لا بد من إستراتيجية لمكافحة الاتجار بالبشر


لقد بات من الضروري تبني استراتيجية على المستوى الوطني والدولي لمكافحة جرائم الاتجار بالبشر وذلك تجسيدا وترسيخا لمبادئ العدالة الواردة ديننا الحنيف وفي الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وتطبيقا للتوجهات العالمية الهادفة الى التقليل من الانتهاكات والانتقادات التي توجه إلى الكثير من الدول ومنها الاردن في مجال حقوق الإنسان ، وبهدف حماية الإنسان وإعلاء شأنه ، وصون الكرامه الإنسانية للبشر جميعا ، ولتحقيق هذا الهدف يتوجب ان يتم اتخاذ كافة الإجراءات التي من شأنها القضاء على هذه الظاهرة أو الحد منها بشكل تدريجي تمهيدا للقضاء عليها بشكل نهائي ، فان انشاء جهه تتركز مهاما حول اقتراح السياسات ووضع خطط العمل الوطنية وتفعيل القوانين الخاصة بقضايا مكافحة الاتجار بالبشر قد اصبحت ضرورة ملحه.
ان تفعيل وتطبيق مختلف الإجراءات اللازمة لتحقيق المكافحة التي تتم من خلال إصدار التوصيات للوزارات والأجهزة الحكومية المختلفة والمؤسسات والهيئات العامة والخاصة فيما يتعين القيام به ، كأعداد الخطط والبرامج والإجراءات والترتيبات اللازمه لمكافحة مختلف أشكال الاتجار بالبشر ومتابعة تنفيذ تلك الخطط والبرامج والإجراءات ، إضافة إلى إنشاء قاعدة بيانات خاصة بالاتجار بالبشر من خلال جمع المعلومات والبيانات وإصدار النشرات والمطبوعات التي تحتوي على البيانات الإحصائية والمعلومات الصادرة عن الجهات المختلفة سواء كانت هذه البيانات توفر من خلال الجهات الحكومية أو غير الحكومية ، والتي تشير بشكل خاص إلي حالات الاتجار بالبشر من الناحية القانونية أو من خلال البيانات التي توفرها المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية بهدف متابعة ما يتم اتخاذه من إجراءات أو ترتيبات لمكافحة عمليات الاتجار بالبشر.
وتبرز هنا ضرورة التركيز على تعزيز التعاون والتنسيق من اجل تحقيق ألأهداف من خلال وضع التصورات اللازمة لعقد المبادرات ووضع الترتيبات اللازمة للتعاون مع الدول المجاورة ، ومع دول المصدره وحتى دول الوجهة النهائية لتعزيز التعاون وتفعيل التحقيقات وإصدار الإدانات وتدعيم التعاون في مجال تسليم المجرمين ، إضافة إلى التنسيق مع الجهات المختلفة لإعداد وإصدار دليل الخدمات والدعم للأجهزة والجهات التي تعنى بقضايا الاتجار بالبشر كموظفي المنظمات غير الحكومية وغيرها من المنظمات ذات العلاقة من اجل تقديم يد العون لضحايا الاتجار بالبشر ، والتنسيق مع الجهات المعنية المختلفة لتبني إجراءات التثقيف والتوعية للحيلولة دون قيام الموظفين المعنيين من مختلف القطاعات من المشاركة من خلال التعاون لتسهيل عمليات ممارسة الاتجار بالبشر أو مشاركتهم فيها.
ولذلك لا بد من تبني سياسة تدريب وتأهيل الموظفين العاملين في مختلف المؤسسات التي تعمل في مجالات مكافحة الاتجار بالبشر، لإفساح المجال أمامهم للمشاركة الجادة والواعية في تطبيق القوانين ذات العلاقة بمكافحة الاتجار بالبشر، والتنسيق مع الجهات المعنية عبر استخدام القنوات المناسبة لذلك من اجل القيام بحملات توعية للعمال وخدم المنازل ، ولتعريفهم بحقوقهم والتزاماتهم تجاه مستخدميهم وكذلك توعية مستخدمي عمال وخدم المنازل ووكالات الاستخدام بالنتائج المترتبة على انتهاك حقوق هذه الفئة ، أو الإضرار بهم من الناحية القانونية، كذلك العمل على تعزيز التنسيق مع الجهات المعنية لمتابعة وإعداد الإحصاءات والنشرات الإحصائية المتعلقة بتعزيز قوانين مكافحة الاتجار بالبشر وخاصة المتعلقة بالتحقيقات والاعتقالات والمحاكمات والأحكام الصادرة بشأنها.
وتشير التقارير التي باتت تدق ناقوس الخطر من ان هذه المشكلة قد غدت مشكلة يجب أن لا يتم التغاضي عنها ، حيث لا بد من الإشارة إلى أن الاتجار بالأشخاص أصبحت تجارة متنامية في العالم ويزداد تفاقمها يوما بعد يوم لأسباب كثيرة منها الظروف الاجتماعية والاقتصادية غير الملائمة للمرأة والطفل والطلب المتزايد في أسواق الدول المستقبلة لهذه العمالة، ولا بد من الاشارة الى ان جرائم الاتجار بالبشر يمكن ان تندرج تحت الجهود التي قد تؤدي الى تجنيد ألأشخاص أو نقلهم أو إيوائهم أو استقبالهم تحت التهديد بالقوة أو استعمالها أو غير ذلك من أشكال القسر أو الاختطاف أو الاحتيال والخداع واستغلال السلطة وحالة العوز والضعف ومنح أو تلقي مزايا معينة لنيل موافقة شخص ما له سيطرة على شخص آخر، بغرض استغلاله في أعمال غير مشروعة كأعمال الدعارة أو الاستغلال الجنسي أو السخرة أو الخدمة قسراً أوالاسترقاق أو الممارسات الشبيهة بالرق أو الاستعباد أو نزع الأعضاء لأستخدمها أو الاتجار بها هو بمثابة عمليات اتجار بالبشر يعاقب القانون كل من مارس اي من هذه الجرائم.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات