المعلمون يفضحون منظومة الحيتان والنواب والحكومات


على مرأى من الجميع دون خجل أو وجل تعقد الصفقات وتباع المقدرات , ففي قضية الكازينو المشروع المخزي الذي لم تحرمه دائرة الإفتاء , يتم وضع شروط جزائية لصالح الحرامية بمليارات الدولارات

وفي قضية المعلمين يظهر الدكتور محمد نوح القضاة (الذي قام بكشف صفقات غير محقة في وزارته) يظهر كما ظهر وزير التربية والتعليم ليدغدغ العواطف ويخاطب الوازع الديني لدى المعلمين للعودة إلى مدارسهم , في حين انه لم يخاطب ذات الوازع لدى (الحرامية) بجوز لأنو ماعندهم وازع من هظاك النوع؟؟...معذور

النواب الذين اكتشفوا قضايا فساد بمليارات الدولارات ولديهم اطلاع على نهب المقدرات , يتركون كل ذلك ويطلبون من المعلمين العودة لمدارسهم بسبب ( أكم مليون )هي من حقهم تمت سرقتها (عينك عينك) ليثبتوا بذلك ( أي النواب) أنهم هم أنفسهم أصحاب الرقم القياسي (111) في الثقة على حكومة الكازينو؟؟

لم نسمع صوت دائرة الإفتاء في قضايا الفساد والمفسدين . بل حتى لم نسمعها في إضرابات الأطباء (لأنو حيطهم مش واطي)

كل ماسبق يدل على أن هناك منظومة متكاملة ومتوافقة

الحكومات- النواب – دائرة الإفتاء – الأشخاص المقبولين لدى المجتمع... , والحيتـــــان

* النتيجة

* فتوى دائرة الإفتاء في هذة المرحلة تخرجها من ساحة النزاهة إلى ساحة التبعية (علماء السلطان).... فهل ستقبل لها فتاوى بعد الآن؟؟؟؟؟

* بيان مجلس النواب للمعلمين , يخرجه من دائرة تمثيل الشعب , إلى دائرة تمثيل وتبعية الحكومات....فهل يتم تغيير اسمه إلى مجلس معاونة الحكومات؟؟؟؟؟

* ظهور شخص مرموق ومقبول اجتماعيا يطالب المعلمين بالعودة إلى مدارسهم , يخرجه من دائرة فهم المجتمع والقرب منه ويثبت انه في دائرة التبعية للمنظومات

....................أيها المعلمون بارك الله فيكم فمازلتم منذ حراككم الشريف تكشفون كل يوم زيف أصحاب الشعارات .. استمروا في منهجكم وقودوا حراك الإصلاح ففي أسبوع واحد رأيتم كم عددا أسقطتم من دائرة النزاهة والشفافية ...فقد أسقطتم نواب ...ودوائر وشخصيات ....ومؤسسات

فإذا ماستمريتم بحراككم ستجدون أن المخفي أعظم ...بورك حراككم الشريف

........وأخيرا : إلى الشعب الأردني المسكين والى أولياء أمور الطلبة ....منذ شهرين حذرنا هذة الحكومة من هذا الإضراب , فهي من يجب أن يتحمل نتائجه...فهل تصدقون ياشعبنا أن (75) مليون دينار سنوياً لـ (120) ألف معلم تشكل عجزا على دولة يتم سرقة مقدراتها يوميا بمليارات الدولارات !!!! لصالح أصحاب الفخامة والعادة والسيادة!!!



تعليقات القراء

مجالي
سلمت سلمت سلمت ياشيخ وجزاك اله عنا كل خير فما كتبته يجول في خاطر الكثيرين خصوصا بعد ان ظهرت حقيقة .. سلمت مرة اخرى
09-02-2012 06:22 PM
معلم مفترى عليه
الأخ ابراهيم المحترم ،،،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

اود ان اقول لك سلمت يمناك وبارك الله في أم انجبتك على هذا المقال الذي كل كلمة فيه تعبر عما يجول في خاطري وخاطر كل معلم في هذا الوطم المعطاء للمفسدين والمتملقين اللذين يطمحون الى أعلى المناصب على حساب هذه الشريحة المعطائه من المجتمع الا وهم المعلمون. بارك الله فيك وسدد على الحق خطاك وأكثر الله من امثالك.
09-02-2012 06:51 PM
معالي الوزير
اتحدى ان يكون احد ابناء الوزراء او النواب روساء الحكومات معلما
09-02-2012 09:05 PM
سلمت
سلمت !!!!!!
(بأي) ايد انتا
بتكتب شيخ ابراهيم؟
اني فنيخر
شيخ!!!!!!!
09-02-2012 10:54 PM
الكاتب ابراهيم الداود
مجالي سلمت انت وبوركت وشكرا على التعزيز
معلم مفترى عليه : وسدد الله على طريق الخير خطاكم ايضا

معالي الوزير : هم لايحبونها هذة المهنة ومن يكابد فيها يعتز بها ويرفع هامته

سلمت (فنيخر): بكتب باليمين
سلمكم الله جميعا ونعتي بالشيخ لشكلي هو كرم منكم
10-02-2012 12:35 AM
ابن الطيطي
بارك الله فيك ، وما دام في هذا المجتمع رجل واحد يقول الحق فنحن بخير وان شاء الله سنعود للطريق السليم، يسلم فمك وتسلم يدك ونرجو من اصحاب الاقلام المسمومة ان تقراء كلماتك ومن المنافقين والمزاودين على المعلميين ان يفكروا قليلا عندها سيعلمون انهم وقفوا مع الباطل فالحق بين وواضح
10-02-2012 09:15 AM
الى 3
اعوذ بالله فمهنة المعلم اشرف ...
10-02-2012 09:16 AM
عجلون في القلب
لا وألف لا لمن يقف ضد المعلمين في مطالبنا الإنسانية السلمية المشروعة 0 الا تستحي الحكومات من الالتفاف على الارادة الملكية السامية برفع علاوتنا الى 100% ؟؟؟؟؟؟ كنا وما زلنا وسنبقى نؤمن وبحزم ان ارادة واقوال واشارات وتلميحات وتصريحات ونوايا جلالة الملك المعظم هي دستور للحكومات . لماذا لا تطبق الحكومة اوامر جلالة الملك بالنسبة لقضيتنا العادلة؟؟؟؟؟؟؟ هل تريدون من ان نبقى فقراء ومتسولين ولا نشعر بالامن الوظيفي لنا ولعوائلنا التي تعاني ضنك العيش؟؟؟؟ نحن نبحث عن ما يسد رمقنا ورمق ابنائنا وبناتنا واسرنا العفيفة . لا نريد بحبوحة العيش او العيش الرغيد ولكن نريد عيشا كريما يحثنا على بذل كل جهودنا وامكانياتنا لتربية طلبة الاردن الذين هم اردن الغد. فنحن نعاني اشد المعاناة منذ ان سلب وزير التربية الاسبق خالد طوقان مكارم جلالة الملك للمعلمين وحولها لشراء الحواسيب وللبنية التحتية للمدارس ومن شركات تخص الوزير المذكور . كنا نتوقع ان تكون يا د . عيد الدحيات من اشد مناصري المعلمين ولكنك كنت ضدهم . ما هذه التهديدات والاهانات التي توجهها يا دحيات للمعلمين ؟؟؟؟ اصارحك ان وزارة التربية خربانة تماما والنظام التربوي على وشك الانهيار والانفجار والمعلمين ياسوا من الاصلاح . ان وزارة التربية تعاني من الواسطات ووصول اشخاص يتقنون لعب الادوار الى مناصب مدير تربية او مدير فني او اداري او حتى رئيس قسم . لا اصلاح تربوي في ظل وجود مسؤولين وصلوا الى ما وصلوا اليه بطرق معروفة . لماذا الاستمرار بالتخبط الاداري والتربوي؟؟؟؟؟ كل ذلك ينعكس على طلبتنا الذين هم اردن الغد.
10-02-2012 02:50 PM
تقاعد المعلم وتقاعد تلميذ المعلم
انا معلم متقاعد من وزارة التربية والتعليم بعد خدمة 33 سنة .وحاصل على ماجستير .وخدمت اربع سنوات في الذرجة الخاصة . وتقاعدي 489 دينار اردني. . تفاجئت ان احد طلابي تقاعد برتبة عميد في نفس السنة التي تقاعدت انا بها وراتب طالبي العميد المتقاع 14449 دينار اردني ما عدا عجز مرضي ومؤهلاته توجيهي اردني و معدل متوسط
10-02-2012 03:03 PM
من يخسر عندما يكون الحاقد مسؤولا ؟
من يخسر عندما يكون الحاقد مسؤولا ؟


سعة الصدر صفة ضرورية لمن يعمل ويخدم في العمل العام ، سيما الحساس منه ، لان اساس السياسة والعمل فيها اختلاف الرؤى وتلاقحها ، وهي لا تفسد للود او للعمل قيمته بل تعطيه قيمة عليا تعزز المصداقية في وجدان الشعب وذاكرته ، لتكون النتيجة تعزيز منعة النظام السياسي وصلابته.
وهنا نتحدث عن صنفين من المسؤولين ؛ الاول متواضع دمث في خلقه ياسرك لنفسه وعمله ولمن يمثل ، والثاني متكبر حاقد ينفرك ويبعدك عن ذاته وعن النظام الذي يمثله .
دماثة الخلق وصفاء السريرة مغروسة في النفس السوية ، تجعلك اسير من تتعامل معه ، ولا غرابة في ذلك فالانسان بطبعه اسير الاحسان حتى قيل انه عبد الاحسان ..
والحقد وسوء الطوية طبع ملازم لمن يحمله لا ينفك عنه منذ ان تكونت شخصيته الى ان يصبح مسؤولا في موقع ما ، فتقع الطامة بحجم تلك المسؤولية ، وهو ينم عن شخصية ضعيفة مهزوزة ، تبعد النفس عن تقبلها ، حتى ولو تظاهر الحاقد بالهدوء والتدين والبساطة احيانا فهي اسلحة قد تكون ضرورية لممارسة عمله، فهو يصعب عليه المواجهة للمقابل ، فيلجأ الى تخزين المواقف مع من تعامل معهم من اقربائه او زملائه ، ليمارس الحقد عليهم عندما تحين فرصته ، عبر تصفية الحسابات باسلوب الخبث اوالتحتية اوعن طريق تحريض الاخرين على من يحقد عليه..
الامر قد يكون مستوعبا او من السهل احتوائه حين يكون الحاقد شخصا عاديا او مواطنا كبقية الاخرين ، فيصبح القرب اوالبعد منه بحجم خبث مواقفه وحجم الاساءة فيها ..
ولكن المصيبة الكبرى عندما يكون هذا الحاقد في موقع المسؤولية ، يتحمل مسؤولية عامة ، يفترض ان يقدم من خلالها خدمة للدولة او النظام السياسي ، سيما اذا كانت مسؤوليته بمستوى استخلاص النتائج والتوصيات في الصفوف الثانية او الثالثة في مؤسسة ما ، لان هذه المواقع بيدها حبك الوقائع وتنظيمها وخلاصة النتائج والتوصية للمدير او المسؤول الاكبر ، حيث يلجأ الى ممارسة حقده وتصفية حساباته بطريقة لا يدركها من يمارس عليه الحقد ، فتظهر النتائج على ايدي الاخرين ويكون هو (أي الحاقد) يقطف ثمار حقده وهو في موقع المتفرج الذي يتلذذ على ما اقترفته يداه ، ولكن السؤال الكبير على حساب من يصفي هذا الحاقد المسؤول عنفوانه نفسيته المدمرة ؟!
نعم على حساب الدولة والنظام السياسي الذي يفترض انه يسعى لخدمته ، وذلك عندما يستقطب العداوات للنظام وعندما يزيد بل ويوسع من حجم المعارضة له، من خلال استغلال صلاحيات وظيفته ليصفي حسابه على من يحقد عليهم من اقربائه او زملائه السابقين او جيرته وابناء حيه او..
خلاف الراي يثري المسيرة ، ويراقب الاداء للدولة، ويشكل متنفسا سياسيا تنصهر فيه الرؤى، لتشكل بوتقة تخدم النظام السياسي نفسه، وتحافظ عليه من خلال برامج الاصلاح التي تقدم، وتجري مناقشتها واقرارها حسب القناعات بها .
ولكن المسؤول الحاقد على ذلك القريب او الناشط يهمل ذلك كله ويبحث عن كلمة او عبارة او موقف او نشاط ، ليجعل من الحبة قبة ، تأويلا وتسطيحا وامعانا فيما يضمر في نفسه من اساءة وحقد، وليخسر من يخسر حتى ولو كانت الدولة او النظام السياسي الذي يخدمه ، ما دامت اسارير الحاقد تنفرج ويرتاح بها صدره ، لينتقل الى جولة اخرى ومع من هذه المرة ؟!
ولكن الخسارة تبقى وتتراكم على النظام نفسه دون ان يدركها احد ؟!




ما كتبه خبير الادارة د .واصل المومني قبل سنة يتوافق 100% مع هذا المقال الرائع


المتلونون، وقدرتهم على التلون
نحن نعرف أن الانتماء الحقيقي لهذا الوطن هو بذلٌ وعطاءٌ وصدقٌ وانتماء، ومنطلقاته التجرد من التصرفات الرخيصة والقيم الهابطة والسلوك المنحرف، لأن من أعلى مراتب الانتماء البذل الذي يصل إلى درجة الفداء والتضحية، والمنفعة فيه لا تعيق العمل الجاد، ولا تحرف السلوك، لأن المبدأ هو الأساس، وصاحب المبدأ لا تهزه الزوابع، ولا تغريه المراكز.
وعندما تختلط الأوراق وتهبط القيم يستطيع المنافقون أصاحب الألسنة المراوغة، والحركات التمثيلية، القدرة على تلوين الوجه والجلد أن يخدعوا الناس بألسنتهم ويوهموا الآخرين بسلوكهم والانبهار بهم، فتارة يتلونون بالدين، وتارة بالوطنية، وأخرى بالانتماء والإخلاص، فإذا كان الوضع يتطلب منهم البكاء يبكون، أو التودد يتوددون، أو الهدايا يرسلون، أو العنصرية يتعنصرون، أو الكذب يكذبون أو النميمة ينمّون، فهم يعتبرون اللصوصية دهاء والخدعة لباقة والكذب ذكاء، وأكل حقوق العباد مرجله، والخنوع والتذلل مصلحة.
نحن نعيش هذه الأيام مع من تحركهم المصلحة، وتوجههم المنافع ويحكمهم حب الذات والمادة، لديهم القدرة على التلون كالحرباء، يتقنون مهارة الثعلبة، ومقدرة القردة على التمثيل، ذئاب الأخلاق، ضباع الطباع، يميلون مع الريح حيث مالت، يهتفون ويصفقون للمنتصر، ليس لهم ذمم تحدد معالم هويتهم، أينما وجدوا الفرصة التي تحقق لهم أهواءهم ومصالحهم لبسوا ثوبها، وأظهروا الإخلاص لها همهم الوحيد الوصول.
يغتنمون الفرصة ليسرقوا قوت الآخرين، ويتسللوا إلى أهدافهم عن طريق التلون، يبيعون أخلاقهم بمصالحهم ومنافعهم، ويأبى الطبع اللئيم أن يفارق سلوكهم، وتظهر علامات الحقد على جلودهم وجوارحهم، التلون همهم الذي أعمى قلوبهم وأبصارهم.
ما أسوأ الأيام التي نعيش غاب عنا من لديهم القدرة على اكتشاف المتلونين، فقد استطاع المتلونون الممثلون أن يصلوا إلى مواقع كثيرة وحساسة، وأن يتسللوا إلى ثغورٍ خطرة وينمون ويتكاثرون ويُفرّخون في جميع المؤسسات والميادين حتى فسدت أجهزة عديدة بفضل عبثهم وتلونهم، وأفسدوا كل الجهود التي بذلت لتكوين مستقبل أفضل لهذه الأمة.
الوطن يحتاج منا في هذه المرحلة الولاء والانتماء والحذر كل الحذر من الذين يجيدون لعبة التلون على أغصان المصلحة ، والمنفعة، وحتى في الملابس البراقة، والكلمات المعسولة، ودموع التماسيح، والابتسامة الصفراء.
فأصحاب الولاء الصادق، والانتماء الصحيح لا يحبذون صناعة العبارات الكاذبة، ولا يجيدون التمثيل، همهم إظهار الحق والعدل والعمل الجاد، وتغيير الوضع الذي نعيش؛ لأنه أثقل المخلصون في هذه الأمة، ولا يملكون إلا الكلمة الموجعة على ألسنتهم، أو الاحتجاج على هؤلاء الممثلين، فإذا ما نام الناطور عن الثعالب وهي تقطف ثمار العنب؛ فلا بدّ للناطور من أن يصحو?Z يوماً.
حمى الله هذا الوطن العزيز من أذاهم، وشرورهم، وهيأ لولاة أمورنا القدرة على تقييم الرجال، ليبقى الأردن عزيزاً قوياً عصياً منيعاً.




الإدارة: بين الغربة والاغتراب
لا شك أننا نعيش في هذه الأيام أوقاتاً غير عادية في حقل الإدارة التربوية، إذ يشعر المرء بأننا وصلنا من نقطة تاريخية نحو الأسوأ، فعندما نجتاز حاجز الزمن ونلتقي مع الحقيقة وجهاً لوجه يبرز لنا معدن النقائض الإنسانية من كذب وغلٍ وحقدٍ ونرجسية، ويبدو أن الإنسان مهما حاول أن يغطي حقيقته بشتى الأغلفة والمظاهر الكاذبة فإنه في أعماقه يعرف كل شيء...، فالجبان مهزوم في أعماقه مهما حاول أن يخفي، والوصولي كذلك يكشفه سلوكه، وفي السنوات القليلة القادمة سنشهد الألم الذي سنتلمسه نتيجة الجراثيم التي م?Zصُلت بها أقنية الشخصنة، والمغالطة، والتشكيك، والعجز في اتخاذ القرارات، التي تسللت إلى أنسجة التفكير الواعي والإبداعي فلاثت وخربت القلوب والعقول، مما انعكس سلباً على المخرجات التعليمية برمتها، والحقيقة تؤكد أن هؤلاء هم مظهر المشكلة لأنهم أفرزوا هذه المرحلة بكل فقرها، وتناقضها، وعيوبها، وسلبياتها، ومهازلها.
إن عجز هذه الإدارات أو ما يُسمّون (بسماسرة التربية) عن الانسجام مع الواقع التربوي، واستيعاب مراحل التطوير التربوي، وحسن التصرف في اتخاذ القرارات، وطريقة التعامل مع التابعين، وعدم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، أحدث هوة عميقة من عدم الثقة بين كوادر مديريات التربية والميدان؛ مما ولّد التشكيك والتناحر، والتباغض والرفض بين العاملين، فضلاً عن محاربة المبدعين، والمتفوقين، والمخلصين لهذا الوطن العزيز ولقيادته، وتبديد جهودهم حسداً من عند أنفسهم، وإيصال المفسدين الذين يلجأون إلى الرشوة، وتبادل المنفعة عن طريق ما يسمونه بالتوريث في المراكز، الذي أصبح يتردد في بعض المديريات بصرف النظر عن المسلكيات الوظيفية، مما جعل كل فرد من العاملين يصل إلى مرحلة انعدام الثقة في هذه الإدارات، وتدنٍ في الأداء.
إن تدني الأخلاقيات بصفة عامة ، والانحراف القيمي المترجم بسلوكات منحرفة، وغياب الأمانة العلمية، والالتزام الأخلاقي، وانتشار التمييز والمحاباة، والنفاق، كل هذا ساعد على انتشار الفساد، وخير دليل على ذلك تعيين بعض المتنفذين، ومن تربطهم علاقات مع بعض المستفيدين للدفاع عن قراراتهم، وتعيينهم على حساب من هم أحق منهم وأجدر، فالقرار غير الرشيد يؤدي إلى السقوط الأخلاقي، وفقدان السلطة القيمية، وبالتالي إضعاف فاعلية النظام التربوي بأكمله، فالمشكلة مشكلة (أخلاق) فالمبادئ التي تأتي من خارج كيان الإنسان تفتح الباب على مصراعيه لحدوث التناقض المحزن بين ما تنادي به وما تفعله، فإذا ما اتخذ المدير قراراً فاسداً، فإن جميع العاملين يلاحظونه ويدركونه، مع أن القرار والصلاحيات بيد المدير لكنّه لم يتنبه إلى السقوط الأخلاقي، وبالتالي ينعكس بشكلٍ سلبي على العاملين، ويؤدي إلى عدم الطاعة، والاحترام المتبادل بينهم وبين المدير.
لقد نظر أفلاطون إلى التربية على أنها كيان عضوي متكامل يستند في قيامه وبقائه على التربية... فالرجل العادل الذي يبذل ما في وسعه ليعطي الدولة قدر ما يأخذ منها، لا أن يستغل موقعه ومنصبه ليأخذ كل شيء فلا يبقي ولا يذر، فإذا اختل العدل يبدأ الفساد ينتشر، وإن فساد النظم التربوية يقود إلى فساد النظم السياسية، لهذا أولت الولايات المتحدة الأمريكية واليابان التربية اهتماماً كبيراً، ففي عهد ريقان(1983) جاء تقرير اللجنة الوطنية المكلفة بدراسة التفوق والسبق في التعليم " امة معرضة للخطر" حول حتمية إصلاح التعليم في أمريكيا، فركزوا على القيادة الإدارية التي تمتلك فن التأثير بالتابعين، والتوازن بين بعدي العلاقات الإنسانية والإنتاج، واحترام قيمة الفرد، وتبني الموهوبين والمبدعين وتحفيزهم، فالمشكلة هي قضية امة تود أن تأخذ مكانتها في عالم شديد التنافس، ليس لديها من أداة لتحقيق ذلك إلا التربية، وأن التاريخ لا يرحم، ونتيجة لهذا الإصلاح تفوقت الولايات المتحدة الأمريكية على العالم سنة(1991).
وفي اليابان في عهد ( طوكو جاوا) تم التركيز على الطابع الأخلاقي في التربية – العدل- وحب الخير للآخرين- وحسن المعاملة- والأمانة والشرف- وتكامل الشخصية على اعتبار أن التعليم خدمة وطنية عامة، وواجبٌ قوميٌ مقدسٌ يتجاوز الفردية والفئوية، ويجسد عامل التوحيد الأهم لعقل الأمة وضميرها، لأن المستقبل البشري لا يحتمل تكرار الأخطاء.
ومن اللافت للانتباه أن المنظومة الفاسدة تضم عدداً من الأفراد داخل المؤسسة التربوية لغايات المنفعة الشخصية، وتخطط لفترة طويلة من الزمن بغرض الديمومة والبقاء للشلة، ففي بعض مديريات التربية والتعليم، تستأثر الشلة بالقرارات منذ التسعينيات من القرن المنصرم، ومن المؤسف أيضاً أن الإدارة العليا منذ زمن بعيد لا تمتلك معلومات كافية عن المفسدين، أو ضعف التواصل مع العاملين في الميدان، والاستماع إلى همومهم، والاكتفاء بالمعلومات الواردة إليهم من الإدارة الوسطى التي تتمترس حول العقاب، والتهديد، والوعيد، وقمع المعارضين لها، وعدم اكتراثهم بسبب خروجهم من طائلة المتابعة القانونية، والتساهل مع قراراتهم، أو الالتفاف عليها، وتركها مطلقة اليد تصنع ما يحلو لها، وتبيع نفسها لمن يدفع أكثر دون أي رقيب أو حسيب، فتحولت هذه الفئة إلى بؤر تضليل، لتتمكن من الاستمرار والبقاء.
ومن المطمئن وما نتلمسه من خلال حديث معالي وزير التربية والتعليم أنه وضع يده على جميع الاختلالات وبمنتهى الدقة والموضوعية والشفافية وبفترة زمنية قصيرة، وتحدث عن ذلك في الصحف الرسمية والتلفاز ونأمل معاليه إصلاح ما فسد وترميم ما هدم، فالتربية وكما قال: بحاجة ماسة إلى"التغيير والتجديد" وكل الأردنيين يُحيّون هذا التوجه الجريء والبناء لخدمة أبناء الوطن.
أعلم يقيناً أن الصدق مع الناس الذين لم يتعودوه أمر من الصعاب، لكنني تعلمت أن الساكت عن الخطأ مثل فاعله ، فلا بدّ من صيحة موجعةٍ تعيدهم إلى روعهم ورشدهم، لأن النظرة القاصرة والتحرك الأعرج والفهم المغلوط والغرور والأنانية القاتلة تعتريهم، وتسيطر على عقولهم.
وعلى أية حال، ينبغي دوماً أن نشد على أيدي العاملين والمعلمين المخلصين خدمة لهذا الوطن الحبيب تحت قيادته الهاشمية الواعية؛ لنبدأ معركة الحق ونطوي ظلمة الليل الذي نأخذ بأثقاله علينا منذ زمنٍ بعيد.


سيدي الكاتب : شكرا لك فهذا مقال رائع وواقعي جدا . وقد اختبرنا وجربنا وعانينا قبل سنة في مديرية تربية عجلون من مدير تربية حاقدا واناني وسادي ومصلحجي ومتلون ومتفرعن ومدعوم من امين عام سابق واخر حالي لوزارة التربية ، ولا يخاف الله ويقدم مصالحه الخاصة التافهة على مصالح الاخرين وعاث في مديرية تربية عجلون فسادا ودمرها واعادها الى الظلام لانه وصل الى هذا المنصب بالواسطة والمحسوبية والنفاق وبطرق ملتوية وخادعة رغم انه كان معلم اقل من ضعيف وامضى 11 سنة يتكسب خارج الوطن ولا زال موظفي مديرية تربية عجلون يعانون الامرين مما احدثه المذكور على الرغم من نقله وبسرعة الربق الى مديرية تربية اخرى ، لقد هدد امننا الوظيفي وعطل حركة الانتاج والابداع في مديرية تربية عجلون . ونشكر هذا الموقع الكريم على نشرهذا المقال. والحمد لله على .......
10-02-2012 03:39 PM
فنيخر
المبجل
و ابن الاكرمين
الشيخ و الكاتب
ابراهيم الداوود
بعد ما حجيتلي
و عرفت باي ايد حظرتك بتكتب
فاني
اقول
"سلمت يمناك"
جراسا الغاليه
و المحرر المبجل
شكرا
11-02-2012 08:39 AM
صقر1
شوة تتوقع يطلع من هيك نواب؟؟

ما بيجيك من ....
11-02-2012 04:32 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات