مِنَ السّياسةِ .. تركُ ( السّياسَةِ !! ) .. ج2


إنّ الحمدَ لله تعالى ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون }
{ يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالًا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبًا } ‏
{ ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما }

قد عرفنا فيما سبق من الكلام في الجزء الأول للمقال أن سبب العزة والأمن والتمكين للأمة هو إيمانها وعملها الصالح ؛ فإذا تخلفت الأمة عن تحقيق هذا السبب أو الشرط كَبَتْ ونكَبَت ، واجتمعت عليها الشرور والمحن وتكالبتْ .
ولا يخفى على أحدٍ ما آلت إليه المجتمعات المسلمة اليوم من شتات شملها ، وشنار شأنها ، ونزوحها عن مظانِّ الفضيلة ، ورزوحها تحت سطوة الرذيلة ؛ فانتشرت المعاصي والفواحش والكبائر ، وكثُرَ الهَرَجُ والمَرَجُ ، وصار الناس فوق هذا لا يأبهون بالحرام في معاملاتهم ، ولا يوفون بالعهود في تجاراتهم ، ناهيك عن ترك كثير من الناس للفرائض التي أوجبها الله تعالى عليهم مثل الصلاة والزكاة .. ؛ وبدأت عُرى الإسلام تُنْقضُ واحدة تلو الأخرى ؛ وإنّا لله وإنّا إليه راجعون .
فكان ماذا ؟!
{ ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون }
وهذا الفساد الذي أذاقنا الله تبارك وتعالى بما قدمت أيدينا ؛ هو من باب الرحمة بالأمة لمن تدبر ؛ ذلكم أن ما وجدناه من الفساد يوجب علينا التنقيب عن أسبابه ؛ فإذا اهتدينا إليها بادرناها بالعلاج ! ؛ وهو هنا ترك تلك الأسباب الموجبة لسخط الله عز و جل ، و ( الرجوع ! ) إلى ما كان به صلاحنا وهو التزام الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة .
وإنما قلت : هو من باب الرحمة ؛ لأن الله تعالى يبتلي أهل الإسلام – إذا بعدوا عن دينهم - بما يكرهون ؛ وذلك { لعلهم يرجعون } عمّا هم فيه ؛ وهذا خير من استدراج الله لهم ؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا - على معاصيه - ما يحب فإنما هو استدراج ثم تلا : { فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون } . رواه الإمام أحمد في " المسند "
هكذا هي أمة الإسلام : إذا نكَصتْ عن الحق ؛ نكَستْ في الخلق !

قال ابن القيم – رحمه الله تعالى - : " تالله ! ما عدا عليك العدوُّ إلا بعد أن تولّى عنك الولي ؛ فلا تظن ًّ أن الشيطان غلب ولكن الحافظ أعرض " .
والله تبارك وتعالى { لا يغيّر ما بقوم ٍحتى يغيروا ما بأنفسهم } ...
ولِما تقدّم ! فإن إحداث ( التغيير و الإصلاح ) المُرام يكون بردِّ الناس إلى دينهم ردَّاً جميلاً ؛ والردُّ الجميل أن يكون الإسلام " منهجَ حياةٍ " لنا ، وجوهراً فينا يُبتنى ؛ لا مجردَ اسم ٍيُقتنى ! ؛ وهذا لا يتحقق إلا بالعلم ؛ علمُ الكتاب والسّنة ؛ وكلُّ الأبواب عدا هذا الباب مغلقة ! .

كان عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – قد ولّى نافعَ بن عبد الحارث على مكة ؛ وعنده موْلىً ( أي : عبداً مملوكاً ) اسمه عبد الرحمن بن أبزى الخزاعي ؛ فخرج نافعٌ يوماً ليلقى عمر – رضي الله عنه – بعُسْفان ( منطقة ) ؛ فلما لقيه قال له عمر : من استخلفت على أهل الوادي ؟ ( يعني مكة ( ، قال : ابن أبزى ، قال : ومن ابن أبزى ؟ قال : موْلىً من موالينا ، قال : فاستخلفت عليهم موْلىً ؟! قال : إنه عالمٌ بالفرائض قارئٌ لكتاب الله .
قال : أما إنّ نبيكم - صلى الله عليه وسلم - قال : " إنّ الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ، ويضع به آخرين . "
وفي " سير أعلام النبلاء " أن عمر رضي الله عنه قال : ابن أبزى ممن رفعه الله بالقرآن .
ونقل ابن الأثير في " تاريخه " : أن علياً - رضي الله عنه - استعمل عبد الرحمن بن أبزى على خُراسان .

وإنما سُقتُ هذا الحديث لتعلموا أنّ الإقبال على كتاب الله تعالى وسنّة نبيه – صلى الله عليه وسلم – " حفظاً وتعلماً وتعليماً " سيكون له عظيم الأثر في رفعة الأمة وعلوِّ شأنها .
ونحن اليوم إذا أردنا أن نعرف ( قدْرنا ) عند الله عز و جل ؛ فلننظر إلى ( قدْر القرآن والسُّنة ) عندنا .
والنبيُّ – صلى الله عليه وسلم – تركنا على " المحجة البيضاء " وهي الطريق الواضحة البيّنة التي لا لبس فيها ؛ قال رسول الله عليه السلام : " قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك ، من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا ، فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ، وعليكم بالطاعة وإن عبدا حبشيًا ، فإنما المؤمن كالجمل الأنف حيثما قيد انقاد " . والحديث صححه الإمام الألباني رحمه الله تعالى.

والنبيُّ الأعظمُ - عليه الصلاة والسلام - مبلِّغٌ عن ربِّ العزة ،{ وما ينطق عن الهوى } ، وكل شيء أخبرنا بأنه سيقع ؛ فلا بدَّ من وقوعه ؛ فحصل اختلاف ٌ كثير ، وكان منه أنْ امتدت إلى صفاء " المحجة البيضاء " يدُ التبديل و التحريف ، والتشويه والتزييف ؛ سواءٌ كان من أعداء الدين ، أو من أهله ؛ من ( المبتدعة ) و ( أهل الكلام والفلسفة ) و ( الفرق ) الضّالة التي أبلغنا عنها النبي صلى الله عليه وسلم ؛ وما أحدثته في دين الله تعالى .
ولذا كان المنهج الأنقى ، والمسلك الأرقى ؛ ذاك القائم على ( تصفية ) الإسلام مما ليس منه ؛ من عقائد باطلة و بدع ٍ وخرافات وغيره ! ؛ وكذلك " تصفية الفقه الإسلاميِّ من الاجتهادات الخاطئة المُخالِفة للكتابِ والسُّنة " ؛ ثمّ بعد هذا ( تربية ) المسلمين على ذلك الإسلام المُصفّى ؛ وهذا المنهج والمسلك هو ما يعرف اليوم بمنهج ( التصفية والتربية ) ، والذي حمل لواءه في هذا العصر الإمام المجدُّ المجدد الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله تعالى - ، ومن بعده تلاميذه الكبار وعلى رأسهم شيخنا العلّامة علي بن حسن الحلبي – حفظه الله تعالى ونفع به - .

ومما يهذي اللبيب ، ويعيي الطبيب : أنْ تجد الأحزابَ والجماعات التي انتحلت اسم الإسلام متغافلة و متجاهلة أو ( جاهلة !) تلك الأصول المنهجية - التي مهّدتُ لها من قريب - ؛ ودخلَتْ معتركَ أو معركة السياسة ( العالميّة !) وبسيفِ – أو قُل : بزَيْفِ وحَيْفِ - النزول إلى ( الشارع ) ! ، وما فيه من حوادث ومُحدثات .. ، ومكروهات ومنكرات .. ، ومزلّات ونازلات ومنزلقات !
رافعين – بحكم الدراية ! - راية : ( إنّ الله لا يغيّر ما بقوم ٍ حتى يغيّروا ما بحكوماتهم ) !
طالبين ( إصلاح النظام ! ) ؛ هاربين من ( إصلاح وتربية العوام من أهل الإسلام ) على نهج الأئمة الأعلام .. !

فما هو ( نهج ! ) القوم في تلكم السياسة ؟!
لا ندري ، ولا هم يدرون ! ؛ فإنهم في غيِّ السياسة العصرية سادرون ، وفي شعابها سائرون حائرون .. .

إنّ سياستهم مبهمة ابتداءً و انتهاءً ؛ فهي – أساساً قد تولّدت عن المحاكاةِ الغريبة للنظم والمبادئ السياسية الحزبيّة الغربيّة المستوردة ! ولا زال أمرهم على هذا النحو ! ؛ وإلا فإن الإضرابات والمظاهرات وشتى أنواع ( الحراكات ! ) التي نراها اليوم ؛ وما تمثلّه من وسيلة غالبة على سياستهم ؛ ليست من ديننا في شيء ، ولا من الوسائل و الأدوات الشرعية للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والمطالبة بالحقوق ؛ بل هي تنافي الأصول المقررة عند أهل العلم والنظر ؛ والمستوحاة من نصوص الوحيين ( الكتاب والسنّة ) على تفصيل ٍ يأتي – إن شاء الله - لاحقاً .

ومن ( سياستهم ! ): استصدار الفتاوى والأحكام من عند أنفسهم - وأقصد من شيوخهم - وبما يخدم وسائلهم الحركيّة كالمظاهرات ، ومواقفهم السياسية كالانفتاح وفتح قنوات الحوار مع القوى الغربية !! أو ما يسمونه ( سياسة مدّ الجسور ) ! ؛ ولا أدلَّ على هذا مما نسمع من الفتاوى والتشجيع ( الشرعي ! ) على الخروج والثورات في بلدان عربيّة دون أخرى (.. ) ؛ وإظهار الفتوى والتشجيع عبر ( فضائية معتبرة ! ) لمزيد من التأييد والتهييج والتأكيد ! ، وغالباً ما تكون تلك الفتاوى ردود فعلٍ نفسيةٍ ؛ ناجمةٍ عن " انفعالات حماسية ٍ " لتحركات سياسية ! .

وإلا ! فماذا نقول في الفتوى التي صدرت في بلدنا والتي تعتبر من يقتل في الاعتصامات شهيداً ؛ وقاتله في النار .. ؟!
ثم يعتذر صاحبه في الحزب بأن تلك الفتوى تعبر عن ( رأي !! ) صاحبها !
هل كان الدين – يوماً – بالرأي ؟! وفي الدِّماء ؟! في الدِّماء ؟!!

والعجب ! أنّه لمّا أضرب المعلمون عن تدريس الطلاب ؛ وناصرتهم الأحزاب الإسلاميّة .. ؛ وقام شيخنا العلّامة الحلبي بإسداء نصيحة شرعية مؤصَّلة لإخوانه المعلمين ؛ قامت الدنيا وقالوا : الحلبي فتواه ( مسيَّسة ) وتعين الدولة على المعلمين .. !
فماذا نقول في فتوى الدِّماء ؟ ! وفي غيرها من الفتاوى الصَّمَّاء العمياء ؟!
ليس غير قول ابن عباس – رضي الله عنهما - : " تَفقّهوا قبل أن تُسوَّدوا " كما في صحيح البخاري – رحمه الله تعالى - ...
وقول حذيفة رضي الله عنه – كما في ( حلية الأولياء ) لأبي نُعَيم - : " إن أخوف ما أخاف على هذه الأمة أن يؤثروا ما يَرونَ على ما يعلمون ، وأن يضلوا وهم لا يشعرون " .

ومن تلكم ( السياسة !): سياسةٌ ( قديمةٌ ) قبيحةٌ ؛ ألا وهي تنفير الشباب المسلم عن دروس العلم والعلماء من أهل السنة والجماعة أو ما يعرفون اليوم بالسلفيين ؛ وذلك من خلال ( تعبئة فكرية ) مدروسة ! فقالوا عن علماء السلفيّة :
(علماء سلاطين ، ولا يهتمون بقضيّة فلسطين ) !
وفلسطين لها مكان في المقال وقبله - والله يعلم - في المُقل .
( علماء حيض ٍ ونفاس ) ! على سبيل الانتقاص ! والتلبيس على الناس !
(علماء الكتب الصفراء )! ويقصدون : كتب المتقدمين من العلماء الربانيين النبلاء .

وكنت بتوفيق الله تعالى قد تتبعت - باختصار شديد جداً – هذه الأقوال بالنقد والإبطال في مقال عنوانه ( النصح الثمين في خطاب العلامة الحلبي للمعلمين ) في أربعة أجزاء ؛ فليعُد إليه من أراد مزيد فائدة .

ولم ينتهوا إلى ( عند ) هذا فحسب ! بل كان يصل الأمر إلى حدِّ الطعن والسبِّ والاستهزاء والقذف ؛ وبحق أكابر أهل العلم كالإمام الألباني وابن عثيمين وابن باز – رحمهم الله جميعاً ؛ وجلُّ ذلك كان يصدر منهم بسبب فتاوى علميّة لأولئك العلماء ؛ قابلة للردِّ بعلم ؛ وعلمٍ فقط !
وأنا لا أملك إلا أن أذكّر بقول نبّينا – صلى الله عليه وسلّم - : " ليس من أمتي من لم يجلَّ كبيرنا ، ويرحم صغيرنا ، ويعرف لعالمنا حقّه "
ومن الأقوال المشهورة المأثورة قولُ ابن عساكر – رحمه الله تعالى – : " اعلم يا أخي - وفقني الله وإياك لمرضاته وجعلني وإيّاك ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته - أنّ لحوم العلماء مسمومة ، وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة ، وأن من أطلق لسانه في العلماء بالثَّلْب ، ابتلاه الله قبل موته بموت القلب "
والثّلْب : الطعن والتناول بالقُبح .


وأما فيما يتعلق بالمقام الذي نحن بصدده ؛ فقالوا عن " علماء السلفيّة " أنهم ( يَفْصِلون السياسة عن الدين )! ؛ مستدلين ببعد السلفيين عن ( العمل السياسي ) ، مؤكدين بالعبارة المشتهرة المفتخرة عن إمام المحدثين الشيخ الألباني - رحمه الله تعالى - حين قال : " من السياسة ترك السياسة " ؛ والتي جعلتها – تفاخراً - عنواناً لمقالي ، ولست أهلاً لبحثها ، وتوضيح دلالاتها والله تعالى يعلم ؛ لكنه الابتلاء !.

ويكفيني – هنا – عناء التكلّف في الردِّ ، وتوضيح معنى العبارة السابقة ما قاله شيخنا العلّامة الحلبي ؛ وهو واحد من أكبر تلاميذ الإمام الألباني – رحمه الله تعالى – وكان من الملازمين له ، العارفين أحواله ؛ قال : " نعم ؛ هذا من أهمِّ أُصول دعوتنا السلفيَّة التي كان شيخُنا الإمامُ الألبانيُّ يركز عليها، ويؤصِّلُ لها .

ولكنَّ المقصود بـ ( السِّياسة ) - المنفيَّة! – هُنا - : سياسةُ الخداع .. سياسةُ النِّفاق ... سياسةُ التَّزوير ... سياسةُ استغلال المواقف.. . سياسة امتطاء الجماهير... سياسة اللَّعب على الحبلَيْن... !!

أمّا (السياسةُ الشرعيَّةُ) التي أصَّلَ لها علماء الإسلام - على مرِّ الزَّمان - ؛ كأبي يَعْلى ، والماوَرْديّ ، وابن تيميَّةَ ، وابن القيِّم ، وخلاّف ، والسَّعديِّ – وغيرهم - القائمةُ على (رعاية شؤون الأُمَّة) بما يُصلحها ، ويَصْلُحُ لها -: فدعوتُنا قائمةٌ عليها ، هاديةٌ إليها - بدءاً وانتهاءً- .. فلا رِعايةَ لشؤون الأمَّة - على الوجهِ الحقِّ المرضيِّ - إلاّ بالمنهج السَّلفي الذي فيه صلاحُ الرَّاعي والرَّعيَّة ، بالطُّرُق الشَّرعيَّة ، والقواعد المرعيَّة ؛ كلُّ ذلك في ضوء القُرآن الكريم ، والسُّنَّة النبويَّة... " انتهى كلامه – حفظه الله تعالى - .

هذه مقتطفات يسيرة من السياسة العسيرة للأحزاب الحركية الإسلامية في زماننا ! ؛ ولو أنّا انتهجنا التفصيل في كل مسألة ٍ لطال البحث أضعافاً مضاعفة ، ولأحدث شيئاً من الملل في نفس القارئ الذي أحسب الإشارة تكفيه للفهم والعلم .
و واللهِ ! ثمّ واللهِ ! إنّ ما يحدث اليوم في بلدنا لهو أبْيَنُ دليل على " جناية السياسة على العلم الشرعي " ؛ وإنّه ليدمي القلب أن ترى الناس اليوم عن أهل العلم معرضين ؛ غير راضين ، ثم تراهم إلى الحزبيين والثوريين والمحرّكين والمحرّضين راكضين !

وللحديث بقيّة - إن شاء الله تعالى – في الجزء الثالث من المقال .

أسأل الله تعالى أن يردًّ المسلمين إلى دينهم ردّاً جميلاً ، وأن يعلمنا ما ينفعنا ، وينفعنا بما علّمنا ، وأسأله تعالى أن يجعل بلدنا الأردن آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين ، وأن يوفق وليَّ أمرنا لكل خير ، ويرزقه البطانة الصالحة التي تعينه على الحق .
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين



تعليقات القراء

إخونجي
هذا الكلام الصح
وصح لسانك
وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح
15-03-2012 05:34 AM
شادي
بل من ال... أن يشتغل أهل العلم بالسياسة
لأن السياسة لا دين لها
والسياسي المخضرم هو الذي لا يباع ولا يشترى إلا مرة واحدة
ولكن السياسي اليوم يباع ويشترى ألف مرة حسب المصالح
15-03-2012 05:36 AM
أعجبتني العبارة
ومن الأقوال المشهورة المأثورة قولُ ابن عساكر – رحمه الله تعالى – : ' اعلم يا أخي - وفقني الله وإياك لمرضاته وجعلني وإيّاك ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته - أنّ لحوم العلماء مسمومة ، ... ، وأن من أطلق لسانه في العلماء بالثَّلْب ، ابتلاه الله قبل موته بموت القلب '
والثّلْب : الطعن والتناول بالقُبح .
15-03-2012 05:38 AM
زمال ـ الكورة
أخي الكاتب المحترم
بإختصار شديد:
إنته واحد فهمان
الله يوفقك وينفع بك
15-03-2012 05:40 AM
جمال ريان
قطر تدرس السماح بتناول ما يسمونها بال... في إستادات المباريات!!!
خلينا نشوف القرضاوي شو بدو يفتي وشو بدو يكون موقفه
الموقف الديني والسياسي
15-03-2012 05:43 AM
خلدون عبيدات ـ شيكاغو
أحسنت كاتبنا الفاضل وأحسن الله إليك
ومقالاتك كلها درر وعلم ومعرفة وفهم
15-03-2012 05:46 AM
جدتكوا طعيسة
الله يرضى عليك يا ابنيي على هالكلام الحشم والزين
15-03-2012 05:47 AM
كركي مر
جزاك الله خيرا
15-03-2012 05:48 AM
وجهة نظر
تعريف السياسة
السياسة هي رعاية شؤون الأمة داخلياً وخارجياً، وتكون من قبل الدولة والأمة، فالدولة هي التي تباشر هذه الرعاية عملياً، والأمة هي التي تحاسب بها الدولة.

هذا هو تعريف السياسة، وهو وصف لواقع السياسة من حيث هي، وهو معناها اللغوي في مادة ساس يسوس سياسة بمعنى رعى شؤونه، قال في المحيط "وسست الرعية سياسة أمرتها ونهيتها" وهذا هو رعاية شؤونها بالأوامر والنواهي، وأيضا فإن الأحاديث الواردة في عمل الحاكم، والواردة في محاسبة الحكام، والواردة في الاهتمام بمصالح المسلمين يستنبط من مجموعها هذا التعريف، فقد روى مسلم عن أبي حازم قال : قاعدت أبا هريرة خمس سنين فسمعته يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء ، كلما هلك نبي خلفه نبي ، وأنه لا نبي بعدي ، وستكون خلفاء فتكثر ، قالوا : فما تأمرنا ؟ قال : فوا ببيعة الأول فالأول ، وأعطوهم حقهم فإن الله سائلهم عما استرعاهم» رواه مسلم ، وقوله صلى الله عليه وسلم : «ما من عبد يسترعيه الله رعية لم يحطها بنصيحة إلا لم يجد رائحة الجنة» رواه مسلم، وقوله عليه السلام : «ما من والٍ يلي رعية من المسلمين فيموت وهو غاش لهم إلا حرم الله عليه الجنة»رواه البخاري ، وقوله صلى الله عليه وسلم : «ستكون أمراء فتعرفون وتنكرون، فمن عرف فقد برئ ومن أنكر فقد سلم إلا من رضي وتابع» رواه مسلم والترمذي، وقوله صلى الله عليه وسلم : «من أصبح وهمه غير الله فليس من الله، ومن أصبح لا يهتم بالمسلمين فليس منهم» رواه الحاكم، وعن جرير بن عبد الله قال: «بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم» متفق عليه، فهذه الأحاديث كلها سواء ما يتعلق بالحاكم في تولية الحكم، أو ما يتعلق بالأمة التي تحاسب الحاكم، أو ما يتعلق بالمسلمين بعضهم مع بعض من الاهتمام بمصالحهم والنصح لهم، كلها يستنبط منها تعريف السياسة بأنها رعاية شؤون الأمة فيكون تعريف السياسة المتقدم تعريفاً شرعيا مستنبطاً من الأدلة الشرعية.



ومنذ أن هدمت الخلافة وطبقت أنظمة الكفر السياسية في البلاد الإسلامية، انتهى الإسلام من كونه سياسياً، وحل محله الفكر السياسي الغربي المنبثق عن عقيدة المبدأ الرأسمالي، عقيدة فصل الدين عن الحياة. ومما يجب أن تدركه الأمة الإسلامية، أن رعاية شؤونها بالإسلام لا تكون إلاّ بدولة الخلافة، وأن فصل الإسلام السياسي عن الحياة وعن الدين، هو وأد للإسلام وأنظمته وأحكامه، وسحق للأمة وقيمها وحضارتها ورسالتها.

والدول الرأسمالية تتبنى عقيدة فصل الدين عن الحياة وعن السياسية، وتعمل على نشرها وتطبيق أحكامها على الأمة الإسلامية، وتعمل على تضليل الأمة وتصور لها بأن السياسة والدين لا يجتمعان، وأن السياسة إنما تعني الواقعية والرضى بالأمر الواقع مع استحالة تغييره، حتى تبقى الأمة رازحة تحت نير دول الكفر، دول الظلم والطغيان، وحتى لا تترسم الأمة بحال سبيلاً للنهضة. بالإضافة إلى تنفير المسلمين من الحركات الإسلامية السياسية، ومن الاشتغال بالسياسة. لأن دول الكفر تعلم أنه لا يمكن ضرب أفكارها وأحكامها السياسية إلاّ بعمل سياسي، والاشتغال بالسياسة على أساس الإسلام. ويصل تنفير الأمة الإسلامية من السياسة والسياسيين إلى حد تصوير السياسة أنها تتناقض مع سمو الإسلام وروحانيته. ولذلك كان لا بد من أن تدرك الأمة السر وراء محاربة الدول الكافرة، والحكام العملاء للحركات الإسلامية وهي تعمل لإنهاض المسلمين بإقامة دولة الخلافة وتضرب أفكار الكفر، وتعيد مجد الإسلام.

وعليه لا بد من أن تعي الأمة الإسلامية معنى السياسة لغة وشرعاً، وأن الإسلام السياسي لا يوجد إلاّ بدولة الخلافة، والتي بدونها يغيض الإسلام من كونه سياسياً، ولا يعتبر حياً إلاّ بهذه الدولة، باعتبارها كياناً سياسياً تنفيذياً لتطبيق أحكام الإسلام وتنفيذها، وهي الطريقة الشرعية التي تنفذ بها أحكام الإسلام وأنظمته في الحياة العامة، وأن الله قد أوجب على الأمة تطبيق هذه الأحكام، وحرم الاحتكام لأنظمة الكفر، لمخالفتها للإسلام ولأنها من وضع البشر.

ولذلك كان لا بد من أن تثقف الأمة الثقافة الإسلامية، ودوام سقيها بالأفكار والأحكام السياسية، وبيان انبثاق هذه الأفكار وهذه الأحكام عن العقيدة الإسلامية باعتبارها فكرة سياسية، والتركيز على ذلك من الناحية الروحية التي فيها، باعتبار أنها أوامر ونواه من الله لا بأي وصف آخر. وهذا الوصف هو الذي يكفل تمكن أفكار وأحكام الإسلام في النفوس، ويكشف للأمة معنى السياسة والفكر السياسي، ويجعلها تدرك المسؤولية الملقاة على عاتقها لإيجاد أفكار الإسلام وأحكامه في حياتها العملية، وأهمية الرسالة العالمية التي أوجب الله حملها للناس كافة، خاصة وهي ترى مدى ما وصل إليه حالها في هذا العصر لغياب دولة الإسلام وأفكار وأحكام الإسلام من حياتها، ومدى ما وصل إليه العالم من شرٍ وشقاء واستعباد للناس. وهذا التثقيف السياسي، سواء أكان تثقيفاً بأفكار الإسلام وأحكامه، أم كان تتبعاً للأحداث السياسية فإنه يوجد الوعي السياسي، ويجعل الأمة تضطلع بمهمتها الأساسية، ووظيفتها الأصلية ألا وهي حمل الدعوة الإسلامية إلى الشعوب والأمم الأخرى.


الاشتغال بالسياسة فرض على المسلمين



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ستكون أمراء فتعرفون وتنكرون، فمن عرف فقد برئ، ومن أنكر فقد سلم، ولكن من رضي وتابع، قالوا: أفلا نقاتلهم يا رسول الله؟ قال: لا ما صلوا» وقال: «أفضل الجهاد كلمة حق تقال عند ذي سلطان جائر، أو أمير جائر» وقال: «سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله» وعن عبادة بن الصامت قال: «دعانا النبي صلى الله عليه وسلم فبايعناه، فكان فيما أخذ علينا أن بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا، وأن لا ننازع الأمر أهله، قال: إلاّ أن تروا كفراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان» . وقال تعالى: ]ألم. غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون. في بضع سنين لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون[ .

فهذه الأحاديث والآية الكريمة دليل على أن الاشتغال بالسياسة فرض. وذلك أن السياسية في اللغة هي رعاية الشؤون. والاهتمام بالمسلمين إنما هو الاهتمام بشؤونهم، والاهتمام بشؤونهم يعني رعايتها، ومعرفة ما يسوس به الحاكم الناس. والإنكار على الحاكم هو اشتغال بالسياسة، واهتمام بأمر المسلمين، وأمر الإمام الجائز ونهيه هو اهتمام بأمر المسلمين ورعاية شؤونهم، ومنازعة وليّ الأمر إنما هو اهتمام بأمر المسلمين ورعاية شؤونهم.

فالأحاديث كلها تدل على الطلب الجازم، أي على أن الله طلب من المسلمين طلباً جازماً بأن يهتموا بالمسلمين، أي أن يشتغلوا بالسياسة. ومن هنا كان الاشتغال بالسياسة فرضاً على المسلمين.



والاشتغال بالسياسة، أي الاهتمام بأمر المسلمين إنما هو دفع الأذى عنهم من الحاكم، ودفع الأذى عنهم من العدو. لذلك لم تقتصر الأحاديث على دفع الأذى عنهم من الحاكم، بل شملت الاثنين. والحديث المروي عن جرير بن عبد الله أنه قال: «أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: أبايعك على الإسلام، فشرط عليّ النصح لكل مسلم» جاء فيه لفظ النصح عاماً فيدخل فيه النصح له بدفع أذى الحاكم عنه، والنصح له بدفع أذى العدو عنه.

وهذا يعني الاشتغال بالسياسة الداخلية في معرفة ما عليه الحكام من سياسة الرعية من أجل محاسبتهم على أعمالهم، ويعني أيضاً الاشتغال بالسياسة الخارجية في معرفة ما تبيته الدول الكافرة من مكائد للمسلمين لكشفها لهم، والعمل على اتقائها، ودفع أذاها. فيكون الفرض ليس الاشتغال بالسياسة الداخلية فحسب، بل هو أيضاً الاشتغال بالسياسة الخارجية، إذ الفرض هو الاشتغال بالسياسة مطلقاً، سواء أكانت سياسة داخلية أم خارجية. على أن آية ]ألم. غلبت الروم. في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون[ تدل دلالة واضحة على مدى اهتمام الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام بالسياسة الخارجية، وتتبعهم للأخبار العالمية. وقد أخرج ابن أبي حاتم عن ابن شهاب فقال: بلغنا أن المشركين كانوا يجادلون المسلمين وهم بمكة قبل أن يخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، فيقولون: الروم يشهدون أنهم أهل كتاب، وقد غلبهم المجوس، وأنتم تزعمون أنكم ستغلبوننا بالكتاب الذي أنزل على نبيكم فيكف غلب المجوس الروم؟ وهم أهل كتاب، فسنغلبكم كما غلبت فارس الروم: فأنزل الله ]ألم. غلبت الروم[ وهذا يدل على أن المسلمين في مكة حتى قبل إقامة الدولة الإسلامية كانوا يجادلون الكفار في أخبار الدول، وأنباء العلاقات الدولية. ويروى أن أبا بكر راهن المشركين على أن الروم سيغلبون، وأخبر الرسول بذلك فأقره الرسول على هذا، وطلب منه أن يمدد الأجل، وهو شريكه في الرهان. مما يدل على أن العلم بحال دول العصر، وما بينها من علاقات أمر قد فعله المسلمون، وأقره الرسول صلى الله عليه وسلم .

وإذا أضيف إلى ذلك أن الأمة تحمل الدعوة الإسلامية إلى العالم، ولا يتيسر لها حمل الدعوة إلى العالم إلاّ إذا كانت عارفة لسياسية حكومات الدول الأخرى، وهذا معناه أن معرفة سياسة العالم بشكل عام، وسياسة كل دولة تريد حمل الدعوة إلى شعبها، أو رد كيدها عنا، فرض كفاية على المسلمين، لأن حمل الدعوة فرض، ودفع كيد الأعداء عن الأمة فرض، وهذا لا يمكن الوصول إليه إلاّ بمعرفة سياسة العالم، وسياسة الدول التي نعنى بعلاقاتها لدعوة شعبها، أو رد كيدها. والقاعدة الشرعية تقول: (ما لا يتم الواجب إلاّ به فهو واجب) لذلك كان الاشتغال بالسياسة الدولية فرض كفاية على المسلمين.



ولما كانت الأمة الإسلامية مكلفة شرعاً بحمل الدعوة الإسلامية إلى الناس كافة كان فرضاً على المسلمين أن يتصلوا بالعالم اتصالاً واعياً لأحواله، مدركاً لمشاكله، عالماً بدوافع دوله وشعوبه، متتبعاً الأعمال السياسية التي تجري في العالم، ملاحظاً الخطط السياسية للدول في أساليب تنفيذها، وفي كيفية علاقة بعضها ببعض، وفي المناورات السياسية التي تقوم بها هذه الدول.

على أن أعمال الحكام مع الدول الأخرى هو من السياسة الخارجية، فتدخل كذلك في محاسبة الحاكم على أعماله مع الدول الأخرى. وقاعدة (ما لا يتم الواجب إلاّ به فهو واجب) تدل على أن الاطلاع على أعمال الدولة، وما تقوم به من رعاية شؤون الأمة في الحكم، وفي العلاقات الخارجية أمر واجب، لأنه لا يمكن أن يتمكّن من الاشتغال بالسياسة الداخلية والخارجية، أي محاسبة الحكام على أعمالهم الداخلية والخارجية إلاّ بمعرفة ما يقومون به من أعمال، لأنه إذا لم تعرف هذه الأعمال على حقيقتها لا يمكن محاسبتهم عليها، أي لا يمكن الاشتغال بالسياسة.

ومن هذا كله يتبين أن الاشتغال بالسياسة سواء السياسة الداخلية أو السياسية الخارجية فرض كفاية على المسلمين جميعاً إن لم يقوموا به أثموا.


إقامة الأحزاب السياسية فرض كفاية



إن محاسبة الحكام التي أمر الله المسلمين بها تكون من الأفراد، بوصفهم أفراداً. وتكون من التكتلات والأحزاب بوصفها تكتلات وأحزاباً.

والله سبحانه وتعالى كما أمر المسلمين بالدعوة إلى الخير، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومحاسبة الحكام، أمرهم كذلك بإقامة تكتلات سياسية من بينهم، تقوم بوصفها تكتلات بالدعوة إلى الخير، أي إلى الإسلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، ومحاسبة الحكام، قال تعالى :]ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر[ أي لتوجدوا أيها المسلمون جماعة منكم، لها وصف الجماعة، تقوم بعملين: عمل الدعوة إلى الإسلام، وعمل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وهذا الطلب بإقامة الجماعة هو طلب جازم، لأن العمل الذي بينته الآية لتقوم به هذه الجماعة هو فرض، على المسلمين القيام به كما هو ثابت في الآيات والأحاديث الكثيرة. فيكون ذلك قرينة على أن الطلب بإقامة الجماعة طلب جازم. وبذلك يكون الأمر الوارد في الآية للوجوب، وهو فرض على الكفاية على المسلمين، إذا قام به البعض سقط عن الباقين، وليس هو فرض عين، لأن الله طلب من المسلمين أن يقيموا من بينهم جماعة، لتقوم بالدعوة إلى الخير، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولم يطلب من المسلمين في الآية أن يقوموا كلهم بذلك، وإنما طلب منهم أن يقيموا جماعة منهم لتقوم بهذا الفرض، فالأمر في الآية مسلط على إقامة الجماعة وليس مسلطاً على العملين.

والعملان هما بيان لأعمال الجماعة المطلوب إيجادها، فيكون وصفاً لنوع الجماعة المطلوب إيجادها.

والجماعة حتى تكون جماعة تستطيع مباشرة العمل بوصف الجماعة، لا بد لها من أمور معينة حتى تكون جماعة، وتظل جماعة وهي تقوم بالعمل.

والذي يجعلها جماعة هو وجود رابطة تربط أعضائها، ليكونوا جسماً واحداً، أي كتلة. ومن غير وجود هذه الرابطة لا توجد الجماعة المطلوب إيجادها، وهي جماعة تعمل بوصفها جماعة. والذي يبقيها جماعة وهي تعمل هو وجود أمير لها، تجب طاعته. لأن الشرع أمر كل جماعة بلغت ثلاثة فصاعداً بإقامة أمير لهم. قال صلى الله عليه وسلم : «لا يحل لثلاثة بفلاة من الأرض إلاّ أمروا أحدهم».

وهذان الوصفان اللذان هما وجود الرابطة بين الجماعة، ووجود الأمير الواجب الطاعة يدلان على أن قوله تعالى: ]ولتكن منكم أمة[ يعني لتوجد منكم جماعة، لها رابطة تربط أعضائها، ولها أمير واجب الطاعة، وهذه هي الجماعة أو الكتلة أو الحزب أو الجمعية أو أي اسم من الأسماء التي تطلق على الجماعة، التي تستوفي ما يجعلها جماعة، ويبقيها جماعة وهي تعمل. وبذلك يظهر أن الآية أمر بإيجاد أحزاب أو تكتلات أو جمعيات أو منظمات أو ما شاكل ذلك.

أما كون الأمر في الآية بإيجاد جماعة هو أمر بإقامة أحزاب سياسية فذلك آتٍ من كون الآية عينت عمل هذه الجماعة، وهو الدعوة إلى الإسلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وعمل الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر جاء عاماً فيشمل أمر الحكام بالمعروف، ونهيهم عن المنكر، وهذا يعني وجوب محاسبتهم. ومحاسبة الحكام عمل سياسي، تقوم به الأحزاب السياسية، وهو من أهم أعمال الأحزاب السياسية.

لذلك كانت الآية دالة على إقامة أحزاب سياسية لتدعوا إلى الإسلام، ولتأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر، وتحاسب الحكام على ما يقومون به من أعمال وتصرفات.

ويجب أن تكون هذه الأحزاب علنية غير سرية، لأن الدعوة إلى الخير، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومحاسبة الحكام، والعمل للوصول إلى الحكم عن طريق الأمة تكون علنية وصريحة، ولا تكون في السر والخفاء، حتى تؤدي الغرض المطلوب منها.

ويجب أن تكون أعمال هذه الأحزاب غير مادية، لأن عملها هو القول، فهي تدعو إلى الإسلام بالقول، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر بالقول، لذلك يجب أن تكون وسائلها سلمية، ولا تستعمل السلاح، ولا تتخذ العنف وسيلة لعملها. لأن حمل السلاح في وجه الحاكم غير جائز لورود الأحاديث الناهية عن ذلك، ولذلك يمكن أن يكون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومحاسبة الحكام دون إشهار السلاح عليهم، لذلك يجب أن تكون وسائل سلمية، ويمنع أن تكون مادية.
15-03-2012 05:53 AM
د . محمد بن عبدالعزيز المسند
هذه المسألة تختلف باختلاف البلاد وأحوالها وأنظمتها، وباختلاف تقدير المصالح والمفاسد.. والقاعدة في ذلك أنّ العمل في السياسة إن كان يترتب عليه تنازل عن شيء من ثوابت الدين الأساسية، أو إقرار بحكم الطاغوت، فإنّ ذلك لا يجوز، وضرره أكثر من نفعه، أمّا إذا لم يترتب عليه شيء من ذلك، وترجحت المصلحة؛ فلا حرج لمن رأى في نفسه الأهلية، حتى لا يترك الأمر للمفسدين والطواغيت ليعبثوا بمقدرات الأمة، ويتسلطوا على شعوبهم بالظلم والطغيان.. والذي ينبغي أن يعلمه كلّ مسلم أن السياسة جزء لا يتجزأ من الدين، وأنّ الأصل والمقدّم هو الدعوة إلى التوحيد الخالص، وبذل الجهد في ذلك كما هي سيرة النبي العملية، فإذا صلح توحيد الناس، صلحت جميع أحوالهم، أمّا الانشغال بالسياسة مع إهمال الدعوة إلى التوحيد كما هو حال بعض الجماعات الإسلامية فهو كالسباحة في الهواء، وكالتجديف بلا ماء، وبالله التوفيق.
15-03-2012 05:55 AM
أمجد
جزاكم الله خيرا واجزل لكم المثوبه علي تقديكم لهذه الدرر النافعه والمسائل العلمية الواضحة البينه .
15-03-2012 05:56 AM
أبو أسامه
الداعية السلفي إذا اشتغل بالسياسة معتمداً على مبدأ التصفية والتربية فأرى لا حرج بذلك لأنه الأنفع للناس من الحزبيين والحركيين
ومقولة:من السياسة ترك السياسة. التي ينسبونها للشيخ الألباني رحمه الله ربما هذه كانت صالحة في زمن ما وفي فترة معينة أما الآن فقد تغيرت الأحوال وعلى الداعية السلفي أن يشتغل على كل الجبهات.
مع عظيم مودتي للأستاذ سعيد.
15-03-2012 06:05 AM
منقول لزيادة النفع
خطباء وأئمة المساجد بركة الامة

· الشيخ: أمجد يوسف المستريحي

صعود المنابر والقاء خطب الجمعة ليس بالأمر السهل كما يظنه البعض من الناس, بل هو مرتقاً صعب لا يقدر عليه إلا من وفقه الله له. فالوقوف على منبر المسجد ومخاطبة الجماهير من الناس على شتى ثقافاتهم ومداركهم وأعمارهم هو أمر عظيم وجليل وصعب وخطير بنفس الوقت، لا يعرف قيمته ولا يدرك عظمته وصعوبته إلا الخطباء والأئمة في المساجد، اللذين يلتقون بجماهيرهم في كل جمعة.

فليس صعود المنبر كصعودٍ على منصة الإذاعة المدرسية، ولا كالجلوس خلف الميكروفون في غرفة البث الاذاعي المغلقة، ولا كإلقاء كلمةٍ أو استفسارٍ أو ملاحظة خلف ميكروفون في محاضرة او ندوة عابرة, بل صعود المنبر هو اعظم واصعب بكثير، كيف لا يكون كذلك والخطيب على المنبر يقوم مقام النبي – صلى الله عليه وسلم – في تبيلغ الرسالة والشريعة، وهو واقف بين يدي الله عز وجل وفي بيت من بيوته وامامه حشد كبيرمن المؤمنين والمؤمنات.

فهاهو سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه يصعد المنبر فيرتجّ عليه، وهو من هو علما وإيمانا وصحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فيرفع يديه بالدعاء ويدعو للمؤمنين وللمؤمنات ثم ينزل من على المنبر.

وها هو الخليفة الخامس عمر بن عبد العزيز رحمه الله رائد العدالة الإنسانية، يصعد المنبر فيرتج عليه ولا يدري ما يقول فيقول للناس عملي لكم خير من قولي، ويدعو وينزل للصلاة.

وها هو هارون الرشيد الذي كان يحجّ عاما ويغزو عاما وكان صواما قواما يسيّر الجيوش لنصرة الاسلام فيقولون له شبت قبل أوانك، فيقول شيبني صعود المنبر، ومثل ذلك قاله الحسن البصري وزاد عليه ” اما تروني اني اعرض عقلي على الناس كل اسبوع”.

وها هو الامام ابن قدامة المقدسي صاحب السفر والكتاب العظيم (المغني في فقه الحنابلة) كان إماما في الفقه وإماما في اللغة واماما في التفسير بل كان اماما في كل فن كما نعته الامام ابو شامة، يقول الإمام ابن النجار في ترجمته كان يهاب صعود المنابر واذا صعدها ارتج وارتجف وما يدري ما يقول.

وليس هذا غريبا ولا عجيبا لمن يعرف رهبة الوقوف على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم واعظا ومرشدا وناصحا ومفسرا ومربيا.

انني اكتب و اقول هذا الكلام وانا استغرب اشد الاستغراب والعجب واعجب والله عندما اقرأ لبعض الاخوة من كتّاب الأعمدة في الصحف، عندما يتناولون موضوع خطبة الجمعة ويعلقون على خطباء المساجد متهمينهم بالتقصير او برداءة اختيار الموضوع او بضعف الإلقاء، ويعممون ذلك على سائر الأئمة والخطباء، لخطبة من خطيب في مسجدٍ ما سمعوها فسجلوا عليها ملاحظات، وهم يجلسون يرقبون اكثر من انهم يجلسون يستمعون ويتعبدون، وأنا هنا لا اجزم بانه ليس هناك خللا عند بعض خطبائنا الاجلاء في خطبهم من حيث الالقاء والاختيار وصدق المعلومة وحشد الشواهد لكن الواجب علينا أن لا نعمم النقد، فالناس مدارك وثقافات متعددة ومتنوعة وعقولهم و افكارهم متفاوته ومختلفة وشأن الخطباء هو شأن بقية الخلق في ذلك, فالمعلمون واساتذة الجامعات مثلا ليسوا كلهم على نفس المستوى الثقافي والعلمي والتدريسي, فترى منهم القوي والوسط والضعيف وكذلك كتاب الاعمدة في الصحف ليسوا كلهم بمستوى واحد فهناك من تقرأ له وتعيد قراءة المقال مرة ومرتين وثلاثة لجودة العرض وسلامة الأسلوب، وهناك من تعرض عنه بمجرد قراءتك السطر الاول وهكذا.

وخطباء المساجد شأنهم في ذلك شأن سائر الناس فهم ليسوا ملائكة منزلين من السماء فترى الخطيب القوي والوسط والضعيف، لكن هذا الضعيف لربما خرج منه كلاما مؤثرا في بعض الاحيان يعجز عنه البلغاء والفصحاء من الخطباء.

والخطيب عندما يختار موضوع خطبته وهو ادرى بحاجة جمهوره لهذا الموضوع الذي يطرحه، ومن الطبيعي ان يكون هناك من لا يعجبه الموضوع لانه لا يهمه او لانه يريد في تلك الجمعة مقالا هو يهواه ويراه جديرا بالطرح لذلك سيخرج غير راض عن خطبة الخطيب، وخطيب الجمعة مسكين في جميع الاحوال فهو ان تحدث عن الربا فلربما يصيب بعض المرابين الجالسين أمامه وان تحدث عن اكل الحرام اصاب فئة من المجتمع وان تحدث عن حرمان المرأة من الميراث أصاب فئة أخرى وان تحدث عن العقوق او السرقة او الاعتداء على المال العام او عن النفاق أو.. أو.. فانه يصيب أصحاب هذه الأمراض ومن الطبيعي ان يخرج هؤلاء غير راضين عن الخطيب لانه وضع يده على الجرح فتسبب بالألم لأصحاب الجراحات.

إنني أكتب هذا الكلام ليس من باب الدفاع بالباطل،ولا من باب الإنتصار لزملائي في المهنة العظيمة الشريفة،ولا من باب الغضب من النقد،إنني أكتب هذا الكلام من باب النصح والتوجيه والرفق بخطبائنا وأئمة مساجدنا،وعندي من الخبرة في هذا المجال مجال الخطابة والتدريس لسنوات طويلة حيث أنني أصغر خطيب صعد المنبر في تاريخ وزارة الأوقاف في الأردن،حيث صعدت منبر المسجد منذ نعومة أظفاري وقبل سنّ البلوغ ولا زلت من يومها خطيباً ومدرساً وواعظاً،فأنا عندما أطرح هذا الموضوع وأتكلم فيه،فإنني أتكلم من داخل الواقع الذي أمارسه،ولست مراقباً وناقداً أبغي العثرات والزلات،وفي النهاية ما أجمل المقولة الشهيرة التي تقول:إرضاء الناس غاية لا تدرك.

وهنا لا بدّ لي أن أسجل الشكر والتحية لوزارة أوقافنا التي لا تألوا جهداً في سبيل الإرتقاء بخطب الجمعة وبرسالة المسجد،وبالمناسبة هنا أقول إن المقولة الجريئة التي قالها معالي الوزير من أن نصف العاملين في مساجدنا هم غير مؤهلين،لا يعني بذلك كما فهم البعض واتخذها سبيلاً للطعن بالأئمة والخطباء، لا يعني ذلك أنهم غير مؤهلين لارتقاء المنبر بل يعني أنهم غير حاصلين على شهادات شرعية من المعاهد والجامعات،وهنا نتسائل من من الفقهاء قال أن خطيب الجمعة لا بد أن يكون حاصلاً على شهادة جامعية ليجوز له ارتقاء المنبر ؟؟ إن من الخطباء من لا يحملون الشهادات وهم يؤدون خطبة الجمعة بجدارة ويقدمون للناس ما لا يستطيع أن يقدمه بعض حملة الشهادات العالية. فهم على مستوى من الفهم والعلم والدراية ما يؤهلهم لذلك.وأقول هنا لا يمكن لمدير أوقافٍ في أي محافظة أن يوكل أي أحد بخطبة الجمعة دون أن يكون أهلاً لذلك وقادراً على الأداء ولكن كما قلت سابقا الناس مدارك وثقافات مختلفة ومتنوعة شأنهم بذلك شأن بقية الناس ،وبالمناسبة أيضاً فإني أقول إن الخطاب الديني في المملكة الأردنية الهاشمية هو من أقوى الخطابات في العالم الإسلامي يشهد لذلك القاصي والداني، فهو خطاب يتسم بالوسطية والإعتدال،ويعود الفضل في ذلك لصاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه الذي أطلق رسالة عمان قبل أعوام فكانت بمثابة ورقة عمل ثابتة لكل إمام وخطيب في أي مسجد،وأعتقد جازماً أن كل أئمة وخطباء مساجد المملكة مؤهلون وقادرون على مخاطبة الناس بالخطاب الديني المعتدل لأنهم كلهم قد شاركوا في الندوات والدورات التي عقدتها وزارة الأوقاف بالتعاون مع مديرية الإفتاء في قواتنا المسلحة حول شرح مضامين رسالة عمان التي بينت منهج الإسلام الصحيح في شتى مناحي الحياة مستقىً من كتاب الله وصحيح سنة النبي صلى الله عليه وسلم.

على كل حال مهما كان خطباؤنا وأئمة مساجدنا فإنهم يبقون هم لبنة الاصلاح الاهم في المجتمع ويبقون هم خير وبركة هذا البلد الطيب باهله وقيادته الحكيمة ويبقون هم مشاعل النور والهداية في زمن الظلمة والغواية. والله الموفق.
15-03-2012 06:10 AM
عميد متقاعد
من خبرتي في الحياة ومعرفتي بالجماعات الإسلامية أقول وبحق:
أصدق الجماعات الموجودة على الساحة هم الإخوة السلفية أتباع نهج السلف هؤلاء لا يتغيرون ولا يتلونون ما قالوه بالأمس يقولونه اليوم ويقولونه غداً ليس لديهم إلا لون واحد المحجة البيضاء الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة.
أما غيرهممن الجماعات والأحزاب فهم متلونون وحسب الحاجة والمصلحة والسياسة حتى أن المنتحر صار عند البعض شهيداً ومفاوضة الأمريكي والتعاون معه في الشأن السياسي جائز بل وواجب كما صرح أحد قادة ما يسمى بالحركة الإسلامية مؤخراً على إحدى الفضائيات!!!
ورحم الله الإمام الألباني الذي جائته دعوة في يوم من الأيام من الديوان الملكي لمقابلة الملك الحسين رحمه الله فأبى الشيخ وتملص من الذهاب ولو كانت الدعوة لغيره من الحزبيين لذهب زحفاً على يديه ورجليه.
ولكن الألباني كان يقول كلمة الحق ولا يخشى في الله لومة لائم وكان ينتصر للسنة ويحارب البدعة والمبتدعة.
أما أولئك الحزبيين فالكثير منهم قد ارتمى في حضن إيران وتعلق بأذيال حسن نصر الله كله من باب السياسة ولو على حساب العقيدة ولا حول ولا قوة إلا بالله.
15-03-2012 07:49 AM
اخوك عبدالرحمن النواصرة
عندما ندعوا في صلاتنا ونقول ( اللهم هيء لولي امرنا البطانة الصالحة ...) فمن هم البطانة الصالحة ؟ هم العلماء الربانيين والرجال الشرفاء المخلصين كل حسب اختصاصه في الاقتصاد والسياسة والزراعة الصناعة الخ... الذين يعملون بضمير واخلاص واضعين امامهم مخافة الله وعلى منهج القران والسنة ... فاذا كان ذلك ممكن ( جلب المصالح ) لماذا لا يستلموا زمام الامور مع عدم الاهمال في الدعوة والتوحيد وسد الطريق على المفسدين من غير تمييع للدين ومجاملة على حساب ديننا والا من السياسة ترك السياسة مع عدم اهمال العلماء الربانيين في تقديم النصح لولي الامر وباستمرار من باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
15-03-2012 09:08 AM
سعيد النواصرهه
أسأل الله تعالى أن يبارك في الأخوة- وخاصة جِدتنا طعيسه - على كلامهم الطيب الصالح الذي راعى قواعد الأدب الشرعية وهذا - لعمري - احوج ما نكون إليه اليوم مع انتشار ( حرية الطعن والقذف !)وأما أخي د. محمد بن عبد العزيز و أخي صاحب وجهة النظر في تعليق رقم9 وأخي عبدالرحمن فشكر الله تعالى لكم أدبكم الجم؛ وما يتعلق ببعض ما ذكرته من مسائل فهي محل ردٍّ عند الكلام على بعض الشبهات إن شاء الله تعالى في الأجزاء القادمة ، أسأل الله تعالى أن يؤلف بين قلوبناوأن يوفقنا لصالح الأعمال والأقوال والإخلاص فيهما
15-03-2012 11:01 AM
تركي عدوان
لا فض فوك وكلام ليس عليه من غبار
15-03-2012 11:19 AM
قاضي شرعي
ليس بعد هذا الكلام من كلام
تأصيل وتفصيل وحسن إستدلال
تحية لهذا الكاتب
ويا ريت يعرفنا على حاله أكثر
لأننا نقرأ ونشعر أننا نقرأ لصاحب علم
15-03-2012 11:22 AM
محمد عمر
مقالة تثلج الصدر وترتاح لها النفس
جزيت خيراً أخينا الفاضل سعيد النواصرة
15-03-2012 11:26 AM
مسلم عالفطرة
العلماء يسوسون الناس للدين والطاعة
ولكن اللي شايفينه اليوم من الأحزاب اللي بتحكي عن حالها إسلامية إنهم يسوسو الناس للتهييج والتظاهر والفلتان الأمني والقتل والتدمير.
فأين هو الدين
وهل الدين يأمر بذلك؟
15-03-2012 11:29 AM
د.عمر رواشده
أخي الأستاذ سعيد أكرمك الله
هل يجوز أن نقول: لعمري
هل يعتبر هذا قسم بالعمر
أفيدوني بارك الله فيكم لأن الأمر استشكل علي على أنه حلف غير جائز
ولكم كل الإحترام على مقالكم الطيب
15-03-2012 11:33 AM
صقر الشمال
إذا عالم الدين أقحم نفسه بالسياسة ضاااااااااااااع
لأنه وكما قال المعلق 2 السياسة لا دين لها
15-03-2012 12:38 PM
مواطن عادي
فيه شيء إسمه السياسة الشرعية
بس علماء اليوم إلا من رحم ربي ما بعرفوا إلا السياسة المصلحية
شوفوا القرضاوي وحسون والجفري ومنصور وغرايبة ووووو كيف يؤلون النصوص حسب المصلحة والسياسة
15-03-2012 12:42 PM
سلطي
ما شاء الله تبارك الله
مشكووووووووووووووووووور
15-03-2012 01:48 PM
سعيد النواصره
أخي في الله الدكتور عمر رواشده
بارك الله فيك أجزل لك العطاء على نباهتك و تنبيهك ، وأما لفظ ( لَعَمْري ) فقد رد في كلام سيد البلغاء وخاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم ؛ فجاء في الحديث :" لعمري ما نفعناك لننزلك عنه " والحديث صحيح
وقوله عليه الصلاة والسلام لمن أخذ الأجرة على الرُّقية : " كُلْ فلعمري لمن أكل برقية باطل لقد أكلت برقية حق " . رواه أبو داود

وقوله : " لا تصم يوم الجمعة إلا في أيام كنت تصومها ، أو في شهر ، وأن لا تُكَلِّم أحدا ؛ ( فلعمري ) لأن تكلم فتأمر بمعروف أو تنهي عن منكر خير من أن تسكت . رواه الإمام أحمد

وهناك أحاديث أخرى عن النبي صلى الله عليه وسلم ورد فيها هذا اللفظ ولا تحضرني الآن

وقال ابن عباس رضي الله عنهما : " فلعمري إن الرجل لتنبت لحيته وإنه لضعيف الأخذ لنفسه ، ضعيف العطاء منها ، فإذا أخذ لنفسه من صالح ما يأخذ الناس فقد ذهب عنه اليُتم " .
قالت عائشة رضي الله عنها : فلعمري ما أتمّ الله حج من لم يطف بين الصفا والمروة . والحديث في صحيح مسلم

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

أما ( لعمري) فليس بها بأس أيضا فقد جاءت في السنة وجاءت في كلام الصحابة وجاءت في كلام العلماء وليس فيها القَسم ، القسم أن يصوغ الكلام بصيغة القسم وصيغه ثلاثة : الواو ، والباء ، والتاء ، و والله بالله تالله . اهـ .

فالذي يظهر أنه لا يُراد بها القَسَم ، وإنما هي كلمة تجري على ألسنة العرب لا يُراد بها ظاهرها .
وهذا معروف عند العرب ، فإنهم يُطلِقون مثل لفظ " قاتَلك الله " و " ترِبَتْ يداك " ونحو ذلك .
وللأمانة العلمية فإن المشهور والمعروف في لغة العرب أنهم إذا فتحوا العين في (لعمري) ونحوها أرادوا بها القسم
وقد ذهب الإمام مالك رحمه الله أنها من باب القسم ؛ ولكن أجاب أهل العلم عن ذلك بأن الإمام مالك ربما لم يبلغه الحديث .
والذي يظهر لي من البحث - والله تعالى أعلم - من باب تزيين الكلام ، فإن قصد صاحبها القسم فلا شك ان هذا من الشرك بالله تبارك وتعالى .
والله تعالى أعلم
وهذا بريدي إذا كان ثمة تنبيهات لأتعلم وأستفيد بإذن الله

........

15-03-2012 02:07 PM
د.عمر رواشده
بارك الله فيك وجزاك ألف خير على التوضيح أخي سعيد وسؤالي جاء لأن بعض الإخوة في الجامعة الإسلامية عندما قرأوا مقالك الطيب وتعليقك صار نقاش حول هذه العبارة ولكن الآن تبين الأمر وزال الإشكال فبارك الله بجهودك الطيبة
ويا حبذا لو تضع إميلك دائماً في نهاية المقال للتواصل لأن المواقع الإلكترونية لا يسمحون بوضع الروابط والإميلات مع التعليقات وشكراً
15-03-2012 02:17 PM
مشتاقة للجنة
من أجمل وأبدع العبارات التي سمعتها في حياتي :

" هكذا هي أمة الإسلام : إذا نكَصتْ عن الحق ؛ نكَستْ في الخلق ! "

زادك الله توفيقاً استاذنا الكاتب
15-03-2012 02:18 PM
قاسم رمضان
لا أستطيع أن أصنف أمثال هذا المقال البديع إلا في قمة ما أقرأ وأطالع!



اللهم بارك !



ولا أدري هل تعرف يا أستاذ سعيد نواصره شيخنا أبا بكر خالد بن موسى نواصره الرمثاوي ؟



فشيخنا خالد النواصره من أكبر دعاة السلفية في الرمثا, وجهوده العلمية والدعوية بلغت أقاصي البلاد, وهو المشرف العام على كل من جمعية التكافل الخيرية, ومركز ابن عباس القرآني
23-03-2012 12:28 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات