الاردن بين الهاوية والحاوية


لقد المتني رواية لمشهد شاهده صديق لي يراه صباح كل يوم، يرى رجلا طاعنا في السن يحمل على كلتي كتفيه شوالين، قال: فقلت في نفسي -والحديث لصديقيي- ساتوقف اليوم لارى ماذا يفعل هذا الرجل الطاعن في السن، فرايته يتوقف عن احدى الحاويات واخذ ينفلها تنفيلا ويضع ما يستصلحه للاكل في كيس وفي الكيس الاخر العلب الفارغة واشياء اخرى واخذ يتنقل من حاوية الى اخرى ويقوم بنفس العمل الى ان رايته يخرج من احد الحاويات شيئا ويمسك به اشبه بفاكهة على شكل برتقالة فاخذ يمسحها بثوبه ووضعها في جيبه، فقال صديقي فحدثت نفسي من اوصل هذا الرجل في ارذل العمر لهذه الحالة، واردف صديقي هذا ما رايته في عمان فقد وجد هذا الطاعن في السن برتقالة في الحاوية اما في المناطق النائية عن عمان فهل سيجد هو وامثاله برتقالة في حاوياتها.

هذا الرجل الطاعن في السن لم يمد يديه لبشحذ او يسرق وكم من ايد تمتد وتشحد وتسرق وليست بها حاجة او فاقة كمثل ذاك الطاعن في السن الذي دفع الضرائب صغيرا وتركناه كبيرا فاخذ يطلب الحاويات لانه وجدها ارحم من طلب بني البشر .

ان الذي اوصلنا واوصل طاعنينا في السن الى الحاوية هم من سيردون بالاردن والاردنيين واحرارهم الى الهاوية ، والحكومة والنظام من ديوان ومخابرات هم من يرعون الفساد وهم من اتوا بمجلس نواب واعيان هزيل ومزور وفاسد وهم من اتوا بعائلات متنفذة فنراها في كل وزارة ومؤسسة من الجد والابن والاخ والحفيد وكأن المخلصين من الاردنيين بهم اعاقات اوعقموا فاصبحوا (مرابعية) في اوطانهم عند عابري السبيل الفاسدين وياليتهم مرابعية لان للمرابعي الربع والفاسدون لم يبقوا شيئا سوى مديونية سيدفعها الابناء والاحفاد ، وهاهم ياخذون القوانين بايديهم فيسجنون ابناء الوطن الفقراء الاحرار الابرار ويتركون الفاسدين من امراء واثرياء وحرامية فجار يسرحون ويمرحون وينهبون ويسرقون في بلادنا التي ان بقي الحال كما نرى فمصير الاردن الهاوية ، فيا ايها النظام ان اردت السلامة والبقاء فما عليك الا ان تطلق احرار الطفيلة واحرار الاردن من السجون وتضع يدك بايدي احرار الاردن المخلصين لمحاسبة الفاسدين واسترداد ما نهبوا والقائهم في السجون والحاويات قبل ان يلقوا بالاردن والنظام الى الردى و الهاويات، فهل في نظامنا من رجل رشيد ؟ وهل في اجهزتنا الامنية ومخابراتنا وديواننا من احرار امناء صادقين مخلصين ؟ والا فعلينا وعلى الاردن السلام .
ahraraltafilah.blogspot.com




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات