تساقط الأنظمة العربية والشتاء الإسلامي


في اوخر عام 2010م بدأت تسقط الأقنعة المزفية وكانت البداية من تونس ، استمرات هذه الثورات العربية لتحطيم تلك الأصنام التي جثت على جسد الأمة العربية ردحاً من الزمن .
لم تسقط هذه الأنظمة المستبدة الى نتيجة تراكم الفساد ، والعمالة لدول الغرب والجوع والفقر والذل ، وكأن التاريخ يعيد نفسه ، إذ بان انهيار الدولة العثمانية لما تفشى فيها من أمرض في مخالفة منهج الله و عدم اتخاذ الإسلام مصدرًا أساسيًا للتشريعات والقوانين والأنظمة التي تسير عليها الدولة، و الامتيازات التي كانت تمنح للأجانب اعتباطاً بسخاء وكرم لا مبرر لهما بل كانت تمثل التفريط بحق الوطن في أقبح صورة ، فقد منحت الدولة العثمانية ، وهي في أوج عظمتها وسلطانها ، امتيازات لدول أجنبية جعلتها شبة شريكة معها في حكم البلاد . ولا أرى سبباً لهذا الاستهتار ألا الجهل وعدم تقدير الأمور قدرها الحقيقي وتقدير قوة ودهاء الدول التي منحت هذه الامتيازات والعاقل لا يستهين بعدوه مهما كان صغيراً وضعيفاً ، تسليم أمور الدولة إلى غير الأكفاء .
إن ما يشهده عالمنا العربي المعاصر ما هو الى استقبال الأعداء دون مقاومة , وتتيح للغازي الأمريكي أن يصيغ الجغرافيا و الأفكار والمنهج والمعتقد والعادات و الوجوه و نوعية الثيّاب و الأكل وكل ما له علاقة بتفاصيل الحياة ، و تواطأ مع وكالة الإستخبارات الأمريكية و الموساد الإسرائيلي والدوائر الماسونية و كل الدوائر التي كانت تعمل منذ زمن في الخفاء على تمزيق العالم العربي والإسلامي، وكأنّ مشروع سايكس بيكو لم يكفهم فخططّوا لمشروع أكبر وأعظم
وكانوا يخططون عبر القمم العربية التآمر على بعضها البعض , عندما كانت كل دولة عربية في خلاف حدودي مع الأخرى , كانت أجهزة المخابرات في هذه الدول العربية تخطط لنسف الأمن القومي في الدولة العربية الأخرى .
نحن كأمة عربية اسلامية لا نلوم الوجود الأمريكي في كل مواقعنا الجغرافية , اللوم على النظام الرسمي العربي الذي دمرّ العقول والكفاءات وعجز عن إقامة نهضة صناعية متكاملة وأحوجنا إلى الدجاج الأمريكي واللحم الأمريكي والدواء الأمريكي والخبز الأمريكي والعقل الإستراتيجي الأمريكي , اللوم على حكامنا البغاة مدمني الفياغرا و أفلام الخلاعة الذين منحوا أراضينا للأمريكان و جغرافيتنا لقوات التدخل السريع للحفاظ على كراسيهم وأمنهم القومي وأمن دولتهم بخرم أمن مجتمعهم , اللوم على حكامنا الذين راهنوا على حماية الأمريكان لهم بعد أن ألهوا جنودهم بالمخدرات والرشاوى وبيوت الدعارة وكل أنماط الفساد .
ومن المدهش المثير للغضب ما يراه حكامنا عبر الفضائيات العربية ، جغرافيتنا وهي تُسبى , تاريخنا وهو يُزنى به ليصاغ في واشنطن , حكامنا وهم يُصنَّعون في واشنطون , أطفالنا وهم يُقتَلون بلا ذنب ولا جريرة في سوريا , نتفرج نعم نتفرج دون أن ننبس ببنت شفة , فلا يجوز التعليق على موت الآلاف في سوريا .
ولا يجوز لنا الحديث عن الدول العربية وخاصة جامعتها المتهالكة ,لأن الضرب بالميت حرام كما يقال, ولأن لدينا خلفية عن الجامعة العربية بأنها ليست محل نزاهة أوثقة ,وهي وبال على الشعوب وليست سندا لها , ولنا في مشكلة العراق المسلوب من أمام أعين العرب لصالح المعسكر الفارسي أكبر الدلائل على ذلك , لكن رأيت ان الحكومات العربية والمطالبة اليوم بموقف حازم تجاه سوريا تتستر خلف تلك الجامعة لدرء خزيها ,فاصبحت الحكومات ترميها بالتقصير وتلومها علما انها هي من يسيرها ، إن مايحدث في سوريا إنما هي حربا ضروسا اتخذ لها شعارا من قبل المجرم وهو إما البقاء أو الإباده, وهي تدار بأيد امنية تسيطرعليها طائفة واحدة هي التي تسير الأمور وتخطط وتقتل ، و مدعومة بكل قوة من فئة طائفية اخرى هي الشيعية التي ارتكبت مجازر العراق , لقد تحالف الفريقان ضد هذا الشعب الأعزل ومانراه ينبئ عن بغي وطغيان لايرتكبه الا حاقد قد اوغل في الحقد وأمن العقاب , فهل يليق ان يستمر الصمت ؟!!



تعليقات القراء

طاقية عاشر ج
1000موضوع في موضوع والله ما بتعرف من هي سايس بيكو ولا الماسونية اقولك بدي اسكت
14-03-2012 12:30 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات