جعبة الوزير فارغة؟


تأتي علامة الاستفهام هنا كمحاولة للغوص في عقلية راكان المجالي وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال والناطق الرسمي بأسم الحكومة ( قطع نفسي ) ، فهذا الوزير جمع الأخوة الأعداء على طاولة واحدة مع مجموعة من النقابيين والاساتذة الأفاضل والنواب بغية الحديث عن شيء أسمه إرادة الحرية في البداية ولكنه في النهاية تحول للحديث عن الصحافة الالكترونية والعلاقات المتشابكة بينها وبين نقابة الحصفين ومفهوم الصحافة التاريخي في الأردن .
بكل هدوء قال الوزير أنه ليس لديه شيء محدد كي يتحدث عنه فأسهب في قراءة قصيدة لأحد الشعراء الفرنسيين تتكلم عن الحرية التي يبحث عنها الشاعر في زوايا منزله ، وفي النهاية ختم الوزير قصيدته بأنه كذلك يبحث ويحرص على الحرية التي تقدم للمجتمع الحقيقة دون تشويه أو تغول على حقوق الأفراد بالخصوصية .
ومن خلال اللقاء والاحاديث الجانبية وجدت أن معالي الوزير لازال مربوط في عقال قلمه الذي رضي وبكل صدر رحب أن يتقيد به لمدة تزيد عن أربعين عاما ، وهنا اجده قد رضي بالقيد الذي اختاره لنفسه وأعجزه في بحثه عن الحرية والإنفلات من عقاله واللعب في مساحة حرية المسؤول الحكومي ، ويريد الوزير من جميع الحضور أن يفهموا معنى كلماته كما أراد هو .
وهنا أقول لمعالي الوزير أن معاني الكلمات لايمكن الاتفاق عليها إلا إصطلاحا أي تجريدها مما يحيط بها من متغيرات تشوهها والاكتفاء بما تبقى من معنى لايمكن أن يتم تأويله بأي شكل كان ، وهنا وقع معاليه في منطقة الحرام في الحديث عن الحرية وألقاها من خلال قصيدة
واستمر محاولا الخروج بمفهوم لهذه الحرية يتماشى مع نقيضين يعيشهما معاليه الأول أنه كاتب وصحفي ويعرف معنى أن يقمع قلمه ، والثاني أنه وزير في وقت إمتلأ الفضاء الأردني بالصحافة الإلكترونية ومحاولات من طرف هذه الصحافة أن تكون بمنئى عن تطرف القرار الحكومي في قمعها ، إذا ماذا سيقول معاليه أكثر من الجمل ذات الصياغة العامة والبعيدة عن أي حل يطرح لتنظيم هذه الحالة من الإعلام الإلكتروني الواسع .

وخلاصة ما تم في الحوار ما بين الوزير المجالي والصحفيين وعدد من النقباء والنواب والاعيان يمثل طبيعة العالم الذي تعمل من خلاله الصحافة الإلكترونية وهو عالم إفتراضي ، وبالتالي كل ما تم هناك هو إفتراضي لأن جعبة الوزير كانت خاوية .. ، والذي أخشاه أن تكون بقية اللقاءات الحكومية مع رجال الوطن من ساسة وقادة رأي وممثلين للحراك الشعبي وغيره من مؤسسات الوطن المجتمعية من مثل شاكلة لقاء معاليه مع الصحفيين لقاءات إفتراضية لاتسمن ولاتغني من جوع فكري ولكنها تنتهي بإسكات جوع معدة الحاضرين بوجبة عشاء أو غداء !!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات