كاتبات أردنيات .. رلى الحروب أنموذجا
في صورتها على صفحة الأنباط الأخيرة ترى في عيونها عيون الأردنيات اللواتي ينظرن الى المستقبل بأمل وواقعية .. حلمها كحلم أي امرأة عربية أينما وجدت في حياة كريمة لمجتمعها وأبنائها ،لعلي أجد في كتابتها ما أريد أن أكتبه، و كلَّما هممت أن أرى رؤيتَها أعجزتْني البصيرة، وكلَّما هممت أن أكتب كتابتَها خذلتْني الكلمات.. تلك هي الدكتورة رلى الحروب صاحبة القلم المتميِّز في صفحة «الأنباط» الأخيرة، وإنِّي لأعرف أناسًا لا يبدؤون بقراءة «الأنباط» إلا من صفحتها الأخيرة!
لا أعرف رلى إلا من كتابتها، تلك الكتابة الصحفيَّة الراقية التي تتَّسم بقدر عالٍ من الحِرَفية والجمال، وهو أمر يعزُّ وجودُه لدى العنصر النسائي في مجتمعنا في مجال الكتابة الصحفيَّة هذه الأيام.
كيف يمكن أن نضبط مفهوم الرُّقِيِّ في الكتابة الصحفيَّة، حتى لا يكون مجرَّد حكم ذوقيٍّ اعتباطيّ؟ إنَّنا في حاجة إلى مقولات علميَّة وأدوات منهجيَّة تحدِّد لنا هذا المفهوم. وأنبِّه بادئ ذي بَدْءٍ أنَّ حكم الرقيِّ على كتابة رلى الحروب جاءت بعد قراءة نصوص كثيرة لها.
فالكتابة الصحفيَّة الراقية هي الكتابة التي تعبِّر عن الحياة اليوميَّة ولا تستعمِلُ لغتَها، بمعنى أنَّها لا تستعمل اللغة اليوميَّة التي يتحدَّث بها الناس عند نقلهم لخبر ما، ولا تستعمل لغة الصحافة الاعتياديَّة التي تقوم بتسجيل الأحداث ونقل الأخبار، فلغة الحياة اليوميَّة ينقصها كثير من المنطق والعقلانيَّة ويسودها الانفعال العفويّ، ولغة الصحافة الاعتياديَّة ينقصها الجانب الانفعاليُّ والعاطفة المتَّقدة. أما الكتابة الصحفيَّة الراقية فتتَّسم بالعقلانيَّة والعاطفة المتَّقدة والطابع الشخصيّ، فضلاً عن اتِّسامها بالجمال الصادر من قيم لغويَّة وبنائيَّة تفتقر إليهما لغة الحياة اليوميَّة ولغة الصحافة الاعتياديَّة.
كثير منا... توشك حرفةُ الكتابة أن تدركه حينما يرى ما جرى في غزَّة مثلا، حتى إنَّ كلَّ واحد منا يشعر أنَّه يستطيع أن يكتب قصيدة حماسيَّة أو مقالة مؤثِّرة أو خطبة مجلجلة، لكنَّ الذي يحصل أنَّ الكثير يعجزون عن ذلك عند الكلمات الأولى، لماذا؟ لأنَّ الكتابة حرفة فهي في حاجة إلى مران ودربة، ولأنَّها في حاجة إلى مخزون هائل من المفردات والتعابير والنصوص السابقة.
الدكتورة رلى الحروب ... نموذج للكاتبة الأردنية التي استطاعت توظيف النص لتوصيل فكرتها التي هي بالأساس فكرتنا ...لتعبر بصدق عن هموم الشارع دون مواربة أو مدح لمسؤول ... فهي بالتالي ثمرة معطاءة نتمنى أن نرى مثلها الكثير في وسطنا الصحفي .
Ibrahim.z1965@gmail.com
في صورتها على صفحة الأنباط الأخيرة ترى في عيونها عيون الأردنيات اللواتي ينظرن الى المستقبل بأمل وواقعية .. حلمها كحلم أي امرأة عربية أينما وجدت في حياة كريمة لمجتمعها وأبنائها ،لعلي أجد في كتابتها ما أريد أن أكتبه، و كلَّما هممت أن أرى رؤيتَها أعجزتْني البصيرة، وكلَّما هممت أن أكتب كتابتَها خذلتْني الكلمات.. تلك هي الدكتورة رلى الحروب صاحبة القلم المتميِّز في صفحة «الأنباط» الأخيرة، وإنِّي لأعرف أناسًا لا يبدؤون بقراءة «الأنباط» إلا من صفحتها الأخيرة!
لا أعرف رلى إلا من كتابتها، تلك الكتابة الصحفيَّة الراقية التي تتَّسم بقدر عالٍ من الحِرَفية والجمال، وهو أمر يعزُّ وجودُه لدى العنصر النسائي في مجتمعنا في مجال الكتابة الصحفيَّة هذه الأيام.
كيف يمكن أن نضبط مفهوم الرُّقِيِّ في الكتابة الصحفيَّة، حتى لا يكون مجرَّد حكم ذوقيٍّ اعتباطيّ؟ إنَّنا في حاجة إلى مقولات علميَّة وأدوات منهجيَّة تحدِّد لنا هذا المفهوم. وأنبِّه بادئ ذي بَدْءٍ أنَّ حكم الرقيِّ على كتابة رلى الحروب جاءت بعد قراءة نصوص كثيرة لها.
فالكتابة الصحفيَّة الراقية هي الكتابة التي تعبِّر عن الحياة اليوميَّة ولا تستعمِلُ لغتَها، بمعنى أنَّها لا تستعمل اللغة اليوميَّة التي يتحدَّث بها الناس عند نقلهم لخبر ما، ولا تستعمل لغة الصحافة الاعتياديَّة التي تقوم بتسجيل الأحداث ونقل الأخبار، فلغة الحياة اليوميَّة ينقصها كثير من المنطق والعقلانيَّة ويسودها الانفعال العفويّ، ولغة الصحافة الاعتياديَّة ينقصها الجانب الانفعاليُّ والعاطفة المتَّقدة. أما الكتابة الصحفيَّة الراقية فتتَّسم بالعقلانيَّة والعاطفة المتَّقدة والطابع الشخصيّ، فضلاً عن اتِّسامها بالجمال الصادر من قيم لغويَّة وبنائيَّة تفتقر إليهما لغة الحياة اليوميَّة ولغة الصحافة الاعتياديَّة.
كثير منا... توشك حرفةُ الكتابة أن تدركه حينما يرى ما جرى في غزَّة مثلا، حتى إنَّ كلَّ واحد منا يشعر أنَّه يستطيع أن يكتب قصيدة حماسيَّة أو مقالة مؤثِّرة أو خطبة مجلجلة، لكنَّ الذي يحصل أنَّ الكثير يعجزون عن ذلك عند الكلمات الأولى، لماذا؟ لأنَّ الكتابة حرفة فهي في حاجة إلى مران ودربة، ولأنَّها في حاجة إلى مخزون هائل من المفردات والتعابير والنصوص السابقة.
الدكتورة رلى الحروب ... نموذج للكاتبة الأردنية التي استطاعت توظيف النص لتوصيل فكرتها التي هي بالأساس فكرتنا ...لتعبر بصدق عن هموم الشارع دون مواربة أو مدح لمسؤول ... فهي بالتالي ثمرة معطاءة نتمنى أن نرى مثلها الكثير في وسطنا الصحفي .
Ibrahim.z1965@gmail.com
تعليقات القراء
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |