مستكثرين علينا شوية هالفساد ..


استذكر مقولة الفنان دريد لحّام عندما قال مستكثرين علينا شوية تخلف رافعين راسنا فيها قدام العالم..وهنا اقول لماذا كل هذا الطخ على الفساد في الوقت ان فسادنا يختلف عن اي فساد في العالم فهو مُحكم بشكل جيد وممنهج وقد تغلغل في كل مفاصل الدوله الاردنيه وتعايشنا معه وتعايش معنا منذ نشوء الدوله حتى اصبح منا وفينا ,اين كان اجدادنا عندما كانت تُشكّل الحكومات منذ عهد الاماره ويكلّف بها منْ هم من غير الاردنيون, ومن ثم تم تجنيسهم ليصبحوا ولاة امرنا,,ألم يكن ذلك باكورة الفساد؟؟اين كان اباؤنا عندما تم اغراقنا بهجرات قسريه في 48 و67 ومنحوا حقوقاً اكثر منا, حتى اضحينا قله يُشار لنا بالبنان ,في وطن ارادوه يعربي الهوا, اليس ذلك بفساد؟؟ اين كنتم عندما فتحت الابواب على مصاريعها واستقبلنا الملايين بعد حروب الخليج الأخيره وارتفعت اسعار العقار ورخص الانسان,, فسادنا تجاوز حدود المنطق ولم يعد بالامكان اجتثاثه,ما علينا سوى القبول به راضخين, لنستكمل المسيره بأقل الخسائر,, هذا ليس خنوعاً بل تعايشاً لأجل.. ما قبل فتح ملفات الفساد كانت الاسعار نوعاً ما مقبوله, وكان دينارنا بعافيه,في الوقت أصبح الآن مهدداً وقيمته الشرائيه في تراجع, وتكاليف الحياة في ارتفاع, اعتصامات وتعطيل لسير الحياة يومياً ,حراك هنا واضراب هناك وهكذا ,كل ذلك انعكس سلباً على نوعية الحياة,حتى ولو تحقق اليسير من المطالب , فقد خلق غبناً لدى الجميع,, أن سوداوية المشهد وفقدان الأمل في المستقبل أضحى سمه عامه قد تؤدي الى انحلال عناصر الدوله وتآكل لهيبتها وتضائل قدرتها على متابعة المشهد المأساوي بعدما افرغوا (الفاسدين)عهرهم ليلطخوا شرفنا..(وحنا بنتفرّج)يجعلنا اكثر تمسكاً بالابقاء على أعمدة الدوله خوفاً من ان تنهار ولو الى حين..
إن آلية تعاطي الدوله مع هذا الملف القديم الجديد كما مشية السلحفاة خطوه للامام وخطوتين الى الخلف وليس هنالك في القريب ما يجعلنا نتفائل باقصاء الفساد وهو يتلون كما الحرباء ويلبس ويتدثر بثوب الواعظين تارة وبعباءة ابناء العمومة من ابناء العشائر تارة أخرى,ناهيك من ان البعض يتلقى الدعم والمؤازره من خارج الوطن للتسبب بالفوضى لا سمح الله وانجرار الوطن الى آتون الفرقى والاقتتال والتناحر بما يخدم مشروع اسرائيل وبتأييد امريكا ودويلة الغاز المُسال ليكون وطناً شرعياً لسكان دابوق وعبدون من الرؤساء والوزراء المنتهيه صلاحيتهم والعائدين للاجهاز على الوطن والهويه الاردنيه ليكون وطناً للصعاليك والنور وكل فاقدٍ للهويه والانتماء يتمدد وينكمش كما قوانين الفيزياء تارة في دمشق وتارة في الدوحه. لست مخطئاً إن طالبت بالتريث في اقصاء المفسدين فهم يمتلكون مفاتيح الدوله الاقتصاديه, واسرار الدوله ومنهم من مكث لسنوات في الدوار الرابع, وجيّر ما استطاع من اموال الضرائب وبسند قانوني لرصيده في سويسرا وغيرها نهبوا الارض ودنسوا العرض لكن..لا لنقول لهم عفى الله عما مضى بل للانتقال بالدوله الاردنيه أولاً من على حافة الانهيار والضياع الى بر الأمان من خلال اقرار تشريعات وقوانين ناظمه للعمل السياسي والحزبي وانتخابات حره تُفضي الى مجلس نيابي منتخب وبحياديه ,به نثق ليعمل على استقرار الدوله وليرسخ قيم العداله وتكافىء الفرص والهويه الاردنيه وبما يعزز استمرارية النهج في قيام دوله مدنيه تحترم قيمنا وموروثنا الثقافي والديني.. ومن ثم السعي الى تطويق الازمه التي نعيش برفع سوية انساننا معاشياً وتقليص نسب البطالة والفقر, حينها سيتكاتف انساننا مع نظامه ودولته لمحاصرة الفاسدين وتجفيف منابعهم بالمزيد من الولاء والانتماء للارض لا للانسان..لكن ان نبقى نراوح مكاننا في المزيد من الحراكات والاضرابات والمسيرات التي لن تقودنا الى استقرار الدوله بل الى المزيد من الفوضى التي لا تخدمنا اطلاقاً بل يسعى اليها البعض للوصول الى رأس الهرم في دوله ستكون منهكه وتائهه لا موارد فيها ولا امكانات ولن يكون حينها مساعدات الا مقابل التخلي عن سيادتنا وكرامتنا ان بقيت ..والارتماء في احضان من يريدون الويل والثبور لنا فهذا ما نعافه ولا نسعى اليه ان شاء الله ,,لنئد الفتنه فابناؤنا والاجيال القادمه لن تغفر لنا ان فرطنا بالوطن او ساعدنا الغير على الاجهاز عليه...ودمتم




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات