يوم الجمعة الماضي تلقيت دعوة كريمة من مديرة مركز الأميرة بسمة للتنمية البشرية في محافظة عجلون الآنسة علا السواعي ، وذلك لحضور مسرحية "لجان التفتيش" التي يقدمها مشروع "آرام للمسرح التوعوي" وتشرف عليها الممثلة الأردنية "جوليت عواد" والمسرحية باختصار للأطفال ، لذلك لم أتوانى عن تلبية الدعوة وهي تحكي قصة غابة يتدخل البشر فيها للتفرقة بين "الحيوانات" التي كانت تعيش بسلام بهدف الاستيلاء عليها من خلال "لجان التفتيش".
المركز الذي تديره الآنسة علا يقع في قرية الوهادنة في عجلون ، وهي منطقة ينتشر فيها شجر الزيتون الروماني وهي مطلة على شمال الأغوار الأردنية والفلسطينية ، لم يستطع يومها الضباب أن يحجب لحظة ابتلاع تلال فلسطين لشمس المغيب، كما لم يمنع التغييب والتهميش لتلك القرية إنسانة مثل علا السواعي من تأكيد قدرة الخالق سبحانه وتعالى على الخلق من العدم بإثبات ما تستطيع القيام بهِ بأشياء بسيطة أنتَ كبشر.
وهناك قمنا بجولة للتعرف على المنطقة بصحبة زهراب مصور الملك المرحوم حسين بن طلال ، قبل مدخل القرية هناك لوحة إرشادية تتبع للجنة الملكية لأعمار مساجد ومقامات الصحابة ترشدك إلى مقام الصحابي الجليل عكرمة ابن أبي "جهل" وللحق شد انتباهي كيف أن عكرمة هذا الصحابي الجليل الذي تصدّق في إسلامه بضعف ما أنفقه في كفره وبادل العداء لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعهد الجهاد حتى لقي الله شهيداً كل هذا لم يشفع لهُ من لقب "ابن أبي جهل" ... أليس ذلك غريباً ، شعرت بحياء شديد وأن هناك خطأ ما وقعت فيه اللجنة وعند سؤال الأصدقاء من أهل العلم تبين أن الأمر طبيعي فهو فعلا ابن أبي جهل ... شرحوا لي كثيراً وأنا التزمت الصمت ليس اقتناعاً وإنما لعجزي عن أقناعهم، وسؤال يرفض أن يغادر مخيلتي مفاده " لو كان الرسول صلى الله عليه وسلم بيننا هل يرضى أن ننادي أحد صحابته بأبغض الأسماء لديه؟!"
ربما أن هناك هدف آخر للجنة الأعمار ورسالة للفاسدين مفادها أن الأردنيين لا ينسوا الإساءة ... حتى ولو كانت من آباء الصحابة ، ولمن يراهن على فاعلية نقص فيتامين ب 12 لدى الأردنيين في محاربة الفساد نقول : لم ننسى أن عكرمة الصحابي الجليل الشهيد رضي الله عنه هو من "ولاد أبو جهل".