في العصر الجاهلي وعندما كان العبد يشترى ويباع كان بعض الأسياد يقوم بخصي العبد من أجل أن يفرغ قوت العبد وشهوته الجنسية, ويحفظ قوة لخدمة مصالحه , ويأمن جانبه. وهذا ما قام به رئيس الوزراء عون الخصاونه بالحراك الشعبي. حيث قام\\\\\\\" بخّصي\\\\\\\" .وتفريغ قوته ,وشهوته بالمطالبة بالإصلاح وتشتيت الجهد, والمطالب, وشّخصّنّتُها. حتى استطاع أن يخفف حدة وقتل هذا الحراك. وهذا لم يكن بالأمر السهل أو اليسير على رئيس الحكومة بل أمر شاق ومضّني ومكلف لكنه اعتمد بشكل رئيسي على وزير إعلامه المحنك السياسي والإعلامي والعارف في شؤون العشائر. وعلى الجانب الآخر قام بالدور الأكبر رجل لا يقل دهاء وخبرة في الشأن السياسي والأمني الفريق فيصل الشوبكي.

وقد صرح رئيس الوزراء حين تشكيل الحكومة بأن الحراك عبارة عن مجموعات قليلة تفتقد الاستراتيجيه والتنظيم ذات مطالب الشخصية. وأثناء مشاوراته استدعى الجهة المعارضة الرئيسية الوحيدة حزب جبه العمل الإسلامي, والمستفيدة الوحيدة من عملية الإصلاح إذا ما تمت على المدى القريب. وخرجوا من بيته مادحون بل مُتّغزلون بعون الخصاونه على شاشات وسائل الأعلام. لا نعلم ما جرى داخل الأبواب المغلقة,. هل تم عقد صفقه بينهما, أو عملَ رئيس الحكومة لهم \\\\\\\"حجاب\\\\\\\" محبه له . ولكن ما نعلمه ورأيناه بعد ذلك أن أخوان اليوم ليسوا بالإخوان الأمس ومطالبهم اليوم ليست بالمطالب والطرح الذي كان على دور حكومة البخيت. بل نراهم اليوم يتحدثون عن حوار مع الحكومة ومع مدير المخابرات الذي يطالبون بكف أيديهم عن العمل العام . وتعدى الأمر ذلك وصار الأخوان هم من يوهيؤون الأمر والحوار مع الحراك الشعبي بطرق غير مباشر .

وعلى الصعيد الآخر قام وزير الإعلام ومدير المخابرات بدور كبير جدا ويستحقوا عليه الشكر في التغلغل في الحراك الشعبي بعدة طرق منها السياسية ومنها الأمنية والتي بدورها أدّت إلى تفتيت الحراك وتشويهه وإظهاره على انه حراك مصالح شخصيه ومطالب فردية لا إصلاحات. حيث قاموا بالإساءة إلى المطالبين بالإصلاح من خلال دس بعض العناصر لرفع بعض الشعارات التي تُسيء إلى الحراك وتقلل شعبيته عند المواطنين واستخدام ورقه بعض العشائر الأردنية على أنها ضد الإصلاح وترك بل وتحريض البعض للإساءة والتعدي على الحراك في بعض المناطق. وكما قاموا بتفريغ المناطق ذات الكثافة العشائرية من المسيرات والحراك وتوجيه بعضهم بالمطالبة بملفات جانبيه وترك المطالبة بالإصلاح ومحاربه الفساد ,والدفع والرفع وعقد الصفقات المستقبلية ,. وما مسرحية عدي أبو عيسى بحرق صورة جلالة الملك عنّا ببعيد . حتى وصل الأمر إلى جعل بعض من يسيرون في المسيرات والمطالبين بالإصلاح إلى عقد بعض مؤتمرات الحوار مع الحكومة في الفنادق ذات الخمس نجوم والصالات , والهدف منه سحب الناس من الشارع إلى الصالات المغلقة.

هذا غير دور جماعة الشد العكسي من فاسدين وتجار وسماسرة والمنتفعين من الفساد والوضع القائم, والذين دفعوا وحرضوا وخططوا ونفذوا.

وأنا أتسأل هُنّا هل الحكومة اعترفت بأن هناك حراك شعبي واعترفت في مطالبهم الرئيسية؟ حتى يكون هناك حوار على شكل وأليه تنفيذ المطالب لا اعتقد ذلك؟.

وماذا قدمت حكومة الخصاونه إلى الشعب والوطن حتى ينتهي الحراك؟ وما هي الإصلاحات التي قامت بها؟.

لم تقم ولن تقوم حكومة الخصاونه بأي إصلاحات سياسية أو اقتصادية غير ترجمة إصلاحات حكومة البخيت السابقة التي قامت بها مثل قانون الأحزاب والانتخاب توصيات لجنه الحوار الوطني ,والقوانين الواجب إقرارها المتصلة في التعديلات الدستورية السابقة .وغدا لناظره قريب.

بهذا استطاع عون الخصاونه والفريق فيصل الشوبكي القضاء على الحراك الشعبي وتفريغ مضمونه وهما وبكل أمانه يستحقان الشكر على القيام بواجبهما وأنها الحراك الشعبي الأردني بأقل الخسائر. هذا مع وجود بعض أصحاب الأجندات الخاصة ورخيصي النفوس. وسوف ترون قريبا ما كتبته في مقال سابق بعنوان نعي الحراك الشعبي ,,,الفاضل, ودفنه سوف يكون في رّبيع هذا العام.دون تحقيق شيء يذكر.ولك الله أيها الوطن.