شبح المخدرات


هذا قصة شاب من إحدى البلدان العربية والتي يروي فيها قصته وتجربته مع المخدرات بشكل كامل, مأخوذة من سجل مذكراته والتي حصلت عليها عن طريق بعض الأشخاص الذين كانوا معه في نفس المصحة التي تعالج الإدمان, وقد سمح بتناقل قصته ونشرها حتى يعي الكل خطورة المخدرات والى ماذا تؤدي .

يقول هذا الشاب في قصته .. مازال شبح المخدرات يلاحقني. في كل يوم أحس أن هناك احد يريد قتلي وان هناك أحلام تلحق بي وتحاصرني في كل اتجاه, ولا استطيع أن أتخلص من تلك الأحلام المزعجة التي أوصلتني إلى هذا المكان. حيث ارقد في مصح للإدمان بعيدا عن الناس في غرفة قذرة لا يوجد فيها احد لأتكلم معه واشكي له أوجاعي و ألامي التي اشعر بها والتي تحاول قتلي في اليوم مائة مرة دون جدوى .

وحينما يحين وقت الطعام يرمى إلي من نافذة صغيرة طعام ليس باللذيذ ولا تستطيع معدتي هضمه حتى, فأين الطعام الذي كنت أكله في منزلي وأين الخدم الذين كانوا ينتظرون مني إشارة واحده بطرف إصبعي لتنفيذ ما اطله منهم .فلقد كنت كالملك في قصره كل ما اشتهيه يحضر لي دون أن اشعر بالتعب ودون أن اسأل عن الذين يموتون من الجوع باحثين عن قطعة خبز ليسدوا بها جوعهم .

فكم من المال أنفقته على السهرات أنا ورفاقي لكي اظهر لهم أني أغنى منهم واني صاحب مال وجاه, وألان أنا موجود في مصح للمدمنين لا أجد ما أكله واشربه من الذي كان يحضر لي , فكم بكيت على تلك الأيام التي ذهبت سدا دون أن اشعر بها, أضعت نفسي وصحتي ومالي من اجل حفنة صغيرة من المخدرات, التي دمرتني ودمرت كل إنسان تعامل معها, فقد كنت اشعر أني اسعد إنسان في الدنيا لمجرد اخذي لهذا الجرعة وفور انتهاء مفعولها أصبح كالمجنون ابحث عن اين شخص يعطيني حفنة صغيرة ويأخذ مقابلها كل ما املك .

فوصلت بي الحماقة إلى أن أوقع على تنازل بكل أملاكي مقابل غرامات قليلة منها, ولم يبقى حينها معي شيء سوا ملابسي التي كنت أرتديها, فتخلى عني الجميع وصرت منبوذا بين الناس يبتعد عني الصغار والكبار, أسيير كالمجنون ابحث عن إبرة لاحقن بها نفسي وادخل هذا السم في جسدي, الذي أصبح هزيلا من كثرة الحقن التي وضعتها فيه .

فلم يبقى من جسمي مكان إلى وأدخلت به إبرة قذرة, إما أجدها في مكب النفايات او احصل عليها من مخلفات المستشفيات, فصار سريري التراب ووسادتي حذائي إلى أن اشتد الوجع بي وصرت أضع في جسمي جرعات زائدة لأتخلص من هذا الوجع الفظيع الذي لن يتحمله احد بقيت على هذا الحال إلى أن أتى اليوم الذي كنت أخشاه .

ها قد نفذ مني المال ولم يبقى معي شيء... اذا كيف سأأتي بثمن الجرعة ... فصرت أسير في الشوارع ابحث عن احد ليعطيني المال لاشتري به هذا السم دون جدوى, فاتجهت إلى طريق السرقة وأصبحت محترفا فيه اسرق من المحال وأقايض بها المخدرات وصرت ادخل البيوت لأسرقها وبقيت على هذا الحال إلى أن وقعت في يدي الشرطة, وتم وضعي في السجن .

وها قد حان وقت الجرعة ماذا افعل .... صرت اضرب رأسي بالقضبان الحديدية لأتخلص من الوجع الأليم دون جدوى وحاولت الانتحار عدة مرات لكنها لم تفلح محاولاتي جميعها, إلى أن تم نقلي لهذا المصح والذي سأكمل به بقية حياتي منعزلا لا أتكلم مع احد ولا أنظر لأحد, فكم من الشباب والرجال الذين راحوا ضحية هذا المخدرات وكم من البيوت هدمت وكم من الأطفال شردت .

واني لأتمنى من مكاني هذا أن لا يقع احد به ولا يجربه فقد كانت تجربتي الأولة معه هي الأخيرة واحمد الله الذي جعل من قصتي عبرة يخشى الناس أن يكونوا إبطالا فيها .

إحدى الشبان الذي راحوا ضحية المخدرات



تعليقات القراء

قصي مسى
صادق في كل ماقلته لان هذا حال الواقعين في المخدرات .
15-02-2012 05:20 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات