المنية ولا الدنية


تعلمنا هذه العبارة (المنية ولا الدنية) من أحرار الأردن الشرفاء أمثال وصفي التل ، وهزاع المجالي ، الذين ناضلوا لرفعة الشعب الأردني .
لقد كان الشهيد وصفي التل يؤمن إيماناً مطلقاً بالإنسان الأردني، إذ يعتبره الثروة الحقيقية للوطن، لأنه حقيقة هو عماد الدولة الأردنية، وبه يرتفع شأنها، وبسواعده يزرع، ويصنع، ويحمي الوطن ...... وكان لا يؤمن بالطبقية ويمقت الفساد ويتحدى الإرادة الأمريكية المهيمنة على العالم العربي
وقال الشهيد يوماً عن الخصائص التي تتمتع بها الأردن، لو انفردت بها أي دولة لاكتفت ذاتياً، وحرمت قوى الغرب من التدخل في شؤونها الداخلية، فالشهيد يعلم ببعد نظره ورجاحة عقله أن الوطن يتمتع بأرض حباها الله بنعم متعددة، منها: القمح، والشعير، والبقوليات، والخضار، والفاكهة، وتستطيع الأردن بسهلها الممتد من طبريا الى مشارف درعا أن تكون سلة الغذاء العربي، وتعفينا من تدخل الدول المانحة، وسيطرة نادي باريس، وصندوق النكد الدولي، ومساعدات أمريكا، وأوروبا التي لا تدفع بلا ثمن! يُشهد لوصفي التل بنظافة اليد ورفعة الخلق والقرب من الناس, وكان عندما يرأس الحكومة يخصص كل يوم ثلاثاء للقاء المواطنين وسماع حاجاتهم مباشرة في مكتب خصصه لذلك في الطابق الارضي من دار رئاسة الوزراء قرب الباب, وكان يتميز بالعمل الميداني والحركة المستمرة, وكان يركز على إنشاء المشاريع والمؤسسات التي تخدم الناس, فـأسس الاتحاد الوطني, والإقراض الزراعي, والضمان الاجتماعي, والمؤسسة الزراعية, والمؤسسة الإستهلاكية المدنية, ومعسكرات الحسين للبناء, وأمر بتشجير معظم المساحات الخالية في معظم مناطق المملكة بالأشجار الحرجية (بالتعاون بين القوات المسلحة ومعسكرات الحسين للبناء), كما أحرق ملفات المخابرات التي كانت تعرف بتقارير (مخبر صادق) والتي كانت تطول الكثير جدا من المواطنين والناشطين السياسيين

في نفس الصدد عندما نتحدث عن شخصية هزاع المجالي فقد تحدث الكثير عن صفات هذا الرجل وقد وصف المغفور له الملك الحسين بن طلال هزاع المجالي في كتابه مهنتي كملك بأنه كان رجلاً شجاعاً مولعاً بالحرية واسع الشعبية في سائر أنحاء المملكة هذا رأي الملك الحسين ، بنفس الوقت جمع هزاع المجالي في شخصيته بين الأصالة والمعاصرة ويذكر السفير البريطاني تشارلز جونسون في ذلك "لقد كان هزاع شخصياً متناقضاً غريباً فهو من عائلة كبيرة في الكرك وفي نفس الوقت كان رجلاً ذا عقلية متحررة ونجح في إتباع الطريق الوسط في عالم السياسة .
كان هذا الرجل العظيم بكل ماتحمل الكلمة من معنى يفتح مكتبه يوماً من كل اسبوع لكافة شرائح المجتمع المحلي يتلمس احتياجتهم يعلاج همومهم كان مخلصاً بحق لوطنه وشعبه .
اما اليوم فقد حرمنا من هذه الامتيازات الشفافة والوضوح لمعالجة مكامن الخلل فلذا طرأ في الأونة الأخيرة على هذا الوطن جراء التراكمات والاحتقنات ما يشهده الشارع الغاضب من نكد العيش وقلة الموارد المالية وأصبح ، هذا الوطن فيه الإنسان الأردني أمهمشاً بل مهمشاً ، لا يملك من قراره شيئاً، تم استعباده بوسائل رخيصة، دنيئة، أنهكته الضرائب، والقرارات الجائرة، ويتم التآمر عليه من الحكومات، ومن المستثمرين، ومن تجار الرقيق الأبيض، حتى أنه أصبح سلعة تباع وتشترى، بل ويرهن ويفك رهنه وفق الحاجة ووفق الطلب،.. المواطن صار بنظر الدولة مجموعة فواتير ضريبية متنقلة، وعند الحكومة بعد الدفع؛ لا يساوي صفر مكعباً.
أما اليوم يادولة عون الخصاونة نكرر العنوان ( المنية ولا دنية ) .

abosaif_68@yhoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات