الدور الصهيوني في تفتيت الفدرالية اليوغوسلافية (مذكرات ليست شخصية)


كان لا بُدَّ لي , وأنا أطالع العديد من المقالات التي تشير إلى الشبه الوطيد بين ما جرى ليوغوسلافيا وما يحدث الآن في سوريا أن أقوم بنشر القصة الكاملة لانهيار الفيدرالية اليوغوسلافية والتي كان الفساد أهم أسباب ذلك الإنهيار. فقبل حدوثه بثلاث سنوات حاولت نشر حلقاتٍ كتبتها بعنوان ( يوغوسلافيا : فيدرالية الجمهوريات الست المتدهورة ) لكنها لم تر النّور بسبب العلاقات الودية للدول العربية مع زعيمة منظومة عدم الإنحياز. ومن أهم أسباب انهيارها تأسيس جمعية الصداقة الصربية الإسرائيلية بمعزل عن القرارات الفيدرالية المؤيدة للقضية الفلسطينية والمطالبة بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كشرط مُسبق لإقامة أية علاقات مع إسرائيل. جاء ذلك بالتزامن مع دعوة ( أليكسندر برليا ) ألصهيوني المعروف الذي تزعم الديبلوماسية الصربية وكان يرأس تحرير صحيفة السياسة التي دعت إلى تنقية الجيش أي اقتصاره على الصرب واليهود.

تلك الصحيفة التي احتضنت نشاطات الحركة الصهيونية حتى قبل إعلان الكيان الصهيوني دولة. وكانت الجاسوسة (يوفانكا لازيتش) التي حملت إسم( جيني ليبْل ) لتلتحق كمراسلة للصحيفة في باريس ومن ثم لتستقر في مدينة حيفا ولتعود لممارسة نشاطاتها بالتزامن مع زيارات زوجة شامير لبلغاريا . وكانت يوفانكا تُنسق مع الصهيوني ازْلاتكو بلايير الذي كان يرأس تحرير صحيفة فيتشير - ألمساء - المقدونية.
ولعل صدور كتاب (( كوسوفو وميتوهيا )) بغلاف يحمل صورة النجمة السداسية وتحريف كامل للتاريخ , إنما صدر في مرحلة محاكمة الزعيم الكوسوفي وقتئذٍ ( عظيم فلاسي ). كان بمثابة الإشارة الواضحة إلى التأييد الصهيوني للسياسات الصربية القذرة تجاه سكان الإقليم الذي أضحى الدولة القبل أخيرة في الحداثة في أروقة العالم فقد لحقته جمهورية ( مونتينيغرو ) باستقلالها عن صربيا.
وفيما كان المقبور القذافي يسعى لتدبير انقلاب عسكري في يوغوسلافيا عن طريق الجيش كان الصهاينة المتنفذون في قيادته يتجسسون على العراق .
وما يجدر ذكره هنا , هو أن هتلر عندما غزا يوغوسلافيا في الحرب العالمية الثانية ( وقد كانت ملكية صربية - كرواتية - سلوفينية ) إنضم الكروات والسلوفان الكاثوليك لصفوف قواته الغازية فيما اصطفَّ الصهاينة إلى أعدائه الصرب الأرثوذكس والذين هم العين المتقدمة لروسيا في البلقان. وعندما انهزم هتلر إنتصر الصهاينة.
وهذا ما يفسر لنا بوضوح المحاولات الصربية لإعادة القُطبية الروسية على الصعيد العالمي.
لعب الصرب دوراً داعماً في المجازر الذي نفَّذها الروس عامي ( 1886- 1888) بحق الشيشان والشركس وغيرهم من مسلمي القوقاز , وجرى ذلك بمشاركة الصهاينة الذين أضْحَوْا الحلفاء الإستراتيجيين للأرثوذكس وهنا تكمن الإجابة عن سرِّ التحالف الكرواتي الكاثوليكي مع البوشناق المسلمين في حرب البوسنة والهرسك, والتي قد تندلع في أيَّة لحظة.

أخذت الهوة تتسع بين الأوساط الشعبية والقيادة الفيدرالية المتمثلة باللجنة المركزية لعصبة الشيوعيين اليوغوسلاف ويصف الدكتور فاسيل توبوركوفسكي عضو القيادة الفيدرالية هذه الفجوة وهذا الابتعاد سيسارعان في انفصال الجمهوريات اليوغوسلافية .وفي ذات الوقت أخذت الحركة الشعبية من أجل جمهورية كوسوفو تحث المواطنيين الألبان على العمل لتحقيق هذا الهدف وعمت مظاهرات الألبان مختلف المناطق التي يقطنونها في إقليم كوسوفو وجمهوريتي مقدونيا وصربيا وشوهدت أعنفها بتاريخ 29 -1 1990 في مناطق (( بودو يغو )) , (( غتيلياني )), (( أوروشيفاتس )) ,(( ليبليان )) وغيرها. وفي (( غتيلياني )) و (( غلوغو فاتس )) دوّت اصوات الاعيرة النارية وقام المتظاهرون بمهاجمة مقر عصبة الشيوعيين في (( ليبليان )) وتظاهر أكثر من ثمانية آلاف شخص في (( ماليشيفو )) ,وأخذ الجيش الفيدرالي يرسل وحدات إضافية لبدات (( أورشفاتس )), (( بودو يغو )) ,(( كوسوفسكا كامينيتسا )), (( فيتينا )), (( فوتتشيترن ))و (( بريزدين )) في ذات الوقت أعلن اكثر العمال الألبان إضرابهم وأغلقوا محلاتهم الخاصة في بلدات (( غنيلياني )) ,(( أوروشوفاتس )) و(( بيك )). ستة من المتظاهرين تُوُفّوا في (( زوراخوفاتس )), (( بيك )) و (( سوفا ريكا )), وظلت هذه الأحداث تتواصل طيلة تلك الفترة والمتظاهرون الألبان طالبوا فيها بالديموقراطية وبجمهورية كوسوفو, وعلى مدار تلك الأشهر كانت عصبة الكوسوفو الديموقراطية تطالب بإلغاء حالات الطوارىء التي كانت تفرضها القوات الصربية على المناطق. .
حدث ذلك في الوقت الذي تواصلت فيه جلسات محاكمة الزعيم الألباني المعروف عظيم فلاسي. وفي الجلسة التي تم عقدها بتارخ 29 -1- 1990 طالب محامي الدفاع عنه الدكتور (( رايكو دانيلوفيتش )) تأجيل المحاكمة ريثما تهدأ الأوضاع التي تشهدها مختلف المناطق في الإقليم, وهي امتداد لأحداث مشابهة وقعت عام 1989 وقالت هيئة المحكمة إن فلاسي طالب بنقل محاكمته الى جمهورية مقدونيا متهماً القيادة الصربية بممارسة ضغوط على السلطة القضائية في (( تيتوفا ميتروفيتسا )) حيث كانت تجري محاكمته لإدانته. وفي نفس اليوم 29 -1 -1990 صرح رئيس برلمان جمهورية (( سلوفينيا )) السيد (( دوشان شينيغوي )) إن وزير داخلية جمهورية سلوفينيا تلقى أمراً من البرلمان يقضي بضرورة مغادرة جميع الشرطة السلوفان من إقليم كوسوفو حتى الخامس من شباط كحد أقصى. وإثر هذا التصريح وعلى الفور إتهمت القيادةالصربية جمهوريتي سلوفينيا وكرواتيا بإثارة القلاقل في كوسوفو وقبل يومين من هذا الموعد شوهدت أعنف المظاهرات في (( كلينا )) و (( بيك )) .وفي ((بودويغو )) سار أكثر من أربعة آلاف شخص في تشييع جثماني اثنين من البلدة سقطا بالنيران الصربية في حين قُتل ستة آخرون منهم ثلاثة في بودويغو واثنين في (( ليبليان )) وواحد في (( غنيلياني )) وأصيبت فتاة من (( ليبليان )) بجروح خطيرة وذكرت الأنباء إن مجزرة حقيقية وقعت في (( ماليشيفو )) .
واعترف رئيس الوزراء الفيدرالي (( آنتِة ماركوفيتش )) بأن الأوضاع في كوسوفو تزداد سوءاً, وفي يوم الخميس الموافق 1 -2- 1990 قالت وزيرة الإعلام في كوسوفو (( غوفانكا ميلويفيتش )) إن عدد القتلى بلغ 18 وجُرِح 54 من المواطنين و44 من رجال الشرطة في ذلك اليوم , واحتشد المتظاهرون في مدينة (( بريشتينا )) عاصمة إقليم كوسوفو لينطلقوا من أمام منزل (( ييغولاه كوتشي )) وهو شرطي ألباني قتله الصرب وأغلقوا الطريق من (( بريشتينا )) باتجاه (( أوبيليتش )), وأعلن الصحافي الشهير (( فيتون سوروي ))عن بيان قام بصياغته ووقع عليه مئات الآلاف من الألبان يطالبون فيه بالتعددية الحزبية وإجراء انتخابات حرة. .
وبتاريخ 3 -2 -1990 قضى أكثرمن ألف مواطن ليلتهم داخل وسائل النقل . وفي الصباح إحتشد ألفا مواطن أمام مدرسة (( 8 نوفمبر )) بلدة بودويغو وظلوا يقذفون سيارات الشرطة بالحجارة وهم يتجهون لمركز البلدة واندلعت مسيرات أخرى بشارع (( الاخوة والمحبة )) في العاصمة (( بريشتينا )) وكذلك في منطقة (( فرانييغاتس )) وطالب متظاهرون في (( تيتوفو )) بإطلاق سراح عظيم فلاسي. وفي اليوم التالي تجمّع أكثر من أربعين ألف ألباني في مسيرة تشييع جثمان (( فاديلي تالا )) واتجهوا إلى مقبرة قرية (( ليتانتسي )) .
لقد فشلت القيادة الصربية في الحصول على تأييد لسياستها القمعية تجاه الألبان من جمهورية (( مونتينغرو )) أو (( الجبل الاسود )) . وعلى العكس من ذلك فقد لحقت جمهورية كرواتيا بجارتها سلوفينيا بقطع جميع العلاقات مع (( صربيا )) بما فيها الاقتصادية ووصل الحد ان ترفض قياديتيهما دفع مستحقاتهما للجيش الفيدرالي..
وهنا أخذ التحالف الصربي الصهيوني يزداد ازدياداً ملحوظاً. وحسب القائمة رقم 13 الواردة في صفحة رقم 461 تجد في كتاب اليهودية وإسرائيل إن عدد اليهود في مدينة بلغراد بلغ 1500 عام 1976 في حين بلغ عددهم في (( سوبوتيتسا )) 250 (( سراييفو )) 1100 (( نيش )) 2000 و (( زاغرب ))1200 وفي القائمة رقم 1 الواردة في صفحة رقم 454 نجد أن عدد اليهود في يوغسلافيا بلغ 68000 عام 1939 وسبب هذا التناقض هو الهجرة إلى إسرائيل ليبلغ 4000 عام 1961 حسب القائمة رقم 2 من نفس الصفحة. ووصل عددهم 6000 كما ورد في القائمة رقم 4 صفحة رقم 455 عام 1976 ويقول الصحفي (( تيوفيل بلاجيفسكي )) إن السياسة الصربية أخذت تلعب دوراً مهماً في مساندة الإستراتيجية الصهيونية إذ أن معظم شقق بلغراد الجديدة غير مأهولة بالسكان لأنها تنتظر قدوم يهود من دول حلف وارسو المنهار, لتتم عملية نقلهم إلى الكيان الصهيوني, واتهم بلاجيفسكي الكاتب الصهيوني الامريكي (( مايكل فرينتشمين )) بأنه يحشد تأييداً إعلامياً لصربيا على خلفية ما نشره في التايم الأمريكية. .
وهكذا ، إنعكست الأوضاع في إقليم كوسوفو على بقية مناطق الفيدرالية ووصل الحد أن يطلب الشباب المقدون تسييس الجيش في المؤتمر العاشر والأخير لعصبة شيوعيي مقدونيا كما ورد في صحيفة المساء الصادرة بتاريخ 28 \ 11 \ 1989 . بل وطالب أحد المؤتمرين وهو (( توني بوبوفسكي )) بأن يُكتب في وثيقة العصبة بأن عصبة الشيوعيين تحارب من أجل السلطة واستنكر (( فاسيل كوستويتشينوفسكي )) تَدَخُّل العصبة في الحكومة. وقدّم (( ليوبتشو يوردانوفسكي )) عضو لجنة التوثيق البرامجي في العصبة رأيه بشأن العصبة فهي أي العصبة حزب طبقيّ وبناءً على ذلك فإن عليها أن تقاتل من أجل الغنى والرفاهية وليس من أجل إلغاء الطبقات . ولم تتوقف الإنتقادات بحق عصبة الشيوعيين , فالمعلمة (( نوفيتسا ستويانوفيتش )) وهي من بلدة (( تيسليتش )) قالت في المؤتمر العاشر والأخير لعصبة شيوعيي جمهورية (( البوسنة والهرسك )) والذي عقد بتاريخ 7 \ 12 1989 (( أية إشتراكية هذه التي نعيش فيها ، إنها رفاه للبعض وبؤس للآخرين )) . وقال (( روبرت فازيكاش )) إنه يوجد طالب واحد فقط من مدارس سراييفو الثانوية داخل العصبة التي ينتمي إليها طلاب الجامعات بصعوبة ، لقد كانت إشارة هذا المؤتمر علامة إستفهام ملونة بعدة ألوان وبجانبها علامة تعجب حمراء نقية. .
وبتاريخ 11 \ 12 \ 1989 عقدت عصبة الشيوعيين الكروات مؤتمرها الحادي عشر والأخير ليقول فيه (( ستيبي أوريشكوفيتش )) إن عدد الأعضاء المنتسبين للعصبة من كليات الطب تناقص إلى عشرة أعضاء فقط بعد أن كانوا 460 عضواً في العام الذي سبقه. .
ووصف (( مليوكليبو )) الأوضاع التي تعيشها كرواتيا بأنها مشابهة لمثيلاتها عام 1971 . ومن جهته إتهم (( بوريس ميكليتش )) عضو اللجنة المركزية لعصبة الشيوعيين اليوغسلاف النمسا وكندا بدعم المعارضين للعصبة وقال بأن العريضة التي وقع عليها مئات الآلاف مطالبين بالتعددية الحزبية جاءت بعد اللقاء الذي تم بين القيادتين الكرواتية والسلوفانية والذي تم عقده قبل يوم واحد من المؤتمر وفيما كان المؤتمرون يتداولون في جميع الأمور والأوضاع ، كان المتظاهرون يحيطون بالمبنى ويرفعون فوق رؤوسهم الشعل المضيئة مطالبين العصبة بالخروج من الساحة السياسية فيما أعلن ثلاثة من كبار المثقفين الكروات وهم (( برانكوخورفات ))، (( رايغان شيبير )) ، و (( دوشان بيلاتجيتش )) أن عصبة الشيوعيين هي نقيضٌ للديمقراطية مما أعاد إلى الأذهان أحداث عام 1971 السوداء. .
وبتاريخ 15 \ 12\1989 عقدت عصبة شيوعيي صربيا مؤتمرها الحادي عشر والأخير ليصرح فيه (( نيكولا ترينوفيتش )) : أن يوغسلافيا تأسست بتاريخ 1 \ 12 \ 1918 في إشارة واضحة إلى صربيا الكبرى التي ظلت المهيمن الأكبر طيلة عهد الملكية اليوغسلافية والتي سبقت تأسيس الفيدرالية التي نتحدث عن انهيارها وقد رد (( رادي ميلوسار فليفيتش )) على (( منينو بودروجيتش )) الذي احتج على المطالبين بالتعددية الحزبية واصفاً الواحد منهم وهو يقدم هكذا طلب كما لو يسمح لزوجته بزوج آخر بقوله : ( من حق زوجتي ذلك طالما كنت مقصراً معها . وهذا هو حال العصبة بالنسبة للشعب ). ..... !
ولتخطيطها لمسيرة السلام التي كان من المقرر أن ينطلق بها الصرب المقيمون في جمهورية سلوفينيا بتاريخ 1 \ 12 1989 , إنتقدت القيادة السلوفينية التي ألغت المسيرة وأكدت تصميمها على منعها مخططات صربيا . وبعد ذلك ، تم عقد المؤتمر الرابع عشر لرابطة شيوعيي يوغسلافيا لينسحب منه السلوفان ويغادره الكروات لاحقاً , ويؤول إلى الفشل ولعل ما أسلفنا ذكره عن المؤتمرات الفرعية للجمهوريات كانت بمثابة المقدمة لفشله ... لتقع يوغسلافيا في شلالات دموية لن تنتهي إلا بإعادة ترتيب الحدود الداخلية لقومياتها. فيوغسلافيا المنهارة كانت قد رسمت حدودها الخارجية ووقعت معاهدات مع جاراتها , ولكنها لم ترسم الحدود الداخلية بين جمهورياتها .
كان (( بايرام تاشي )) الذي يكتب في صحيفة (( ريلينديا )) قد نشر عرائض تأييد واسعة للزعيم الألباني (( عظيم فلاسي )) أثناء محاكمته وقال عن الأوضاع التي تشهدها المناطق الشمالية الغربية اليوغسلافية لتعتبر دليل واضح على قوة الإنفصاليين الصرب التي ظهرت في مدن (( بلغراد )) ، (( نيش )) ، (( كراغو ييفاتس )) ، (( كراليفو )) وغيرها , والذين هدفوا من خلال مسيراتهم التي شهدتها هذه المناطق الضغط على القيادة الفيدرالية لإحداث تغييرات بشأن إقليم كوسوفو وقد جاء في بينة الدفاع الخطية التي قدمها (( فلاسي )) إلى رئيس المحكمة (( عصمت عمر )) إن المسيرات الألبانية هدفت إلى إقالة ثلاثة من زعماء الإقليم وهم (( رحمن مورينا )) ، (( حسام الدين عظيمي )) ، و (( علي شكري )) ليس لأنهم موالون للصرب بل لأنهم عاجزون عن حل المشكلات الإقتصادية. .
وأعلنت جمهورية سلوفينيا إستقلالها عن الإتحاد الفيدرالي اليوغسلافي ، ولحقتها جمهورية كرواتيا . لتندلع الحرب على الفور في إقليم (( كرايينا )) الكرواتي ذي الأغلبية الصربية وفشلت جهود الرئيس البوسني (( علي عزت بيغوفيتش )) ونظيره المقدوني (( كيرو غليغوروف )) والتي هدفت للوصول إلى صيغة إتحادية جديدة من دول ذات سيادة .
ويقول المستشرق المقدوني (( أليكسندر تشاكاريبتش )) إن اللوبي الصهيوني لعب دوراً كبيراً في إحباط هذه الجهود لأن اليهود باتوا قلقين من تنامي الصحوة الإسلامية مذكراً بإحراقهم للمسجد في مدينة (( بيتولا )) عام 1982 و (( بزاغرب )) عام 1987 .
ويظل المقدون فلسطينيو البلقان ومقدونيا فلسطين البلقان ترفض جميع المحاولات اليهودية لتشويه صورة البطل العربي المسلم . وفي هذا الصدد كتبت فلسطينتاي لأقول فيها ( (( لقد
كان قدومي إلى جمهورية مقدونيا قضاءً مقضيّا )) ) . هكذا بدون خطة أو دراسة مسبقة , ولربما أن أمواج المتوسط التي كانت تداعب قلمي طيلة فترة طفولتي المشردة هي التي نقلتني إلى هنا, حيث نهر (( فاردار )) الذي قال فيه بسمارك : (( من يسيطر على وادي نهر فاردار فقد أصبح سيداً على شبه جزيرة البلقان )) لأنه يوصل بين كل دول وسط وغرب أوروبا ودول الشرق الأوسط ومقدونيا مطلة كذلك على بحر إيجة الذي هو إمتداد للبحر الأبيض المتوسط .
وفي السابع عشر من أيلول عام 1982 وصلت إلى فلسطين البلقان وهو إسم آخر يطلق على مقدونيا التي تحتل اليونان القسم الأكبر من أراضيها والذي يطل على بحر إيجة وهو ما يسمى حاليا (( بمقدونيا الإيجية )) . وتحتل بلغاريا قسماً آخراً هو المحاذي لجبال (( بيرين )) وهو ما يسمى حالياً (( بمقدونيا البيرينية )).
فلأصحاب الأقلام التي تُقارب بين النّموذجين , أرى أن عليهم أن يؤكدوا على العداء الروسي للمسلمين تاريخيّاً ويشاطرهم النظام السوري الطائفي عدائهم هذا. ولولا إشارته الخضراء بالإشتراك مع حليفته إيران لكان أمر سقوط نظام طالبان في أفغانستان ونظام صدام في العراق أكثر صعوبة وتعقيداً على الغزاة.




تعليقات القراء

انتا
انتا

ليش

مغلب حالك

ما حدا

يقري
27-02-2012 09:55 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات