اعتباراً من صباح يوم أمس بدأ ديوان المظالم باستقبال مختلف أنواع شكاوى المواطنين على مؤسسات الحكومة والإدارة العامة, وذلك من خلال مكاتب البريد التي تم تزويدها بنماذج خاصة يعبئها المشتكي.

لم يتوقف المواطنون يوماً عن الشكوى ضد مؤسسات ودوائر الحكومة, ولكن الأسلوب سيكون مختلفاً ابتداء من الآن. فالشكوى ما قبل عهد ديوان المظالم, كانت تتم من خلال أسلوبين شهيرين: إما أن تتخذ شكل "بث مباشر" في الدائرة نفسها من خلال اعتماد آليات "دب الصوت" المعروفة والمعترف بها, وإما من خلال النظر في عين الموظف مطولاً من وضعية هز الرأس, ثم سحب المعاملة من بين يديه والتوجه إلى رئيسه أو مديره. وهنا سوف يتخذ الموقف مرة أخرى طريقين حسب وضع ومركز الشخص المشتكي, فحالة المواطن الذي يتمتع بوضعية من "له معرفة" بالمدير تختلف عن حالة المشتكي العادي الذي يتعين عليه أن ينقل ساحة "دب الصوت" إلى غرفة المدير. وفي كل الحالات فإن الهدف هو جعل الموظف "يطج" توقيعه راضياً ام زعلاناً, على أن يكون هذا الموظف قد أُبلغ مسبقاً أنه من المفضل أن يفعل ذلك راضياً.

الوضع الآن مرجح لأن يطاله بعض التغيير, إذ يتعين على المشتكي أن يؤجل غضبه حتى يصل إلى أقرب مكتب بريد, ولكنه سوف يفاجأ أن نموذج الشكوى لا يحتمل الصيغ الغاضبة, ولا يستوعب أي شكل من أشكال "دب الصوت".

يبقى هناك سؤال واحد من شقين لم توضحهما التعليمات: من جهة هل يجوز "دب الصوت" في ديوان المظالم نفسه? ومن جهة أخرى هل ينفع المشتكي أن يكون "له معرفة" في هذا الديوان.0

ahmad.abukhalil@alarabalyawm.net