"صور"


***
رجل في الأربعينات: متزوج لديه أولاد، متقاعد، يعمل عملاً آخر ما بعد التقاعد، شقة بالإيجار، لا يملك قطعة أرض، ولا يملك المال لشراء شقة، وولده على أبواب الجامعة، التي من الممكن ألا يدخلها بمكرمة ملكية، فيضطر الأب إلى تدريسه على نفقته الخاصة، بالصيف يشرّع النوافذ، ليحصل على بعض نسمات الهواء، خوفاً من تشغيل المروحة، فتزداد قيمة فاتورة الكهرباء، وبالشتاء، ينام بعد صلاة العشاء، توفيراً للوقود، الذي يقيه برد الشتاء القارس، فلا يستطيع تأمينه بقية الشهر.
***
رجل في الأربعينات: ابن مسؤول سابق، يسكن في فيلا، ولديه بعض السيارات، وشركة خاصة، ولا ننسى المزرعة، التي من الممكن أن يزورها بالسنة مرة، بالصيف يغلق النوافذ، ليحصل على تبريد ممتاز من جهاز التكييف، وفي الشتاء، يعبئ صهريجاً من الوقود للتدفئة المركزية، ولا يتلذذ إلا بسيجار كوبي مستورد، ويطلق لفكره العنان، كيف ينهب مليوناً آخر ليضيفه إلى ملايينه؟
***
شاب في نهاية العشرينات: يحمل شهادة جامعية، خريج منذ عدة سنوات، ينتظر دوره في التوظيف، يعمل هنا وهناك لقضاء حوائجه، خوفاً من زيادة العبء على والده، يحلم بالوظيفة، وبقطعة أرض، ينشئ عليها شقة صغيرة، يجتمع بها مع زوج المستقبل، لم يبق لتحقيق حلمه الكثير، بضع عشرات من السنين.
***
شاب في بداية العشرينات: ربما خريج جامعي، أو يحمل شهادة الثانوية العامة، لديه سيارة، ورصيد بالبنك، ووظيفة محترمة بأجر عال، وشقة جميلة، ويبحث عن بنت يتزوجها، أبوه مسؤول في إحدى الوزارات.
***
احتفال لمغن وطني، يغتنم الأهالي الفرصة للترويح عن أبنائهم، والتغني بوطنيتهم، فينطلقون إلى الساحة العامة، التي يتوسطها مسرح، ليكون المغني أعلى من الجمهور، ليرفعوا رؤوسهم للأعلى، ناظرين إلى المغني، آملين أن يبقى الوطن بخير.
***
سهرة ليلية في مرقص، أو ناد ليلي، يحييها ثلة من المغنين الماجنين، والراقصات العاريات، على مسرح محاط بالموائد المستديرة، التي يتحلق حولها الفاسدون، رافعين رؤوسهم للأعلى، حتى لا يروا الجباه التي يدوسونها.
***
عاد إلى المنزل بعد يوم عمل شاق، اغتسل، داعب أبناءه، احتضنهم، سائلاً المولى عز وجل، أن يكون مستقبلهم أفضل، اجتمعوا على "قلاية البندورة" على وجبة العشاء، وبعد هنية، احتضن فرشته وغط في سبات عميق، أتاه حلم جميل، مبلغ من المال سوف يأتيه قريباً، وفي الصباح، استيقظ على جرس الباب، كان مبتسماً مما رأى في منامه، انطلق ليغسل وجهه فلم يجد ماء في المغسلة، ولكن لم يكترث، وتوجه إلى الباب، وإذا بساعي الكهرباء، يطلب 25 ديناراً قيمة فاتورة الكهرباء.
***
عاد إلى المنزل في الصباح، بعد عشاء في أفخم المطاعم، تليه سهرة ماجنة، أتاه في منامه أن بركة السباحة في منزله غير نظيفة، وما إن استيقظ في الظهيرة، حتى تذكر الحلم، فرفع سماعة هاتفه على مدير المياه، معاتباً له، وما كاد يتم فنجان قهوته، حتى كانت صهاريج سلطة المياه تضخ المياه في بركته.
***
مررت على أحد الفاسدين، يتوسط رجلين، الذي على شماله من شيعته، والذي على يمينه من باقي القوم، وما جذب انتباهي، أن يده اليسرى مبسوطة، ويده اليمنى مقبوضة.
اللهم اجعلني من أهل اليمين.

EYAS_ABOOD@YAHOO.COM



تعليقات القراء

"سنه و ليس فرظ"
1.النوم بعد صلاة ال اعشا "سنه"
و ليس "فرظ"
2.بلغة "اهل عبدون"
(مين ائله يبعزئ مصاريه و يخلف ازا مو ائد الخلفه) او (يخلف كتير)
3.بالنسبه للتاني:
"ايه الناس :مراتب و منازل"
ومن الله ,احنا شو دخلنا,اصطفلوا
4.بالنسبه للتالت:
"اللي معهوش ما بيلزمهوش"
5.لقد مللت:
"ماذا لو قرر الفاسدون :
" التوبه"
وباب التوبه مفتوح :
حتى: تشرق الشمس من المغرب(للجميع) او حتى :يغرغر العبد
(وحد علمي لم يفطس فاسد بعد)
اعود و اقول:
ماذا
لو تابو و قرروا التفرغ للعباده
و التبرع بالمال المهبوش للفقراء
هل :(انتا و غيرك)
"ستبقى تنادي بمعاقبتهم؟
08-02-2012 10:06 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات