جراسا -

كوثر عياد - بعد ان وصل الى مسامعي عن حالة الاستياء التي اصابت معلمو مدرسة الجاحظ الثانوية الشاملة للبنين في محافظة الزرقاء – منطقة جبل طارق من الاتهامات التي وجهت مؤخرا للمدرسة ومديرها والتي تتلخص بحالة التسيب وعدم الانضباط، اما على صعيد الادراة فقد اتهم مدير المدرسة محمد اسماعيل زياد باتباع نظام الشللية وتم وصمه بصفة العنصرية بين المعلمين.

امام هذه الاتهامات التي نشرت عبر وكالة جراسا في تاريخ 19-1-2012 تحت عنوان (تسيب ملحوظ في مدرسة الجاحظ في منطقة جبل طارق) وصلت اليهم من مواطن لم يذكر اسمه، والتي اثارة زوبعة من الاستياء لدى المعلمين توجهت الى المدرسة في تاريخ 8- 3 – 2012 للوقوف على ما يحدث ولمعرفة مدى صحة او خطأ هذه الاتهامات حيث تحدثت مع معلمو المدرسة كُلٍ على حدا، كانت البداية مع الاستاذ نزيه عساف الذي اعترف بحدوث اصطدام بينه وبين المدير محمد زياد وكلها قائمة على امور تخص العمل وليست على الصعيد الشخصي، فقد حدث اصطدام بيني وبين مديري ( على حد قوله) ورغم ذلك لن اقول سوى الحقيقة فلا صحة لما قيل عن الشللية داخل المدرسة وعلى العكس تماما هناك حالة من الالفة تجمع اربعين معلم وكأننا عائلة واحدة فنحن متفاهمون مع المدير حتى في خلافنا ولا ادري من وصف هذا التفاهم وفسره بالشللية.

المعلم يزن لقضاة قال: اعمل في المدرسة من 6 شهور وانا طالب دراسات عليا وقد ساعدني المدير بالتعاون مع الهيئة التدريسية بتغيير برنامجي بما يتناسب وساعات دوامي الجامعي حرصا على تحصيلي الاكاديمي وخلال هذه المدة لم اشاهد أي شللية او اسمع أي الفاظ توحي بالعنصرية جميعنا هنا اهل ولا فرق بين فلسطيني واردني.

الاستاذ ابراهيم صبحي قال: لقد انتقلت الى مدرسة الجاحظ منذ بداية العامة وليس هناك وجه شبه بين اجواء المدرسة السابقة التي كان يشوبها التوتر والشللية الواضحة والقائمة على المناطقية بالمقارنة مع اجواء التفاهم والتعاون هنا.

الاستاذ عبد المجيد اكد ان انطباعه عن المدير والعمل في المدرسة كما هو منذ اربعة اعوام فلا اوقات دوام تحدد توجدنا في المدرسة فبعد الدوام هناك نشاط مثل زيارة بيوت الطلاب ومتابعة مشاكلهم خاصة مع تكرار الغياب ومشاركتهم في افراحهم واتراحهم، فالهيئة التدريسية تسعى الى التواصل مع الاهالي باعتبارنا مدرسة مجتمعية لكننا مع الاسف لا نجد غير الجمود نتيجة لما يشاع عنها وتجدهم يثابرون على وضع المدير والهيئة التدريسية في زاوية الاتهام دائما رغم النتائج الرائعة التي احرزها طلابنا في مختلف التخصصات في امتحان الثانوية العامة والتي وضعناها في لوحة شرف وعلقناها في الساحة ليشاهدها كل زائر، بالنسبة للتسيب هو كما يحدث في كل مدرسة هناك طلاب يغادرون بيوتهم صباحا الى المدرسة لكنهم لا يصلون اليها ومهمتنا تتلخص بابلاغ ولي الامر بتكرار غياب الابن .

محمد المومني قال: انا من سكان عجلون واحضر كل يوم الى الزرقاء، اعمل في هذه المدرسة منذ 8 اعوام وخلال هذه الفترة لو قدمت طلب انتقال لتحقق لي نظرا الى بعد المسافة لكني لم افكر بهذا بسبب الراحة النفسية التي اجدها ويضيف الطالب هو الطريق الى الكشف عن الاسرار وما يحدث بين الهيئة التدريسية فلو كان هناك عنصرية بين المعلمين لنقلوا ما يشاهدون وما يسمعون الى ذويهم ولانتقلت عدواها الى الطلاب.

عماد زهران قال.. انا هنا منذ 15 عام وبالنسبة لي المدرسة اهم من البيت فانا لا اقول غير كلمة واحدة انا مرتاح نفسيا، والسبب ببساطة ان المدير يسعى لراحتنا مثال على ذلك نصاب الحصص تجده في بداية العام يستخدم اسلوب التخيير ويترك لنا حرية الخيار.

ماجد محمد (مساعد المدير).. في أي عمل اداري هناك خلافات تقع دائما بين الرئيس والموظف وهي طبيعية وصحية خاصة اذا كانت تصب في مصلحة العمل وشعارنا جميعا ان نتقي الله بالطالب ونصرف النظر عن أي شيء الا التقصير في حق الطالب مثل معلم يتأخر عن الحصة او يغادر غرفة الصف قبل انتهاء الوقت او معلم يجلس دون اعطاء الدرس، الحصة هنا حق مقدس وهي الشيء الوحيد كما قلت سابقا لا يمكننا غض الطرف عنه والنتيجة واضحة فالمعدلات العالية في الثانوية العامة لهذا العام وخلال الاعوام الثلاثة السابقة والتي حققت للمدرسة نقلة نوعية لم تأتي من فراغ.

رامي مقدادي ... وهو من سكان اربد ويعمل في المدرسة منذ خمسة اعوام وهو مثل زميله المومني يرفض تقديم طلب نقل رغم المسافة البعيدة، يؤكد ان الاجواء العائلية التي تخيم على المدرسة ما يمنعه من تقديم طلب نقله الى اربد ويضيف هناك الكثير من النشاطات المشتركة بين الطلاب والمعلمين مثل الفطور الجماعي الرحلات فنحن خاصة المعلمين الشباب نبقى بعد انتهاء الدوام للعب كرة القدم مع طلابنا ولم اشعر او اشاهد او اسمع أي شيء يعبر عن العنصرية في مدرسة الجاحظ او مديرها.

الاستاذ محمد ... الذي دخل سريعا ثم غادر ليبدأ الزملاء بكيل المديح له فهو معلم الفيزياء الاقدر في المحافظة كما قالوا ويحضر يوم السبت لاعطاء دروس تقوية للطلاب خاصة التوجيهي، بعد ذلك عاد الاستاذ محمد لينفي الا شاعات المغرضة عن المدرسة وهو يقول: اولادي يدرسون هنا ولو شعرت بشيء مما قيل في اجواء وادارة المدرسة والذي سيكون له تأثير سلبي على اولادي لباردت بنقلهم.

سكرتير المدرسة الاستاذ خليل محمد ..تحدث عن نشاط المدرسة الذي لا يحده ساعات دوام او ايام العطل الرسمية، فنحن ( على حد قوله) نسعى لمصلحة الطالب في الدراسة والاعمال الادارية وكثيرا ما نقضي ايام العطلة في المدرسة ونفعل هذا بكل طيب نفس وبإرادتنا ولا احد يغصبنا عليه.

فؤاد الطوس.. اختصر الحال بكلمة واحدة انا لن اجلس على مائدة واحدة حتى لشرب القهوة مع شخص يمارس العنصرية ويتبع اسلوب الشللية ويهضم حقي فنحن عائلة تدريسية اكثر منا هيئة تدريسية وما هذه الاقاويل عن المدرسة والمعلمين والادارة الا ضريبة النجاح.

حسين الصمادي.. اتمنى ان يحضر اي شخص الى المدرسة لمتابعة الوضع عن قرب ويكون متخفيا لانه سيكتشف شيء واحد ان الاشاعات التي نسبت الى المدرسة والادارة باطلة.

الاستاذ عاطف عبد الله.. المدير يقف على مسافة واحدة من كل استاذ ويتوخى العدل حتى في الخلاف ونعلم حرصه على الا يغضب

ضياء رمضان.. وهو معلم اضافي اكد ان المساواة بينه وبين المعلمين المثبتين وظيفيا هي صفة تعامل الجميع معه فهم يشركونه في جميع نشاطاتهم

عيسى خليل عيسى.. كان عدد طلاب المدرسة 1200 طالب وهم الان 600 طالب وقد زاد هذا من قدرتنا على رفع آلية العمل لتحسين مستوى نتائجهم، فالمدير مع هذا العدد اصبح قادرا على الاجتماع بصورة دائمة بالطلاب وسماع الاراء وهو مثابر على متابعة احتياجات المدرسة من نقص الكتب والمعلمين واعمال الصيانة للمدرسة فغرفة المعلمين قبل اربعة اعوام كانت في وضع مزرٍ وكذلك المدرسة خاصة النظافة لقد حقق نقلة نوعية فيها، فنحن الان قادرون على الدخول الى الادارة واستخدام الحاسوب وآلة الطباعة فيما يخدم مصلحة الطلاب والعملية التعليمية.

اثناء وجودي في ساحة المدرسة بينما الطلاب في غرف الصف لاحظت وجود طلاب يتمشون في الساحة وكان المدير يتحدث لهم وعندما اقتربتُ منهم اكتشفت انهم طلاب من مدرسة اخرى مجاورة لمدرسة الجاحظ غادروا اثناء الدوام وحضروا الى ساحة الجاحظ لتضييع الوقت هنا قال لي المدير : عند مشاهدة هؤلاء الطلاب في الساحة اثناء الدوام فكل مارق طريق سيظنهم طلابنا ويذهب ليقول ان هناك تسيب في المدرسة!

الاستاذ مهدي دعاس وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة قال.. لم اجد مديرا قادرا على استيعاب وضعي مثل ابو اسماعيل فقد وفر لي احتياجاتي نظرا لصعوبة حركتي وشجعني على الابداع عندما ابتكرت مجلة حائط متحركة هي الاولى من نوعها في مدراس المملكة، لم يتعامل معي وكاني رقم زائد وتركي دون عمل كما فعل المدراء السابقون فانا هنا قادر على العمل مع الطلاب مثل أي مدرس واعطي حصتي بكل راحة.

وبالصدفة المحضة حضر الاستاذ ايمن دباس وهو مشرف تربوي من قسم الاشراف التابع لمديرية تربية الزرقاء الاولى والذي اكد انه لم يصل الى مديرية التربية أي شكوى رسمية من الاهالي والتي يتم تحويلها لنا فالامر تم تضخيمه من خلال الشائعات لا غير، وفي لقاء مع الاستاذ عامر الوظائفي وهو من ضمن اللجنة المجتمعية في منطقة جبل طارق وناشط اجتماعي وله الكثير من اعمال الخير والذي وصلت الاشاعات التي تدار حول المدرسة اليه، فقد اتهم بانه قد دفع رشوى لمدير المدرسة بسبب مظلات تبرع بها للساحة والذي قال .. لماذا سادفع رشوة لمدير مدرسة؟ فاعمالي ونشاطاتي تملاء جبل طارق ضمن اعمال اللجنة المجتمعية، واهتمامي بمدرسة الجاحظ جاء نتيجة للادراة الجيدة والنشيطة والمندفعة الى العمل الاجتماعي فالمدرسة الجيدة تعني خدمة تعليمية مميزة لابناء المنطقة .

واسمحوا لي في النهاية ان اضيف رأي الشخصي من خلال زياراتي لمدرسة الجاحظ في العام الماضي ومشاركتي بنشاطاتهم من خلال دوري الاعلامي مع مدير المنطقة المهندسة ابتهاج التميمي، فكما هو متعارف عليه بين الجميع ان مدراس الاناث دائما اكثر نظاما واناقة وانضباطا ونظافة بالمقارنة مع مدارس الذكور التي زرتها لكن مدرسة الجاحظ و(الحق اقول) كمدرسة ذكور خرجت عن هذه القاعدة فلم اجد فيها غير الانضباط والمتابعة الدقيقة والنظافة التي نستفقدها في مدارس الذكور عادةً حتى حركة الطلاب تجدها اكثر سلاسة ومن الاشياء التي لاحظتها الترابط الوثيق بين المعلمين والطلاب في الساحة وهي ما دفعني للبحث عن حقيقة ما يحدث في مدرسة الجاحظ والتي اضعها بكل امانة امامكم على حد قول اصحابها من معلمو المدرسة.