دائما نقول أن الارقام هي المؤشر المنطقي الوحيد للقبول بالحقائق بكل جراءة دون أية مواربة ، وقدرتنا على قرائتها كما تطرح هي مقياس لتعاملنا مع الحقيقة وإن كانت مؤلمة ، عندما كان يحضر إبني نتائج إمتحاناته وأسئله عنها يقول لي حصلت على 23 من 30 في الامتحان أقول له بكل بساطة أين ذهبت السبع علامات المكملة للثلاثين لأنه من المهم أن نعرف اين الخطأ في عدم الوصول للرقم كاملا أو قريب من الكمال .
وفي تقرير بيوماتريكس عن مستوى الجامعات العربية وترتيبها بين الجامعات العالمية ككل ، ظهرت نتائج أخذ الاعلام الأردني منها ما يريد وألقى بالباقي في البحر ولم نكن جرئين في التعامل معها ، فمثلا برزت الجامعة الأردنية في الترتيب الأول أردنيا والثالث عشر عربيا ولم يعلنوا إعلاميا عن ترتيب بقية جامعاتنا الوطنية من مثل أن ترتيب جامعة العلوم والتكنولوجياعربيا هو 18 وعالميا 1594 والجامعة الهاشمية 23 عربيا وعالميا 1921 وجامعة البلقاء ترتيبها عربيا هو 42 وعالميا 3116 وجامعة مؤته 53 عربيا وعالميا 3879 وجامعة الأميرة سمية 65 عربيا وعالميا 4481 وجامعة أل البيت عربيا رقم 92 وعالميا 5753 الجامعة الاردنية الالمانية عربيا رقمها 79 وعالميا 5233،و تبقى ثلاثة جامعات حكومية لم تظهر في ترتيب المائة جامعة الأولى عربيا ، بينما الجامعة رقم واحد عربيا ورقم 214 عالميا هي جامعة الملك سعود في الرياض ؟.

وسؤالي هنا لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي هو نفس سؤالي لإبني أين ذهبت بقية الدرجات في الترتيب المكملة لوصولنا لرقم واحد أو رقم أثنين عربيا ؟ ، واين ذهبت الارقام التي بخانة المئات أو الألوف التي تفصلنا عن رقم خمسمائة ودون في الترتيب العالمي ؟ ، وهنا ربما حلمي كبير ولكن لاشيء يمنع الانسان من الحلم سوى الموت ! ، ولنكن صريحين مع أنفسنا ولانخاف الإعلان عن الارقام لأنه من خلالها نعرف أننا بحاجة للكثير من الجهد للوصول لرقم 1 عربيا على الأقل كبداية ، والذي يزعل من هذه القراءة للأرقام بخلاف ما أظهر الإعلام الأردني عليه أن يشرب من بحر العقبة .