جريمة !!


جرائم متعدده شهدتها المملكة في الاونة الأخيرة يشيب لها الولدان .

احدهم يقتل الأخر ومن ثم يقوم بحرق جثته، ابن يقتل أبيه، أخ يدهس أخته، زوجة تقتل زوجها. مع أن غالبية الجرائم لا علاقة لها بإلاوضاع الإقتصادية او الفكر العشائري من قريب أو من بعيد.

الغريب هو تطور الأساليب الإجرامية والتفنن والإابتداع في خلق أسبابها، كما قلنا في السابق اما على درهم أو دينار أو على زواج وطلاق أو لجهل بمرتبة طلاب جامعيين. النتيجة إشتعال وتيرة العنف وهز المجتمع بكافة صورة.

غالبية أصول المشاكل ذات أسباب تافهة جدا، لكنها تضغط وتتدفق كما بركان يلفظ حممه أكثر اثرا ووجعا للقلب وللنفس من كل ملفات الفساد التي تتكدس بها ادرج المسؤولين وجيوبهم.

دعوات جاهلية تحكم سير البعض تلتبس ثوبا من جاهلية القرن الحادي والعشرين تدعو إلى تقويض أركان المجتمع من خلال الإبداع في إستخدام أساليب العنف وتنويع طرقها والتي كما قلنا لا علاقة لها بالبعد الإقتصادي أو العشائري. فالفقر مثلا لا يدعو رجلا بالغا راشدا إلى قتل ابيه، كما لا تدعوا العشيرة إلى توجيه اخا على دهس اخته !

ماذا يعني أن يتم تجهيز جيوشا من شباب الجامعات الاردنية بهدف ضرب آخرين بإستخدام كافة الوسائل، فقط لان لغة الحوار بين كلاهما غائبه وتسيطر عليها لغة العنف.

المؤسف أن غالبية المشاكل تتطور وتنتقل إلى فعل جرمي يحملها الفرد على ظهرة ليرميها في قلب الجماعة، وتتحول إلى العصبية ثائرية تزيد من جريان الدماء ولا تحد منه أو تمنعه.

يا الله .... هل النفس الإنسانية رخيصة إلى هذه الدرجة، هل رؤية الدم الدافق من الأوردة يزيد العمر، أم أن إفتعال المشاكل يزيد من رجولة الانسان وقوته؟

من منا لم يشهد خاروفاً يذبح بيد الجزار؟ من منا شهد الدم المتدفق كما البركان من اوردته ؟ من منا لم فكر بقيمة الحياة ؟ من منا لم يكره رائحة الدم ومنظر الخاروف الغارق بدمائه ؟

لنقلب الصورة ونعتبر أن الذي يذبح " الجاني " بيد الجزار " الممجني عليه " هو ذات الخاروف، يا ترى ما هي ردة فعلنا على هذا ؟

العنف المجتمعي بكافة أنواعه يزداد بصورة مضطرده، يهددنا كمجتمع، لا علاقة لهذا النشاز بالأوضاع الإقتصادية أو السياسية أو الإجتماعية المزرية التي يعاني منها المجتمع، بل له علاقة بمدى فاعلية ثقافة الانسان وانعكاسها على حياته.

نعم نحن مهددون من الداخل وسلاح التهديد هذا بيد جهال يرعبون المجتمع برمته، وهذا يتطلب من الجميع تحديد الاسباب وايجاد الحلول لمنع انتشار هذا الفكر السوداوي الذي يطرق كل باب في وطننا الحبيب الاردن.

فهل يا ترى نستطيع قيادة المسيرات والاعتصامات والاضرابات تحت عنوان اصلاح المجتمع وتوعيته قبل ان تفتك به يد الجهلاء وتسيطر عليه عقولهم ؟

Khaledayasrh.2000@yahoo.com



تعليقات القراء

د. ابراهيم الريموني
لغة الحوار اساس في تفعيل دور المجتمع المثقف في الشارع الاردني. اما بان لا علاقه لهذه الجرائم بالوضع الاقتصادي لا اتفق معك فيها فمن المعروف بان الاوضاع الاقتصاديه تلعب الدور الاساسي في هذه الجرائم ولا سبيل الى تخفيفها الا براحه النفس والتي تعود في مجتمعاتنا الى الراحه الماليه. حيث أن خلق الطبقيه في مجتمعنا هو المحرك الرئيس لمثل هذه الجرائم.
05-03-2012 05:47 AM
ابراهيم الريموني
منذ خلق البشريه كان العامل المادي هو المحرك الرئيسي للجريمه يا كاتبنا العزيز. فلم يقتل قابيل هابيل ألا لسبب مادي. ولم يخرج ابا البشريه أدم من الجنه ألا للعامل نفسه. فتحقيق المكسب هو العامل المادي الذي يقف خلف كل جريمه كما فعل في بدء الخليقه فكيف بأيامنا هذه حيث الصراع اكبر واقوى ووسائل الهجوم احد واعنف واعتى؟
05-03-2012 05:54 AM
الى الدكتور ابراهيم من خالد عياصرة
بداية شكرا دكتور على تفاعلك .... اتفق معك في ان العامل الاقتصادي له دور في انتشار الجريمة ، لكن هذا الدور استحاله ان يكون عامل يدعو شاب في مقتبل العمر على اجتراج فعل جرمي فقط لمجرد خلاف كما لا يدعو العامل الاقتصادي سين من البشر لذبح اخته فقط لانه شط بامرها ...... نعم العامل الاقتصادي موجود منذ ان خلق الله الكون لكنه في مثل هذه الجرائم التي تعصف بالمجتمع لا يشكل صورة حقيقية يمكن تبرر الفعل الجرمي .....
05-03-2012 11:13 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات