منذ القدم وثقافة الموروث الاردني لم تتغير و انتقلت جيل عبر جيل من الاجداد الاوائل للسلف .. وحملت البراعم ذات افكار الرجولة والنخوة العربية التي كانت مغروسة في جذور الاشجار الصامدة بين الجبال رواسي لذلك البعد الاخلاقي الذي لا تعلمه المدارس وأنما تفرضه الحياة ضريبة لكل من يعرف الانتماء للاردن مهما اختلف الاصل او المنبت .
والاردنيون جميعا يشتركون بهذه الصفات بحكم مواطنتهم وبحكم العادة التي تجعل كل من يشذ عن السياق هو خائن لقيم الرجولة واصالة الانتماء لوطنه وناسه واهله وكذلك لشعبه .
لم يقبل الاردني من قبل بأن يسرقه (بايق ما..) دون أن يستعيد حقه وينتقم منه ليعلمه درسًا في الاخلاق و صون العيش والعشرة , كما لم يرضَ ابن الاردن بالسكوت عن حقه والصمت امام الذل والفساد عندما يحيط به ، وكما نعلم بأن الحقوق لا تضيع عندما نطالب بها ونركض خلف تحقيقها .
ولكن كيف هو الحال بالاردني الذي يرى بأن وطنه وهو كل ما يملك قد تعرّض للبيع واصبح صفقة من ضمن صفقات لا نعرف لها آخر ، هل يصمت عن بيع الوطن والمتاجرة به...؟
أن كل من هو منغمس بالحراكات بالشارع الاردني يعرف تلك الامور وكذلك كل من يتغنى بالولاء يعرف ما اكده الملك من وجود فساد حين دعا الى محاربته ، ويتحرك الجميع في دائرة مكافحة الفساد والحد منه ومقاومته ... وهو فرض عين على كل من يدّعي الولاء لهذا الوطن وينتمي له وللحياة الكريمة على ارضه وبين مقدراته وثرواته ،
بأقل من يوم تم اعتقال من لحقته تهمة اطالة اللسان بحق الملك ، ولا زلنا نسأل عن تهمة اطالة اليد بحق الوطن ... ؟
هل يوجد قانون يحاسب من تطاولت يده على وطننا الاردن ؟؟
بالرغم من انه مطلب الاردن شعبا وقيادة ، أم علينا التثبت من القاعدة التي انبثقت حين داهم ابرهة الكعبة بأن نحمي ابلنا ليقول كبيرنا للبيت رب يحميه ...،
ليست القضية هي الطفيلة وليست سباب او شتم للمقامات ، فلو سبّنا احدهم لحاسبناه ، ولكنها سرقة للوطن وشتم للذات حين نكون على قيد الحياة ونشهد هكذا انتهاك لخيرات الوطن .
لم يعد لدينا من الابل شيء ...