السياسة المبطنة في الشرق الأوسط


من المهم جداً أن تدرك الشعوب العربية حقيقة المصالح الأسترا تيجة لدى الغرب في الشرق الأوسط ، التي تدافع عنها بقوة مثيرة فلولا توافر الثروات الطبيعية في باطن الأرض كالبترول ومشتقاته ، والحديد ، والنحاس ... الخ ، إلي خصوبة أرضه الزراعية ،وتنوع تضاريسه المناخية التي توفر عوامل إضافية لمصادر الخيرات ، مع توافر مصادر الثروات المائية التي ينعم بها الوطن العربي من بحار ،وأنهار ومحيطات ووديان ... الخ ،ومنافذ بحرية وبرية استراتيجية تعتبر من أهم اللمنافذ الاستراتيجية في الكرة الأرضية .
لما كان الأهتمام بهذه المنطقة وتقسيمها واستغلالها ، فعندما نستذكر البدايات فلم يكن للعراق الذي اكتشف نفطه في العام 1927 من منافس مباشر حينذاك في المنطقة إلاّ فارس، التي استثار اكتشاف النفط فيها في العام 1908 شهية الإمبراطوريات الاستعمارية والأمريكيين.
وعندما زار الرئيس الأمريكي روزفلت على متن الطرادة الأمريكية كوينسي ، وتم اللقاء بين روزفلت وابن سعود إلى اتفاق أصبح يعرف باسم ميثاق كوينسي، ينص على استثمار الولايات المتحدة لنفط المملكة العربية السعودية لمدة ستين عاماً، شرط تزويدها بحماية عسكرية في حال تعرضت لعدوان... تفاعلت بعض الأوساط القومية العربية مع إعلان الرئيس ويلسون... الذي نص ضمناً على إمكانية أن تضع واشنطن نفسها موضع الملاذ المحتمل في مواجهة أطماع القوتين الاستعماريتين الفرنسية والبريطانية في الشرق الأوسط. اضطرت الولايات المتحدة على التحفظ وعدم الرد على تلك الدعوات... وحافظ القوى الاستعمارية الأوربية على سيطرتها على الشرق الأوسط، وساعد على تحقيق غاياتها انسحاب الولايات المتحدة من مؤتمر باريس للسلام في العام 1919 (السابق لمعاهدة فرساي 28 حزيران (يونيو) 1919) وكذلك عجز الفاعلين العرب على إظهار وحدتهم في دعوتهم للاستقلال. بذلك وجدت اتفاقيات سايكس ـ بيكو 1916 مجالاً مناسباً لتطبيقها ، وعندما انهارت الدولة العثمانية زرعت في جسد الأمة العربية شوكة الصهاينة التي كانت بمثابة الجهاز الأستخبارتي للولايات المتحدة الأمريكية . لبقاء السيطرة على الاستعمار المبطن لمقدارت هذه الأمة ، ولولا حماية بعض الأنظمة العربية من قبل جهاز الموساد الاسرائيلي في نقل المعلومات الأستخابرية لتغيرت صورة الشرق الأوسط منذ آمدٍ طويل ، كما كان للولايات المتحدة الدور الرئيسي في مراقبة تطور بعض الدول العربية عسكرياً لإقاع الفتنة بينها وبين جيرانها ( اكلت يوم اكل الثور الأبيض ) ، أعتقد لولا اكتشاف الثروات العربية والسيطرة عليها من قبل الغرب لما وصلت الدول الغربية الى التقنية في انتاج الأسلحة الفتاكة واسلحة الدمار الشامل ان الموارد المالية العربية أسهمت بشكلٍ أو باخر على حضارة دول الغرب الذي لايرى في الشرق الأوسط إلى مصالحه الإستراتجية ، والدليل الشاهد على ذلك تدخل حلف الناتو في ليبا من أجل ماذا ؟؟؟
أما ما يجري في سوريا الأن ، واتخاذ حق نقض الفيتو ما هو إلا دليل واضح في قسمة الخيرات العربية ، بين المعسكرين الشرقي والغربي .
إن الشعوب العربية ، لا تحتاج سوي أن تتحرر من قيودها ،وتعلن ثورتها الشعبية علي من يوثق قيدها ، يتطلب منها رفع الأقنعه عن وجوهها التي تختبأ خلفها خوفا ورعبا ،وتحرر من الشعارات الزائفه والملونة ، التي يتلاعب بها العديد من حملة لواء الثقافة والدين والأدب ، فلن تجدي نداءات مثقف أو اديب أو فقيه أو داعي ينعم بخيرات قصور الملك والأمير ، أو بعواصم أوروبا ، فجميعها استهلاك للذهون والعقول .







تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات