بيوم من أيام الصيف الحارة جدا ً وأنا موجه على البنك بأخر الشهر حتى اقبض راتبي صادفت بنص الشارع ختيار طالع من البنك وبيده شوية قروش بعد فيها، اطلع في بنظره كلها هموم ومواجع، وكأنه بقول لي طريقك رح توصل لطريقي، ورح يجيك يوم تعد مثلي، حنيت عليه وسلمت، رد عليّ السلام وحسيت بكل حرف طلع منه بقول أخ، وكل أخ بطلع من صدره مثل ضرب المنفاخ، قربت منه وقلتله سلامتك ياعم في شي بقدر أساعدك فيه، قعد على الرصيف وقال سلامتك يا بني بس إلي أنا فيه ما ناس بقدر يساعدني عليه، خير يا عم اعتبرني مثل ابنك وقل لي وش إلي أنت فيه، رد وقال قبل ما أقلك يا بني بدي أسالك أمك وأبوك عايشين؟ جاوبته الحمد لله، وسألني مرة ثانية كيف أنت معاهم ؟ جاوبته كمان بالحمد لله، شفت عادة يا بني إلي أنا فيه ما رح تفهم علي فيه، لأنه علاقتك بأهلك كويسة، والدليل أنك حنيت علي وأنا رجل غريب، أنا يا بني عندي أولاد ما بعرفوني الا عند الحاجة، لما كانوا صغار كنت أنا اسويلهم كل شي، ربيتهم، وعلمتهم، وكنت ما اصدق ويجي أخر الشهر حتي أجي على البنك واستلم الراتب وأنا مستعجل لأنه علي بده دفاتر، وسامر بده بنطلون جديد، ومروان بده بوت حتى يلعب به بحصة الرياضة كرة قدم وبعدها سرت أجي على البنك حتى استلم الراتب وأحوله دولارات لأنه سعيد بستانني أبعثله مصاري حتى يكمل طب، وهسى يا بني بجي على هالبنك عشان استلم الراتب واشتري فيه دواء من الضغط إلي سببه علي وسامر، والسكري إلي ما بجي الدكتور سعيد يفحصلي نسبته، عرفت يا بني شو حالتي، ظليت واقف بمكاني وفارقني الختيار وهو بتكلم مع حاله " لا حول ولا قوة الا بالله... عليه العوض ومنه العوض .... حسبي الله ونعم الوكيل" بعد ما غاب عني بالشارع كملت طريقي وما فتت على البنك لأنه المصاري لا بتقدم ولا بتأخر، وأنا بقول فحالي ولا مالي يا رضا الله ورضا الوالدين.