يا قادة شعب فلسطين


لقد دمر اليهود غزّة. غزّة الأرض والحرث والمساكن والمساجد والمدارس والبشر الرضع، والشيوخ الركع، وارتكبوا محرقة انتقام وعقاب، وقهروا شعباً أعزل في سهول الظلم، وعلى شواطئ الجوع والخوف، وفي أطراف صحراء التيه والضياع، ليموت جوعاً أو رمياً بالرصاص، ورسموا وشماً قبيحاً يلوح في جبين أمتهم، وخضبوا بدماء أهلنا معابدهم، وعمدوا مرشحي الانتخابات بأشلاء الأطفال ليفوزوا بعدد المقابر التي دفن بها الشهداء.

يا حكماء فلسطين ما لي أراكم تنازعتم على سمك في بحر إسرائيل، وقدمتم شهداءكم في محراب حرية اختلفتم على لونها قبل أن تولد، وتنافستم في ميادين داحس والغبراء، وانتقلتم من الفراغ الى الفراغ ومن الدلف الى المزراب، أنتم تعلمون ان ارض دولتكم الموعودة عبارة عن جزر في بحر إسرائيل، وهي لا تصلح ولاية لعلي ولا امارة لمعاوية.

ومؤتمر الرباط العام 1974 استرعاكم على ارضكم وشعبكم، فانتشر سرطان الاستيطان ليترك ارضاً مشوهة وخلايا ميتة وجسداً خائر القوى وتوزع دم الضحية بين قبائل قريش، وفقدنا الأمل في قيام دولة قابلة للحياة، وزعماء احيوا بنا جرحاً غائراً في ضمير الأمة، وعادوا ينبشوا موجعات التاريخ في معارك صفين ورفع المصاحف على أسنة الرماح، ليدخلوا مسلسلات التحكيم وتضيع القضية بين دهاء العرب ومتطرفي اليهود وازدواجية المعايير في العالم.

يا زعماء فلسطين اذا عجزتم عن تحديد استراتيجية السلام أو المقاومة فإلى متى نستمر في متاهات الضياع؟.

أراكم تعيشون أزمة قيادة وأزمة ثقة وأزمة رؤيا، قست قلوبكم رحماء على الآخرين أشداء بينكم.

والسؤال الأخير: إلى متى ستبقى مجازر الأطفال صرخة تنادي ضمائركم المتنافرة أن مبتدأ حريتكم هو وحدة صفكم؟.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات