الحكومة تساوم المعلمين لتسديد ثمن نصية جبنة ؟ !


لا أستبعد أبدا تلك النظرية التي تشير الى رؤية الحكومة لشعبها من خلال نظرية ماري انطوانيت صاحبة الرأي السديد في إنهاء فقر الشعب حين أشارت بإطعامه البسكويت عوضاً عن الخبز ، ويبدو بأن حكومتنا الحالية تنظر الينا بزاوية أسخم من نظرية عزيزتنا ماري ، فبعد أن دخل إضراب المعلمين أسبوعه الثالث ها هي الأن تتشدق وتتحدث بنفس اللغة الممجوجة التي إعتادت عليها كل الحكومات في التعامل مع المعلمين على وجه الخصوص فمنذ بدران الاول الذي طالب المعلمين بحلق ذقونهم الى الكركي الذي قال بأنه نائب رئيس وزراء ولا يهمه اي شيء الى النعيمي صاحب الرأي السديد والطلة البهية الذي إعتبر تعبير المعلمين عن رأيهم غير مبرر .
تظن الحكومة وبسذاجتها المعهودة بان المعلم إنتفض فقط لدراهم معدودة تضاف الى دخله الشهري الذي مهما أضافوا اليه في هذه المرحلة الإقتصادية الصعبة فسيبقى على حاله ولن يكون المعلم من الذين يمتطون الإكس فايف ولن يبني قصرا في دابوق ولن يذهب في كل إجازة الى طابا وجزر الكناري بل سيبقى يشحذ الهمة لإنهاء نصف الشهر على الأقل دون ان يكون ابدأ في حالة التذمر والغضب على وضعه الإقتصادي الذي نعرفه جميعاً ، يقولون الان بان المعلم أضرب وإعتصم لانه يبحث عن مصلحته الشخصية فقط وبانه لا يقدر أبداً الظرف الإقتصادي الصعب الذي تمر به البلاد ، ولكنهم غفلوا عن عقود طويلة كان فيها المعلم صفرا على يسار قاموس الحكومات المتعاقبة ولم يكن أبداً يحظى باي اهتمام او مجرد إشارة لدوره في بناء هذا الوطن .
تخطئ الحكومة حين تظن بان إضراب المعلمين لإحقاق علاوة التعليم التي سرقت بأيدي الأجهزة الرسمية سينتهي بمجرد إقرارها فحسب ، فعليها أن تعلم جيداً بأن سجالنا طويل معها وأمامنا ملفات كثيرة ينبغي أن تدرس جيداً وأن لا تظن الحكومة نفسها الان تتعامل مع المعلم الذي كان قبل أكثر من عامين مجرد موظف حكومي على الهامش فهو الان صاحب الولاية في إقرار مسيرة التربية والتعليم ، لا أولئك المدجنين تحت لهيب حر التدفئة المركزية في المكاتب الجلدية الفاخرة .
يدخل إضراب المعلمين الأن اسبوعه الثالث وللأسف الشديد فالإنطباع العام لدى المعلمين يظهر خيبة أمل متجددة بحكوماتهم المتتالية ، والجميع يصر إصرارا شديدا على عدم التنازل عن هذا الحق والمطلب ، ولكن الحكومة المبجلة تساوم المعلمين بطريقة مضحكة وساخرة للغاية وكأنها تريد فقط أن تطبق رؤيتها هي بعينها وأن تظهر للجميع بانها تسعى لإمتصاص الأزمة وإنصاف المعلم الغلبان وهي تذرف دموع الحزن والأسى على بحور العلم المتلاطمة التي ضاعت على الطلبة في الأيام الماضية جراء إضراب المعلمين . واحسرتاه ! !
مضحكة للغاية تلك المبادرة الأخيرة التي تأبطها وزير العمل في حكومة العون المتأزمة ، حين ساجل وحاور بشكل هزيل المعلمين لإنهاء إضرابهم مقابل 2.5 % إضافة للعلاوة المقررة حديثاً !! بالفعل شر البلية ما يضحك ولكن هيهات أن يساق المعلم بعد اليوم كما يشاء أولئك العصافير المغردة في الدوار الرابع وليعلموا جيداً بان حماسنا وصمودنا لإحقاق حقوقنا يصل عنان السماء ولن نتنازل عن أي مطلب لنا مهما كان الثمن وليثق تجار الوطنية والولاء باننا نعلم جيدا حجم إخلاصنا للوطن ولترابه وأن الزمن كفيل ليظهر المنتمي بقلبه وعقله وبين المنتمي لكرشه وجيبه ، وأقول في الخاتمة لعون الخصاونة شكرا لك بمبادرتك الأخيرة وأذكرك بان قيمتها تساوي ثمن نصية جبنة ليست بحليب الغنم الصافي بل هي خليط بين البقر وأقرانه ! !




تعليقات القراء

معهم حق
والله انها شغلة...والله ما تركوا للمعلم اي احترام الكل يتهموا بالخيانة والطمع والشاطر اللي ببقول عنه عكل حال هذا حق لهم وهم متعلمين ومثقفين واحنا ما بنسوى شي بدونهم
18-02-2012 11:56 PM
صقر1
الله يعطيك العافية ..الصحيح انك كفيت ووفيت ..وهذا الكلام راي كل انسان حر في هذا البلد.
19-02-2012 12:08 AM
عوض
مقال شغل فتنة
19-02-2012 07:29 AM
بان قيمتها
( بان قيمتها تساوي ثمن نصية جبنة ليست بحليب الغنم الصافي بل هي خليط بين البقر وأقرانه ! !)

المبجل و الكريم

الكاتب:ثامر البواليز

ابدعت

و نسيت

يا سيدي

انه في احدى بلاد يعرب يربون:

"الجاموسه"

و يغنون :

....... و........طلعت يا محلا نورها..........

ياالله بنا نملا و نحلب لبن الجاموسة ...



و من مدونات راعي جاموسه :

عنما سؤل:

"ما القيمه الغذائيه للبن الجاموسه ؟وهل البقري افضل منه؟!!! "



اجاب:

"إختلاف لبن الجاموس عن نظيره البقرى هو أن الجاموسى له نسبة أكبر فى الدهون"



نسأل الله ان يسقي عباده قليلا من لبن الجاموسه في هذا

"البرد القارس"



مع عظيم مودتي و احترامي







19-02-2012 10:11 AM
معك
لن يفهمك يا صديقي الا معلم مثلك لانهم حقا اثبتو انهم الاكثر وعيا وثقافه .
شكرا لك ويشرفني انك زميلي
19-02-2012 02:27 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات