بحوث ودراسات حول تنمية البادية الاردنية


تعاني البادية من قلة الدراسات والبحوث حول واقعها الاقتصادي والاجتماعي والتنموي ، وعلى الرغم من ذلك كله ، فقد قام بعض الباحثين والدارسين وطلبة الدراسات العليا في الجامعات الاردنية ، باجراء بعض البحوث وكتاية رسائل ماجستير للتعرف على الواقع الاجتماعي والاقتصادي في هذه المناطق أي مناطق الريف والبادية ، واعتمدت هذه الدراسات على اسس البحث العلمي ، والموضوعية والنزاهه والحياد واتصفت ياستخدام اسس بحثية وعلمية واحصائية صادقة ، وابتعدت عن التحيز ، وكشفت بمصداقية وشفافية عن هذا الواقع التي تعانية هذه المناطق وسكانها، واننا اذ نشكر هولاء الباحثين لنتمنى من الجامعات الاردنية واقسام الدراسات السكانية وعلم الاجتماع فيها ، ان توجه طلبة الدراسات العليا نحو تلك المناطق مناطق الريف والبادية، واجراء بحوث ميدانية على ارض الواقع ، والابتعاد عن البحوث النظرية المكتبية. وخاصة ان الدراسات العليا تشهد مراجعة وتطوير من خلال تطوير مسار التعليم العالي في الاردن.
وهنا نشير الى ان معظم الدراسات الجادة حول الريف والبادية الاردنية ، اجريت من قبل المستشرقين ، حول العادات والتقاليد، واللهجات العامية، وطقوس الزواج والوفاة، والحياة الاجتماعية والاقتصادية، واصول العشائر، والطرق في تربية الابناء، وطقوس الحصاد والزراعة والغناء والرقص والمناسبات الشعبية، والفلكلور الشعبي ، والامثال الشعبية والحكايا ، وجاءت في كتب رائعة لا مجال لذكرها، وهنا لا زلت اتذكر صديقي المستشرق الفلندي الذي يعد رسالته حول " اللهجات العامية عند البدو " ويتحدث اللهجة البدوية اكثر من اهلها، كما انه ملم باصول العشائر الاردنية اكثر من ابنائها، فاين هي الجامعات الاردنية عن دراسة هذه الجوانب الانثربولوجية عن حياة الناس والسكان في هذه المناطق . ولابد هنا ان نشكر الدكتور خلف خازر الخريشا بجهوده في جمع التراث الشعبي من خلال مركز الدراسات الاردنية في جامعة اليرموك . فلماذا لايتم التركيز على هذه الجوانب السابقة التي تشكل جزء من ذاكرة الوطن وارشيفه ، وتوثيق لمجريات حياة الناس الاجتماعية والاقتصادية والشعبية وابراز الصعوبات التي تواجه الناس في تلك المناطق ،
ونحن نتحدث عن الدراسات التي تناولت الواقع الاجتماعي والاقتصادي حول الريف والبادية، لا بد ان نقف على بعض هذه الدراسات الهامة التي اجريت ، ومنها دراسة حسين العثمان 1992 وهي بعنوان " الخصائص الاجتماعية والاقتصادية لمنطقة البادية الشمالية التنموية في الاردن واسلوب تنميتها" وهي رسالة ماجستر اعدت في الجامعة الاردنية ، وهدفت الى التعرف على الاوضاع الاجتماعية في المنطقة ,والتعرف على الخصائص الاجتماعية والديموغرافية والاقتصادية ,وكانت النتائج التي توصلت اليها الدراسة :ان الخصائص الاجتماعية والسكانية تشكل حاجزا امام التنمية مثل :كبر حجم الاسرة ،استمرار اتجاهات أرباب الأسر نحو تفضيل حجم الاسرة الكبير ،نسبة الامية مرتفعة بين الجنسين ،الاتجاهات السلبية لأرباب الأسر نحو تعليم المراة ،تدني معدلات الدخل ،انخفاض مشاركة المراة في قوة العمل ،اشارت نتائج الدراسة الى دور المؤسسة العسكرية في تامين العيش الكريم لنسبة غير بسيطة من الاسر ،واعتمادها على التقاعد كاحد مصادر الدخل.

واعد محمد معيش الدماني(1995)، دراسة بعنوان " الواقع الاقتصادي والاجتماعي لمنطقة البادية الجنوبية "، وهي رسالة ماجستر قدمت في الجامعة الاردنية ، والهدف الريئسي هو:دراسة الاوضاع الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والخدمية الراهنة وتحليلها في منطقة البادية الجنوبية ، وخلصت الدراسة الى ان بعض الخصائص الاقتصادية لها تاثيرات على عملية التنمية في منطقة الدراسة كارتفاع معدل الاعالة ،انخفاض الدخل ،ارتفاع نسبة البطالة ،انحصار المهنة في الوظائف البسيطة ذات الاجور المتدنية والتي لاتحتاج الى مهارات عالية، كما توصلت الدراسة الى ان لبعض العوامل الاجتماعية والديموغرافية تاثيرات سلبية على عملية التنمية في المنطقة كانخفاض مستوى التعليم وكبر حجم الاسرة ،وتعدد الزوجات وتفضيل حجم الاسرة الكبيرة ،كما توصلت الدراسة الى ان لبعض الاتجاهات الثقافية تاثير سلبي على العملية التنموية في المنطقة من حيث ممانعة تنظيم النسل،والنظرة الى المراة ،انخفاض مستوى تعليم المراة ،والزواج من الاقارب ،تفضيل تعليم الذكور على الاناث،و توصلت الدراسة الى ان المنطقة تعاني نقصا شديدا في بعض الخدمات الاساسية من الهاتف ،والخدمات الصحية،والخدمات التعليمية،خصوصا التعليم المهني ،ونقصا اقل في خدمات المياه والكهرباء ،كما توصلت الى اخفاض مؤسسات العمل التطوعي والاجتماعي في تنمية المنطقة .وخلصت الدراسة الى وجود دور ايجابي للمؤسسة العسكرية سواء في الاسكان او في المهنة او التامين الصحي اضافة الى التعليم (مدارس الثقافة العسكرية).
واخيرا توصلت الى ان الاقبال على المشاركة النيابية يقوم على اساس عشائري وليس على اساس حزبي ،والى تفضيل الحل العشائري لحل المنازعات على الحل الرسمي .
كما اجرت رحاب الحنيطي(1996)دراسة بعنوان ، "العوامل المؤثرة في استقرار البدو في منطقة وادي عربة"، وهي رسالة ماجستير قدمت في الجامعة الاردنية، وهدفت الدراسة الى التعرف على اهم الخصائص الديموغرافية والاقتصادية والاجتماعية للسكان في وادي عربة،وتوصلت نتائج الدراسة الى ما يلي :ان العوامل المؤثرة على استقرار البدو في وادي عربة كانت عوامل مقصودة تمثلت بالجهود الحكومية من خلال توفير الخدمات والمشاريع ،وعوامل غير مقصودة والتي شملت العوامل البيئية الموجودة في المنطقة ,اما المعوقات في المنطقة فهي :عدم الاستقرار،ارتفاع الامية ،تدني مشاركة المراة في القوى العاملة ،وتدني مستوى الدخل.

كما اجرى صالح كساسبة(2003) بحثا بعنوان " البرامج المفضلة للتنمية في وادي عربة" ,هدف البحث التعرف على ظروف المنطقة ومواردها ،والخصائص الاقتصادية والاجتماعية للسكان فيها ، والتعرف على المشكلات التي تواجه السكان في هذه المنطقة ، والتعرف على برامج التنمية التي يقترحونها لتحسين اوضاعهم وحل مشكلاتهم ، اما نتائج الدراسة فكانت كما يلي :يعاني السكان من نقص بعض الخدمات واهمها: الفقروالبطالة ومشكلات الزراعة والحيوان والخدمات الاجتماعية والبيئية.

ان هذه الدراسات والبحوث التي اجريت حول الواقع الاجتماعي والاقتصادي لمناطق الريف والبادية، واعلم ان كثير من الباحثين في جميع الجامعات الحكومية ، اعد دراسات مماثلة ، لكن رغم ذلك كله فهي قليلة ، ويجب ان يتم التوسع في معالجة هذه القضايا المعقدة والتحديات التي تواجه ابناء الريف والبادية ، كقضايا التنمية السياسية ، والحركة الشبابية والرياضية ، وقطاع المرأة والطفولة ، والتثقيف الصحي ، والجمعيات الخيرية ، والمشاركة الشعبية ، وتدني نسب النجاح في الثانوية العامة، والفقر والبطالة والزراعة ، والثروة الحيوانية ، والتخلف التنموي ، والعمل الخيري التطوعي، وقضايا التصحر ، والعناية يتاهيل الكوادر البشرية، وجمع وتحقيق التراث الشعبي ، والاهتمام بالفلكلور الشعبي وغيرها من القضايا المعقدة والكثيرة في الريف والبادية الاردنية.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات