلي على غزة مستشهدةً "بحادثة مؤسفةٍ" -ثار حولها لغطٌ كبير- تمثلت في تعرض احد الصحفيين للضرب على يد رجل أمن". وهي محلٌ تحقيقٍ لم يكتمل بعد حتى نستخلص منه الحقائق والنتائج.

غزةُ كلها بأرضها وناسها، بأطفالها ونسائها تعرضت لعدوان مبيّت وتم ضربُها وقصفُها بكل صنوف الأسلحة المحرّمة دولياً ولم ترها "الهيومن رايتس ووتش" ولشدة دقتها استطاعت المنظمة رصد مخالفةٍ فرديةٍ مرفوضةٍ من الجميع حدثت في "مناسبةٍ" واحدةٍ منددة بالعدوان الصهيوني على غزة. أكثر من مليون ونصف من الآدميين تعرضت حقوقهم لأبشع أشكال الاعتداء ولم ترهم المنظمة أو تجاهلتها.

يبدو أن الدقة والشفافية التي تتمتع بها منظمة" هيومن رايتس ووتش" فضلا عن النزاهة هي في أسوأ حالاتها. هذه المنظمة اصبحت مصداقيتها محل نظرٍ وشكٍ كبيرين بعد كل هذا التحامل على الأردن مهما حَسُنَ فِعله، والتغاضي عن"إسرائيل" مهما ساء فِعلها! وكأن للمنظمة عيناً واحدةً كبيرةً ترى الأردن ولا ترى ما سواه.

لو أن المنظمة تركت هذه الأمر والتفتت قليلاً إلى ما حدث لحقوق الإنسان في العدوان الصهيوني على غزة لكانت سجلّت موقفاً سيحترمها عليه العالم، لكنها تجاهلت الجرائم والانتهاكات الشديدة لحقوق الإنسان الفلسطينيّ في غزة التي اقترفتها العصابات الصهيونية! وانتقدت الأُردن "خوفاً" منها على حقوق الإنسان الأردنيّ.

أعود وأقول إن المصداقية تقتضي الإشادة بالموقف الرسمي الأردني فيما يتعلق بالسماح للأفراد والقوى الحزبية و"منظمات المجتمع المدني" بالتعبير عن مواقفهم من العدوان الصهيوني على غزة. أما انتقادُ الأردن وترك جرائم الحرب والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في غزة على يد إسرائيل دون إشارةٍ، حتى لا نحلمَ ونطالب "بتعبيرٍ عن القلق" أو "الإدانة" يجعل تقرير "منظمة هيومن رايتس ووتش" متحاملاً على الأردن. ومنحازاً لإسرائيل. ومتناقضاً في تطبيق المعايير المقبولة إنسانياً لحقوق الإنسان وهو برأيي لا يستحق حتى التعامل معه لفقدانه شرط النزاهة والحياد والموضوعية وحتى الصحّة.

نحن لسنا في مقارنةٍ مع "إسرائيل" لأن الدولَ لا تُقارنُ بـ"العصابات" ولكننا ننعى على منظمة "هيومن رايتس ووتش" تجنيّها على الأردن في أكثر من مناسبة وتجاهلها لحقوق الإنسان وانتهاكاتها في أكثر من مكان في العالم وفي فلسطين تحديداً خشيةَ أن توجه نقداً لإسرائيل. كل ذلك يجعلها غير مؤهلةٍ للتحدث عن حقوق الإنسان بل ويجعلها شريكاً للمجرم الصهيوني في إجرامه.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات