حياة


عندما تنحني الأرض عشقا لترابها المجبول طينا بالدماء العربية , وتفوح رائحة الزعفران مع حبات الندى العطري لتساوي عيون الكستناء في نفسي لتفوح الذكريات من معاقلها وتتواصل مع العقول النابغة باليقين والتوحيد وحب الله وحب الرسول , فتتعاظم الرؤية الروحية في القلب لتسمو وتعلو لتعانق السحاب فيسقط المطر مغيثا للنبات كما الحيوان وللبشر , كل له رزقه بمقدار مكتوب لا يتغير , وتروى على الأرض قصص الأبطال والعظماء وكذلك قصص الخونة والعملاء , ولكل قصته ولكل قصة مغزى وهدف يقصد من وراءها .

تذكرت عيون طفل خائف من طلقة أو قذيفة أو ما شابه ذلك وهو يحمل بيده لافتة مكتوب عليها أغيثونا ..وبعد أيام كان الغوث مجموعة طلقات استقرت في أجزاء متفرقة من جسده ,انه لأمر محزن أن تغتال الطفولة بكل هذا البرود دون أي رادع داخلي أو أي فكرة اخلاقية تراود مطلق الرصاص , نحن جميعا دون استثناء نحب الحياة ونخاف الموت , إنها غريزة بشرية فينا من ينكرها يخدع نفسه قبل أن يخدع من هم حوله , كما ونصت جميع الأديان والثقافات والجمعيات الحقوقية على حق الإنسان في الحياة , انه ابسط حق لنا كبشر انه ابسط حقوق الأطفال , لكن للأسف شاخت الضمائر وتفحمت العقول بحبر الخداع ودعاة الكذب والمصالح فما عدنا هنا , نحن أهل النخوة ببطولاتنا العربية الغابرة المندثرة في تاريخ ما عدنا حتى على اقل تقدير نتغنى به .

عندما تنحني الأرض عشقا لترابها المعطر بالدماء , تحن للحن الذي يعزفه النازحون والمشردون الهاربون
بأرواحهم الناجية من المجازر الدموية المغزولة بالوحشية والقمع والإرهاب الباطن والظاهر , لتحكي قصص نجاة من موت , وموت بحزن ورعب وسفك وترويع وتخريب وتنكيل , قصص تحكى كما الدموع كما السياط على الظهور والصدور , فينزف الأمل بشمس الحرية التي تعلو في كبد السماء .

يقابل الدموع الابتسام كما ويقابل الموت الحياة , من هنا تبدأ القصة , يرويها الطفل الذي قطّع أوصاله المدفع , يحكيها كما المُقدّم الموهوب في برنامجه العالمي ويصمت الجميع , تنار العقول بعد الجهل بنور العلم وبعد طول سبات يستفيق العملاق الذي طال صمته مع مزيد من الأمل المعقود على قادة هذا الزمان .

(الإنسان يمكن آن يدمر ولكنه لا يهزم ). ارنست همنغواي.




تعليقات القراء

دموع على جدران المدينه
(الإنسان يمكن آن يدمر ولكنه لا يهزم )
من هنا يبدء فكرنا بلنمو ويكسر كل تلك الجدران لتعلو اوراقنا وافكارنا السماء.. قلما اشخاص يفكرون بهذه الطريقه .. سلبت افكارهم واحلامهم وامالهم ولم يبقى لهم سوى الفتات والرغبه بلموت.. بين ازقه الطرقات هنا وهناك الم يتفجر وصرخه تنطلق .. ليست صرخه جوع.. ولا الم ... ليست صرخه لرجل عجوز محتاج لقوت يومه .. ليست صرخه ام تنادي على ماضيها الذي تحطم على تلك الصخور... انه الم اعمق واعمق .. شعوب تنبض بلحياه من جديد وكأنها صرخه امه عربيه تلد مولودا جديدا لا يرضخ للمعتاد.. يطلب الحريه ,, ويطلب ويكرر ويطلب....
هناك من يسمع؟؟
هناك الكثيرر صراختهم دقت كل باب عربي .. اصواتهم والامهم زعزعت القلوب الضعيفه ... التي عندما علا هذا الصوت صغروا وصغروا حتى بدأوا بتلاشي والاضمحلال... والاهم ان اطفالنا واخواننا وشهدائنا علا صوتهم لرب السماء .. فلندعو لهم ونقف بجانبهم وسنهنيهم بنصرهم القريب ...

الكاتب احمد بني عطا
كلماتك وصلت الا قلوب الكثير والا عقول الكثير الكثير.. وكم اسعد عندما ارى هذا الوعي في شبابنا العربي... ابدعت

اتمنى ان تكتب دائما فكم لكلماتك وقع في نفسي ..احبه..

تحياتي عزيزي
17-03-2012 09:52 PM
دموع على جدران المدينه
المعذرة عن الاخطاء الاملائيه
17-03-2012 10:11 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات