مكان ميلاد الأب ..
رسالة إلى من يهمه الأمر
أحييكم جميعاً بتحية الإسلام الخالدة؛ فالسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد:
إن من الواجب عليّ كدارس لتخصص القانون ومن باب الأمانة العلميّة وكمُطّلع على دستور الدولة وقوانينها وكون الأردنّ الدولة العربية الأولى في مجال الحقوق والحريات ودستورنا الدستور الأفضل بلا منازع وهذا بفضل الله أولاً ثم بفضل قادتنا الهاشميين أن أطرح أحد المواضيع الهامّة والتي أراها بشكل يوميّ والتي تَمَسُّ شريحة كبيرة من أبناء الشعب الأردني..
ألا وهي مسألة مكان ميلاد الأب والأم وموضوع المتابعة والتفتيش..
لقد زُرت العديد من المؤسسات والدوائر الحكومية والجهات الأمنية.. وشاهدت بأُمِّ عيني مايحدث في هذه الجهات من بعض التجاوزات على نصوص الدستور والقوانين والمعاهدات الموجودة..
فأرى الكثير من موظفي استقبال المعاملات خاصة في دوائر الأحوال المدنية والجوازت في مختلف أرجاء المملكة يحاولون استفزاز المراجع بالتشكيك في أصله وأردنيته من عدمها علماً بأنه يحمل هوية الأحوال الأردنية الصادرة من دائرة الأحوال المدنية والجوازات والتي كتب عليها المملكة الأردنية الهاشمية وصدرت بموجب أحكام الدستور وهي حق لكل مواطن أردني..
فكنت أرى بعض الموظفين يقول للمراجعين.. (( إنت أصلك كذا )).. (( إنت مو أردني )).. (( مكان ميلاد أبوك كذا )).. علماً بأن الكثير من المراجعين من أبناء العشائر الأردنية أصلاً.. ولكن والده وُلد على أرض الضفة الغربية أثناء خدمته في الجيش العربي في الجبهة الغربية أو أثناء السفر وكلنا نعرف الظروف فيما مضى التي مرّ بها أبناء شعبنا..
فما ذنب شخص قد وُلد والده على أرض الضفة الغربية حتى لا يتم تسجيله في الأجهزة الأمنية أو حتى يتم تحويله للمتابعة والتفتيش علماً أنه لا يعرف فلسطين إلا بالاسم وحتى لا يستطيع الذهاب إليها ولا يعرف أحداً فيها..
وهذا الأمر أساساً من شأنه إثارة النعرات الطائفية والعنصرية المنبوذة التي تؤدّي للحقد والكراهية بين أبناء الشعب الواحد، فهذا ماعلّمنا إيّاه جلالة المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه ثم جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله وأعز ملكه..
فجميعنا دون استثناء وكأبناء بادية أو عشائر أردنية قدمنا الكثير الكثير من الشهداء في أرض فلسطين ومازلنا نبذل ما بوسعنا حتى تعود أرضاً عربية حرة ونحررها من الاحتلال المغتصب..
وكذلك أرى في نماذج تقديم الطلبات للجهات الأمنية.. مكان ميلاد الأب وبعضها مكان ميلاد الأم أيضاً.. وفي الكثير من الأحيان لا يتم قبول الشخص لغايات أن والده وُلِد حسب سجلات الكمبيوتر في الضفة الغربية.. وحتى ولو كان أحد أبناء العشائر وحتى ولو كان والده قد خدم القوات المسلحة أو الأمن العام بكافة فئاته أو المخابرات العامة سابقاً..
المشكلة العظمى أنني أرى هذه الأمور من الموظفين (( الصغار )) وليست من المسؤولين (( الكبار )).. فلا يوجد أي تفرقة عند المسؤولين..
ما أريد الحديث عنه هنا وإيصاله بالدرجة الأولى إلى المسؤولين وإلى كل من يهمه الأمر.. أمر قد نَسِيَهُ أو تجاهله الكثير.. ألا وهو موضوع وحدة الضفتين..
ففي الرابع والعشرين من شهر نيسان لعام 1950 م تم إعلان وحدة الضفتين الشرقية والغربية تحت مُسمى المملكة الأردنية الهاشمية على عهد دولة رئيس الوزراء سعد المفتي.. في عهد جلالة المغفور له بإذن الله الملك عبد الله المؤسس طيب الله ثراه..
ومنذ ذلك التاريخ تمّ انتخاب مجلس النواب الذي ضم نواباً مثّلوا الضفة الشرقية ونواباً آخرين مثّلوا الضفة الغربية وحتى مجلس الأعيان فقد ضم أعضاء الضفتين..
منذ صدور قرار وحدة الضفتين كانت جميع أراضي الضفة الغربية دون استثناء تابعة لحكم جلالة الملك عبد الله المؤسس طيب الله ثراه وتحت مسمى المملكة الأردنية الهاشمية..
السؤال المطروح: كيف يتم كتابة مكان الميلاد (( فلسطين )) في سجلات الأحوال المدنية والجوازات لمن وُلد من بعد قرار وحدة الضفتين وحتى قرار جلالة المغفور له بإذن الله الملك الحسين الباني طيب الله ثراه القاضي بفك الارتباط عام 1988 م؟؟
فمن البديهي آنذاك كون الأراضي كانت أردنية وتحت مسمى المملكة الأردنية الهاشمية أن تكون مُدُن الضفة الغربية (( حالياً )) هي مُدُن أردنية ومن وُلد فيها فهو مولود في الأردن وليس في فلسطين حيث أنها كانت تحت حكم جلالة الملك عبد الله المؤسس طيب الله ثراه..
فالذي يُسافر من عمّان إلى طولكرم أو إلى نابلس في الضفة الغربية وغيرها من أراضي الضفة الغربية كان تماماً كَمَن يُسافر من عمّان إلى معان أو من عمّان إلى إربد على سبيل المثال.. فهي مُدُن أردنية لا حاجة لجواز سفر للوصول إليها آنذاك..
فالمطلوب من دائرة الأحوال المدنية والجوازت وكل من يهمه الأمر أن يتم تعديل سجلات جميع الأشخاص مابين الفترة 24/4/1950 وحتى 31/8/1988 وأن تكون أماكن ولادتهم على أساس أنهم وُلدوا في مُدُن أردنية..
والمطلوب أيضاً من الأحوال المدنية والجوازات عدم إرسال كل شخص وُلِد في أراضي الضفة الغربية في الفترة مابين 24/4/1950 وحتى 31/8/1988 للمتابعة والتفتيش فالكثير منهم لم يسافر أصلاً منذ أن عاد للأردن والكثير منهم أيضاً يسافر إلى دُول عربية وعند رغبته في السفر يقوم باستصدار جواز سفر لِيُفاجأ برد موظف الأحوال (( راجع المتابعة )) علماً أنني أعتقد أنه يظهر للموظف إن كان هذا الشخص قد سافر إلى فلسطين أو إن كان يحمل بطاقات (( خضراء وصفراء )) لم أعرفها إلا بالاسم من خلال معاناة المواطنين أمامي..
والمطلوب من الجهات الأمنية المعنية عند استقبال طلبات التقدّم للأجهزة الأمنية إن كان والد الشخص المُتقَدِّم مولوداً في أي مدينة من مدن الضفة الغربية حالياً في الفترة مابين 24/4/1950 وحتى 31/8/1988 اعتباره مولوداً في المملكة الأردنية الهاشمية احتراماً للدستور الذي عُدِّل عام 1952 في عهد جلالة المغفور له بإذن الله الملك طلال ليتماشى مع قرار وحدة الضفتين الذي صدر عام 1950 م وكذلك احتراماً للمواثيق والقرارات الصادرة عن مجلس الوزراء الأردني بموافقة جلالة المغفور له بإذن الله الملك عبد الله المؤسس..
أغدو متمنيا من جميع المسؤولين التعاون، شاكراً لهم مقدماً وأنا على ثقة ويقين بأن المسؤولين في أردننا الحبيب أردن أبي الحسين لا يرضون بهذا اللغط والخلط الحاصل لدى الدائرة بناء على سجلات قديمة تم إعدادُها سابقاً..
والله من وراء القصد،،،،،
عاش الأردن،، عاش الملك،،
رسالة إلى من يهمه الأمر
أحييكم جميعاً بتحية الإسلام الخالدة؛ فالسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد:
إن من الواجب عليّ كدارس لتخصص القانون ومن باب الأمانة العلميّة وكمُطّلع على دستور الدولة وقوانينها وكون الأردنّ الدولة العربية الأولى في مجال الحقوق والحريات ودستورنا الدستور الأفضل بلا منازع وهذا بفضل الله أولاً ثم بفضل قادتنا الهاشميين أن أطرح أحد المواضيع الهامّة والتي أراها بشكل يوميّ والتي تَمَسُّ شريحة كبيرة من أبناء الشعب الأردني..
ألا وهي مسألة مكان ميلاد الأب والأم وموضوع المتابعة والتفتيش..
لقد زُرت العديد من المؤسسات والدوائر الحكومية والجهات الأمنية.. وشاهدت بأُمِّ عيني مايحدث في هذه الجهات من بعض التجاوزات على نصوص الدستور والقوانين والمعاهدات الموجودة..
فأرى الكثير من موظفي استقبال المعاملات خاصة في دوائر الأحوال المدنية والجوازت في مختلف أرجاء المملكة يحاولون استفزاز المراجع بالتشكيك في أصله وأردنيته من عدمها علماً بأنه يحمل هوية الأحوال الأردنية الصادرة من دائرة الأحوال المدنية والجوازات والتي كتب عليها المملكة الأردنية الهاشمية وصدرت بموجب أحكام الدستور وهي حق لكل مواطن أردني..
فكنت أرى بعض الموظفين يقول للمراجعين.. (( إنت أصلك كذا )).. (( إنت مو أردني )).. (( مكان ميلاد أبوك كذا )).. علماً بأن الكثير من المراجعين من أبناء العشائر الأردنية أصلاً.. ولكن والده وُلد على أرض الضفة الغربية أثناء خدمته في الجيش العربي في الجبهة الغربية أو أثناء السفر وكلنا نعرف الظروف فيما مضى التي مرّ بها أبناء شعبنا..
فما ذنب شخص قد وُلد والده على أرض الضفة الغربية حتى لا يتم تسجيله في الأجهزة الأمنية أو حتى يتم تحويله للمتابعة والتفتيش علماً أنه لا يعرف فلسطين إلا بالاسم وحتى لا يستطيع الذهاب إليها ولا يعرف أحداً فيها..
وهذا الأمر أساساً من شأنه إثارة النعرات الطائفية والعنصرية المنبوذة التي تؤدّي للحقد والكراهية بين أبناء الشعب الواحد، فهذا ماعلّمنا إيّاه جلالة المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه ثم جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله وأعز ملكه..
فجميعنا دون استثناء وكأبناء بادية أو عشائر أردنية قدمنا الكثير الكثير من الشهداء في أرض فلسطين ومازلنا نبذل ما بوسعنا حتى تعود أرضاً عربية حرة ونحررها من الاحتلال المغتصب..
وكذلك أرى في نماذج تقديم الطلبات للجهات الأمنية.. مكان ميلاد الأب وبعضها مكان ميلاد الأم أيضاً.. وفي الكثير من الأحيان لا يتم قبول الشخص لغايات أن والده وُلِد حسب سجلات الكمبيوتر في الضفة الغربية.. وحتى ولو كان أحد أبناء العشائر وحتى ولو كان والده قد خدم القوات المسلحة أو الأمن العام بكافة فئاته أو المخابرات العامة سابقاً..
المشكلة العظمى أنني أرى هذه الأمور من الموظفين (( الصغار )) وليست من المسؤولين (( الكبار )).. فلا يوجد أي تفرقة عند المسؤولين..
ما أريد الحديث عنه هنا وإيصاله بالدرجة الأولى إلى المسؤولين وإلى كل من يهمه الأمر.. أمر قد نَسِيَهُ أو تجاهله الكثير.. ألا وهو موضوع وحدة الضفتين..
ففي الرابع والعشرين من شهر نيسان لعام 1950 م تم إعلان وحدة الضفتين الشرقية والغربية تحت مُسمى المملكة الأردنية الهاشمية على عهد دولة رئيس الوزراء سعد المفتي.. في عهد جلالة المغفور له بإذن الله الملك عبد الله المؤسس طيب الله ثراه..
ومنذ ذلك التاريخ تمّ انتخاب مجلس النواب الذي ضم نواباً مثّلوا الضفة الشرقية ونواباً آخرين مثّلوا الضفة الغربية وحتى مجلس الأعيان فقد ضم أعضاء الضفتين..
منذ صدور قرار وحدة الضفتين كانت جميع أراضي الضفة الغربية دون استثناء تابعة لحكم جلالة الملك عبد الله المؤسس طيب الله ثراه وتحت مسمى المملكة الأردنية الهاشمية..
السؤال المطروح: كيف يتم كتابة مكان الميلاد (( فلسطين )) في سجلات الأحوال المدنية والجوازات لمن وُلد من بعد قرار وحدة الضفتين وحتى قرار جلالة المغفور له بإذن الله الملك الحسين الباني طيب الله ثراه القاضي بفك الارتباط عام 1988 م؟؟
فمن البديهي آنذاك كون الأراضي كانت أردنية وتحت مسمى المملكة الأردنية الهاشمية أن تكون مُدُن الضفة الغربية (( حالياً )) هي مُدُن أردنية ومن وُلد فيها فهو مولود في الأردن وليس في فلسطين حيث أنها كانت تحت حكم جلالة الملك عبد الله المؤسس طيب الله ثراه..
فالذي يُسافر من عمّان إلى طولكرم أو إلى نابلس في الضفة الغربية وغيرها من أراضي الضفة الغربية كان تماماً كَمَن يُسافر من عمّان إلى معان أو من عمّان إلى إربد على سبيل المثال.. فهي مُدُن أردنية لا حاجة لجواز سفر للوصول إليها آنذاك..
فالمطلوب من دائرة الأحوال المدنية والجوازت وكل من يهمه الأمر أن يتم تعديل سجلات جميع الأشخاص مابين الفترة 24/4/1950 وحتى 31/8/1988 وأن تكون أماكن ولادتهم على أساس أنهم وُلدوا في مُدُن أردنية..
والمطلوب أيضاً من الأحوال المدنية والجوازات عدم إرسال كل شخص وُلِد في أراضي الضفة الغربية في الفترة مابين 24/4/1950 وحتى 31/8/1988 للمتابعة والتفتيش فالكثير منهم لم يسافر أصلاً منذ أن عاد للأردن والكثير منهم أيضاً يسافر إلى دُول عربية وعند رغبته في السفر يقوم باستصدار جواز سفر لِيُفاجأ برد موظف الأحوال (( راجع المتابعة )) علماً أنني أعتقد أنه يظهر للموظف إن كان هذا الشخص قد سافر إلى فلسطين أو إن كان يحمل بطاقات (( خضراء وصفراء )) لم أعرفها إلا بالاسم من خلال معاناة المواطنين أمامي..
والمطلوب من الجهات الأمنية المعنية عند استقبال طلبات التقدّم للأجهزة الأمنية إن كان والد الشخص المُتقَدِّم مولوداً في أي مدينة من مدن الضفة الغربية حالياً في الفترة مابين 24/4/1950 وحتى 31/8/1988 اعتباره مولوداً في المملكة الأردنية الهاشمية احتراماً للدستور الذي عُدِّل عام 1952 في عهد جلالة المغفور له بإذن الله الملك طلال ليتماشى مع قرار وحدة الضفتين الذي صدر عام 1950 م وكذلك احتراماً للمواثيق والقرارات الصادرة عن مجلس الوزراء الأردني بموافقة جلالة المغفور له بإذن الله الملك عبد الله المؤسس..
أغدو متمنيا من جميع المسؤولين التعاون، شاكراً لهم مقدماً وأنا على ثقة ويقين بأن المسؤولين في أردننا الحبيب أردن أبي الحسين لا يرضون بهذا اللغط والخلط الحاصل لدى الدائرة بناء على سجلات قديمة تم إعدادُها سابقاً..
والله من وراء القصد،،،،،
عاش الأردن،، عاش الملك،،
تعليقات القراء
لكن أخي هل تتصور أن يقوم الموظف الصغير بإرسال الناس إلى المتابعة والتفتيش دون رضى الموظف الكبير الذي شكل كارثة إسمها "المتابعة والتفتيش"؟
ثم الاستمارات التي ذكرتها وبها بند عن "مكان ميلاد الأب"، و"مكان ميلاد الأم"، هل تظن أن الموظف الصغير هو الذي وضع هذه البنود؟ الموظف الصغير يركض ويبشع بالناس لإرضاء الكبير القابع في المكتب المكيف.
ثم ما رأيك في الذين ولدوا في الأردن بعد عام 1967، عام النكبة الثانية؟ هل هؤلاء أردنيين أم فرنساويين؟
ثم ما رأيك في كارثة نراها ونتمتع كعنصريين بوجودها؟! هذه الكارثة المخزية هي من نسميهم أبناء غزة. هؤلاء جميعا ولدوا في جرش، وليس لهم أي علاقة بغزة أو بمكة أو بقبرص. أأكد لك ما أقول، وأفيدك أن جميع من نزحوا من غزة عام 1967 قد انتقلوا إلى رحمة الله. فقد مضى على عام الكارثة خمسون عاما، ومن نزح وعمره عشرون عاما لا أعتقد أنه ما زال على قيد الحياة. الأعمار قصيرة جدا في مخيم غزة، والناس هناك تعودوا على التصرفات غير المقبولة من الموظفين الصغار والموظفين الكبار.
وفي الحقيقة لم يعد لهم أمل في أن يتدخل أحد لتعديل تصرفات الموظفين الصغار والكبار. بقلوب كبيرة وعقول مبدعة تحملوا ما بدر ممن يُدعى بالأخ، ولم يطلبوا وظائف، ولم تصلهم حتى المساعدات التي تأتي من أمريكا وأوروبا، فهذه المساعدات ترسل للقرى المجاورة.
هل سيبقى هؤلاء وهم أبناء الأردن بامتياز، ومواليد الأردن، هل سيبقى هؤلاء "غزازوه" مع احترامي وتقدير وعالي الشرف الذي يناله من ينتمي إلى غزة، سواء قلنا غزة هاشم أم غزة فقط.
غزة مدرسة في التعليم، ومدرسة في الرجولة، ومدرسة في الكرم، وقلعة تاريخية ضاربة في أعماق المعارف الإنسانية كغيرها من مدن فلسطين.
هل من يسمع، وهل من يصلح، وهل من يتدخل لمنع طغيان وعربدة الموظفين الصغار والكبار لا فرق؟؟؟؟؟؟؟؟
ذكرت دعاء أمي قبل دعاء أبي لأنني سأكتب عن إحدى دعواتها لي. كنت أشكو لها وأنا في سن الحادية عشر من بعض زملائي الذين كانوا يشكلون قطيعا واحدا وحين يرونني ينادونني ب"أهلا بلجيكي". كانت معارفي بالجغرافيا دون أن أعرف ما هي بلجيكا. كنت أشكو لوالدتي فتقول لي بلجيكا يا إبني بلد أوروبي كويس، ويارب تصير بلجيكي. وكانت تسرد لي حكايات عن ضباط بلجيك قاوموا المد النازي في الحرب العالمية الثانية ببسالة عالية. كل ذلك لم يكن ليقنعني أن القطيع يناديني ببلجيكي احتراما لبلجيكا.
المهم في الأمر، أرسلني والدي للدراسة في أوروبا الغربية، في بلد غير بلجيكا، فلم أستطع العيش فيه لغلو تكاليف الحياة وعدم كفاية ما كان يوفره أبي من مصاريف الأسرة ليرسله لي. فانتقلت إلى بلجيكا، وأصبحت بلجيكيا، صار عندي جواز سفر محترم صادر عن دائرة اجتماعية وليس من وزارة الداخلية أو دائرة الجوازات العامة أو الخاصة، أصبح لي الحق في الانتخاب والترشح لأي منصب بعد حصولي على الجواز. ولا يستطيع أي "واصل" من أبناء عشائر "الجعارنه أو الهياشله أو الفياشلة أو المشاكلة" أن يسحبه مني. والعجيب في الأمر أن أمريكا وبلجيكا وكل أوروبا لا يوجد بها (دائرة متابعة وتفتيش)، كيف عايشين، ما نا عارف. كيف عايشين هالأوروبيين بدون متابعة وتفتيش والله ما نا عارف. جامعات رائعة، وبلديات أروع، وخدمات مجتمع لا يتخيلها المسافر من اللوحدات إلى مكاتب (دائرة المتابعة والتفتيش) في عمان الغربية. وحين يصل المراجع للدائرة يقابله أول موظف يجلس أمام شاشة كمبيوتر يستمع للمراجع بكل امتعاض وتأفف، فيقول له بكل أريحية: تعال بعد أسبوعين! فيرد المراجع البلجيكي المحلي: أخي بس بدي توقيع إني عمري ما زرت الضفة، وأبوي كمان ما شافها.
فيرد الموظف بكل قوة على المراجع الذي يراجع: قلتلك تعال بعد أسبوعين، يعني ما هو عاجبك، طيب هات جوازك. راجع .. وبتجيبلي من هناك إخلاء طرف، وحسن سير وسلوك، وعدم محكومية، وإذا كنت متجوز بتجيبلي عقد الزواج، ودفتر العائلة، وصور عن شهادات ميلاد الأولاد والبنات: وقللي كم ولد وبنت عندك؟ بعدين عنوانك اللي إنته حاطو على الطلب ما هو واظح، بتروح بتغير العنوان بعنوان واظح.
بيرد عليه المراجع: هذا عنوان مسكني ما عندي عنوان ثاني، وما بقدر أغير السكن يا سيدي، والبلدية حطت هالعنوان.
فبيرد الموظف: كما ما هو عاجبك خدمات البلدية، بتتظمر كمان؟ إيش بدنا نسويلكو والله ما حنا عارفين؟ خيوه قلتلك بتراجع المخابرات وبتجيب كل شي من هناك والوثائق اللي طلبتها منك، أو بتجيب لي صور مصدقة عنها من وزارة تصديق الشهادات الوطنية. ولا تنسى تجيبلي تاريخك الوظيفي!
يا سيدي عمري ما توظفت، ما إلى تاريخ وظيفي، وعمري ما توظفت والله العظيم.
طيب سهله روح راجع غرفة رقم (5) بلكي بيحلولك موضوعك.
في غرفة رقم (5): السلام عليكم،
بيرد عليه واحد الموظفين الألمعيين أمامه فنجان قهوة ساخن وبيدخن، وفي إيد الموظف جريدة فاتحها على صفحة الوفيات، وبين أصابعو سيكاره، بيرد على المراجع: أهلا، إنته جاي من وين؟ أخذت موعد مسبقا معنا؟
المراجع: لا ياسيدي،
الموظف: وطيب وشو داخل علينا كأنك داخل في ...، هاظا مكتب ما هو... فهمت؟ تفظل برا، روح على الاستعلامات.
المراجع: بس يا سيدي ...
الموظف: لا تراجعني، إمشي، ما نا فاظيلك، سمعت، عندي شغل بيكفيني أسبوع. اتفظل بدون مطرود، شوف الاستعلامات شو بيقولولك.
.....
بدي أوقف هون، بلكي تروحو تراجعو أي دائرة وتشوفولكو مسلسل أحسن من المسلسلات اللي شفتها لما كنت مواطن عربي صالح صفاته الولاء والانتماء!!!!
الحمد لله أن ربنا استجاب لدعوات أمي وأصبحت بلجيكيا، ويارب تستجيب لدعوات أمهات أمثالي لكي يصبحوا أمريكان، وأستراليين، وأسبان، وسويد، وطليان، ودانماركيين، ونرويج، وكنديين، وبرازيل. وأقولكو والله راظيين نكون هنود وأفارقة من أي بلد كان، بس ما يكون فيه دائرة (مـتـابـعـة وتـفـتـيـش) وما يكون فيه موظفين بدقة (أو بعجز) موظفينا المشغولين بلعب ورق الشدة على الكمبيوترات اللي مهمتها تسهيل العمل وسرعة الاستجابة في خدمة المراجعين البلاجكة الذين لم يروا بلجيكا بعد.
هل جلالة الملك يعرف عن هذا الروتين، وهذه العنصرية؟ لا أعتقد!!!
أكتب تعليقا
الرد على تعليق |
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
| الاسم : | |
| البريد الالكتروني : | |
| التعليق : | |
انه كان دائما
يردد
"انا يا اخوان:اكرن شغلتين:
العنصريه
و
..........."