هذا الصراع بسبب لجان التحقيق في قضايا الفساد الكبرى كالفوسفات والميناء وموارد والكهرباء وغيرها ...وسبب الصراع أيها المواطن أن تلك اللجان قد توصلت لحقائق مذهلة وصادمة وفيها إدانة لرؤوس كبيرة كان لهم الدور الواضح في تلك القضايا ...وفجأة تخرج مجموعة كبيرة من نواب المجلس لتقاتل وبإصرار عجيب غير مبرر من أجل حل تلك اللجان على أساس أن هناك جهات أخرى مختصة غير المجلس يمكنها أن تنظر في تلك القضايا...كلمة حق يراد بها باطل والغاية تمويت تلك القضايا الهامة...مذكرين هؤلاء النواب أن من أهم واجبات المجلس هو الرقابة على أداء الحكومة ومحاسبتها باسم الشعب الأردني.
وبصراحة هذا الاندفاع والقتال غير المبرر والصراخ كما حدث في جلسة الأربعاء من خلال التصويت على حل تلك اللجان يدفع باتجاه إثارة الشكوك وطرح التساؤلات الكبيرة عن سبب حرص هؤلاء النواب على حل تلك اللجان وعدم استكمال تحقيقها الذي قطعت به شوطا مهما الغريب في الأمر أيضا أن الحكومة ليست متعاونة مع تلك اللجان, ولم تستجب لمطالبهم بشأن تزويدهم بالوثائق المطلوبة كما صرح بذلك النواب أعضاء اللجان....هذا الصراع يبين الآتي:
1- أن في المجلس نوابا لا نشكك بوطنيتهم أبدا بل وتبين أنهم رجال يستحقون كل الاحترام والتقدير بسبب موقفهم الوطني المشرف وإصرارهم على المضي قدما بتلك التحقيقات من أجل كشفها للأردنيين غير آبهين بالضغوط الهائلة التي يتعرضون لها من داخل المجلس وخارجه وأذكر على سبيل المثال أسماء بعضهم...النائب الوطني وصفي الرواشدة...والنائب الوطني حمد الحجايا...والنائب الوطني د. أحمد الشقران...والنائب الوطني د. موسى الشياب ..والنائب الوطني د. محمد زريقات ...وغيرهم من أعضاء اللجان الثابتين على مواقفهم من أجل الوصول لكامل الحقيقة رغم كل شيء ...ولا ننسى بالطبع النواب الذين يؤازرونهم ويصرون على إكمال عمل اللجان وعدم حلها فكل الاحترام والتقدير لهم أيضا.
2- الاستغراب والاستنكار الشديد من النواب الذين بذلوا جهودا جبارة من أجل حل تلك اللجان... وعلينا أن نسألهم لمصلحة من يفعلون ذلك ولماذا تدفعون باتجاه حلها...؟ وفي حلها كما تعلمون تفريطا بحقوق الشعب الأردني الذي منحهم صوته وثقته حتى مع التزوير الذي كان, وعليهم أن يثبتوا للشعب لا لسواه مبررات ما فعلوا كي يبرؤوا ذممهم أمام الله أولا, ثم أمام الشعب الذي لن ينسى موقفهم هذا, بل والغريب في الأمر أن بعض هؤلاء النواب بدأ يطالب بحل المجلس أيضا ففيه الخلاص من كل تلك التركة الثقيلة ...شي بجنن والله يا نواب الشعب...؟؟؟؟؟؟؟؟
3- على الشعب الأردني أن يقف ويدعم النواب الشرفاء الذين آثروا مصلحة الشعب من خلال بقاء تلك اللجان واستمرار عملها إلى أن تنتهي التحقيقات وتنكشف كامل الحقائق لتحال بعد ذلك إلى القضاء؛ ليأخذ كل جزاؤه على تفريطه بالأمانة التي وكل بها و ليتعرف الشعب على من فرط بخيرات الأردن ومقدراته ليتم بيعها بطرق غير دستورية بأبخس الإثمان... بحجة الخصخصة والتحول الاقتصادي... وعلينا أن نشدَّ من أزرهم ونشحذ هممهم فنفس الرجال يحي الرجال حتى يواصلوا المشوار, وأن لا يتوقفوا بسبب تلك الضغوط والزوبعة التي يثيرها المستفيدون والمتورطون من أجل تغييب الحقائق وضياع الحقوق, وإلى أن تظهر الحقيقة كاملة نقول لكم: تذكروا أن الحياة مواقف والتاريخ لن يرحم أحدا فاختاروا الصفحة التي تسطّر بها أسماؤكم.
rawwad2010@yahoo.com