قبل ايام قلائل قرأت على صفحات المواقع الالكترونيه ان شباب الصريح احرقوا الكاوتشوك على مداخل قريتهم ومنعوا رجال الأمن من الدخول حماية لرجل مطلوب,أذكر من الصريح هذه القريه الوادعه سهولها وشوارعها الضيّقه التي تغزوها الحفر والمطبات في منتصف الثمانينيات عندما كان يأخذني مدرب السواقه الى هناك , وأذكر مديرية الترخيص والأزمة ايضاً في انتظار فحص المركبه, لكن لا أذكر ان هنالك تمرداً على الدوله قد بدأت شرارته من الصريح,,فمنها المبجل البرفيسور العجلوني ومنها دولة ابو عصام ومنها الكثيرين من الرجال الرجال اللذين ساهموا في رفع صرح واعمدة الوطن لا صرحهم فحسب..
لكنني اعتقد جازماً ان لارتباط الفكاهة والدعابة بالصرايحه هو ما دفعهم لمواساة الأخوه في الطفيله, والطفيله على صفيحٍ ساخن تشتد حرارته يوماً بعد يوم, لا ادري من أوصلهم وهم من الحامين للعهد وأجدادهم من استقبل قادة الثورة العربيه الكبرى على مشارف الجنوب الأبي ايذاناً بالتحرر من الحكم العثماني لكن ابتلينا من بعده واياهم بالاستعمار الانجليزي,, هنالك أيدي خفيه تجلب الحطب وتضع الزيت على النار اضافة لاهمال هذا الجزء العزيز من الوطن من قبل الحكومات المتعاقبه ونسيانه مما جعل في عمان حياً بالكامل من الطفيله لربما يزيدوا تعداداً عن سكان المحافظة الشماء..
هنالك ارتباط وثيق ما بين الفقر والثورات, وكما يُقال إن الثورة تولدُ من رحِم الأحزان,,فالحراك الشبابي في الطفيله لا يستهان به ولا يجب,,هنالك ثُلّه من الشباب المنتمي للوطن يحس بالغبن الشديد اضافة الى ضيق ذات اليد, فليس في الطفيلة المصانع ولا الاستثمارات كما في باقي المحافظات, من هنا أستفحلت الأزمه وشاع الفقر والعوز ,إن جاؤوا للعمل في عمان فالراتب لا يسعفهم لاستئجار بيت وعيش كريم , وإن بقوا هنالك فلا فرص ولا بارقة أمل في الحصول على عمل يسد حاجتهم ويلبي طموحهم..اين الحل؟
اما حِمص الاباء والشرف والرجولة برغم ما يُنعتون به الا انهم أثبتوا ان النار التي تحرق اجسادهم واطفالهم هم وقودها لتحرر سوريا من آتون جحيم الطائفه العلويه, هم شُعلة سوريا للتحرر وحكم الذات,, هم نبراس إشتعل ولن ينطفىء بإذن الله حتى تعود سوريا المسلمه الى اسلامها ولتعود المآذن تصدح بلا إله الا الله, وليعلو المنابر رجالٌ أثبتوا للعالم أجمع انهم اصحاب رساله, لا كما رسائل عفلقهم, طغاة وجبابرة العصر المنتهي..لكن لا مقاربه بين حِمص والطفيله الا من خلال النكته السمجه فحسب, فالطفيله كما اربد كما الزرقاء كما كرك الإباء لا نقبل ان تكون وقوداً لنار الثورة ,فلا زال في الوطن من الحافظين للعهد الرافضين ان تؤول الأمور الى ما آلت اليه حمص, فمطالب الشعب في الطفيله شرعيه ومحدوده وقابله للتنفيذ اذا ما كانت هنالك اراده,, فالفساد نرفضه جميعاً ونطالب بمحاسبة القائمين عليه كما يطالب اخواننا في الطفيله, والغلاء تجاوز رقابنا لا في الطفيلة فحسب ,ففي كل بيت اردني هنالك تذمر من غول الغلاء نطالب كما يطالبون برفعه عنا ,,والوظيفة حقٌ مشروع لكل شاب اردني امضى سني عمره على مقاعد الدراسه ليحظى بفرصة عمل تحقق له احلامه في الاستقلال وبناء بيت جديد وتكوين أسره, لكن ذلك اضحى خيالاً في وطنٍ أتى على املاكه وثرواته المرتزقة الغاشمين, نحن معهم نطالب بحق شبابنا الاردني في الحصول على وظيفه..الطفيله كما المفرق كما باقي محافظات الوطن من غير العاصمه بحاجه الى استثمار الشباب هناك ولدينا من الخبرات والشباب المتعلم الكثيرين اللذين لو تم استثمارهم لانتقلنا بالوطن الى مصاف الدول المتقدمه كما في تجربة سنغافوره وماليزيا مهاتير محمد وتركيا اردوغان..فقط نحتاج الى انتماء ساستنا ممن ابتلاهم الله بحمل مسؤولية الأمانة لينتقلوا الى هناك وسماع مطالب العامه ونقل الاستثمار الى هناك فعلاً لا قولاً فحسب, حينها ستندمل النار التي أؤججت وسيعلو البنيان وسيضع الأهل هناك اياديهم بأيدي مسؤوليهم ان صدقوا الوعد..لا تتركوا الطفيله ولا الجنوب بأكمله عرضة للفتنه , هنالك رجالٌ صدقوا ما وعدوا الله عليه, فمسؤوليهم نقضوا عهدهم وسكنوا دابوق وعبدون وبقي الأهل هناك يكتون بنار العزل والفقر والتهميش.. أغيثوهم ليُغاث الوطن بأكمله.. ودمتم