ليس أول إعصار يفتك في جسم الأردن بالإضافة إلى الفتن والمآسي فندبنا غضب ضمائرنا أن يوقد لهيب الدفع عن هذا الوطن وقد بنوه الإباء والأجداد, فكلنا حطب لهذا الوطن الغالي, كيف لا وهو أحرق كل شوائب الفساد والإرهاب بأشكاله ليبقى بعد ذلك المخلصون الأردنيون يحكمون ارض فيلادلفيا بعيدا عن أرذال ... باعوا ضمائرهم بثمن بخس .
الأردنيون أهل العزة والكرامة مهما جار الزمان وطال النوم ، أهل الأردن كلما طلعت أشعة الشمس أو غفت أهداب جفونها فهم أبناء الوطن و عينها وإن صار وغفت شمس كرامتنا فعليه تغفوا وقت احتجابها .
الأردنيون مهد الحضارات ، هم الأمجاد وكل الحسب والنسب, وهم غرة عين الكون وبهم انتصب الأردن ولهم خشع التاريخ ، أهل ألعزه والفخر وهم نبراس الأمة وضياءها.
الأردنيون قصتهم عجب شغلت بغموضها الأقلام حين مرت بهم ، فهم أهل مجالس العلم والأدب والثقافة والشهمة والكرامة ، وهم من آل هاشم هؤلاء الشموس التي لم تطلع على الأيام مثلهم ، هؤلاء أهل خير من عمر بناء الأردن الحديث وأعظم من وثب عليها ، ال هاشم يمثلون لنا الحياة بكل بهجتها وهم شهادة الحق حين تجب ،
هذا الأردن اليوم أمام أعينكم ، هذا الدمار هذا الخراب وهذا أبناؤه حطب لمن جاء يحتطب ، فمتى يتقد الغضب وقد وهبنا له كل ضلوعنا وقوتنا حطبا ؟..
أما آن الأوان لنشتعل لهبا ونزحف مع الهاشميين أفلا يستحق اليوم منا فقط الهتاف والكلام ،لالالا للتخريب, الخطاب والرفض بالأقلام والأصوات لرموز الفساد وهذا لا يكلف شيئا ولا يخسرنا ثمنا بل منه نجني الثمار خاصة ونحن نستطيع تحقيق الأهداف التي ينشدها كل غيور شريف بكل وعي وانتظام بعيدا عن الفوضى ..وعن التخريب ألا يقدر الأردنيون على ذلك وقد ملئوا الدنيا بشجاعتهم و بنخوتهم ومن جودهم يعطون ويحتسبون كي لا يرى أحد روعة مروءتهم فما بالهم اليوم؟
فبرفضنا لكل أنواع الفساد والمفسدين وبالوقوف بوجه الفتن وبتوحد قلوبنا وأهدافنا مع جلالة الملك والعائلة الهاشمية وتنسيق المواقف بكل ذكاء وفطنة سيفزع ويرتعب كل الظالمين والمتسلطين البائسين لأن طوفان غيض الأردنيون إذا اقترب منهم سيهلكهم ويرجعهم عدما كما كانوا ،
لهذا ولغيره تحركت في عروق الأردنيون دماء الغيرة والكرامة ، لا الخطب ولا الدمع ولا الشكاوى ، بل انتفضت روح الوعي والفكر روح الشباب الهادف بكل ما وهبهم الله من الشرف والعزم الصادق أنهم الأردنيون. حفظ الله هذا الوطن و شعبه ومليكه من كل شر اللهم آمين