الحديث عن الرموز الوطنية الصادقة والعاملة من اجل بناء الوطن، وازدهاره وتقدمه ورقيه ورفعته، من اجل الوصول به الى مدارج الرقي والنماء والتطور والازدهار والتحديث الشامل في مختلف القطاعات الاجتماعية والاقتصادية والتربوية والثقافية والمجتمعية والتنموية، كان هاجس نفر طيب ومخلص ومنتمي للتراب الاردني، وثرى الاردن الطهور، حيث اخلصت فئة من ابناء الوطن، لخدمة المواطنين والخدمة العامة في شتى المجالات، دون كلل او ملل، وعملت بجد واخلاص وتفاني، وعمل مستمر ودائب، تواصل الليل بالنهار دون ان يقف امامها عقبات، او او حواجز بشرية او ادارية، او تعقيدات حكومية او مثبطات شعبية، او اهلية او مجتمعية، او من كوادر الحرس القديم، والتي كانت تشكك بكل موقف، او مسيرة عمل ،او اداء واجب، يهدف لخير البلاد الاردنية، من اجل تطورها وتقدمها وازدهارها.
ولقد كانت هذه الفئة المخلصة من ابناء الاردن البررة ،المنتمية للنظام الملكي الهاشمي، والاسرة الهاشمية الماجدة ،والمجتمع الاردني، والتي عملت بجد واخلاص، تخطت الصعوبات وذللت المعيقات وتجاوزت المثبطات والمحبطات، وقهرت الظروف الصعبة، وكانت تعمل على حل الكثير من الاشكاليات والمعيقات من اجل العمل الجاد المنتج ،ومن اجل العمل الوطني الصادق ،لخدمة قضايا التنمية المختلفة، التي تستهدف رفعة المجتمع الاردني وتقدمه وازدهاره وتطوره، وفي شتى المجالات المختلفة للارتقاء بواقعه الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والتربوي نحو الافضل، واننا اذ نتحدث عن رموز العطاء في وطننا الحبيب المنتشرين في ربوع الوطن ،في الشمال والجنوب والوسط، ومنهم من الحضر والريف والبدو، لنقف وقفة اجلال واكبار على تلك الجهود الطيبة التي قدموها للوطن ،في مرحلة كانت بحاجة لجهود كل المخلصين والاوفياء، لوطنهم وعرشهم الهاشمي المفدى، ولمجتمعهم الاردني الطيب، فلهم منا كل الحب والتقدير والاحترام، لرواد العطاء، وصناع الامجاد، والمخلصين للوطن .
وسنتوقف هنا للحديث عن واحد من رواد العطاء في منطقة البادية الاردنية، ونخص بالذكر معالي المرحوم الدكتور محمد عضوب الزبن ،الذي يكن له ابناء البادية الاردنية ككل، وابناء البادية الوسطى في لواء الجيزة والموقر وعشائر بني صخر، كل الاحترام والتقدير والامتنان على مسيرته الطيبة، في جهود التنمية المحلية لخدمة قضايا واحتياجات وهموم ابناء البادية الاردنية المتنوعة والمعقدة والكثيرة، والتي استطاع معالي المرحوم الدكتور محمد عضوب الزبن، ان يتصدى لها بعزيمة لا تكل، وعمل متواصل مستمر ،وجهود جبارة متواصلة ،اذ عمل الدكتور محمد عضوب الزبن على خلق استراتيجية تهدف الى تنمية البادية الاردنية ،حيث عمل على نشر مراكز البريد في مناطق البادية الاردنية ،حينما كان وزيرا للمواصلات والاتصالات لخدمة ابناء البادية في ذلك الزمان والتي كانت الرسائل البريدية والمقاسم الهاتفية هي وسيلة الاتصال بالاهل والاحبة والطلبة في داخل الوطن وخارجه، وكم سهلت هذه الخدمة على الناس في اجراء المكالمات الهاتقية، وايصال الرسائل الى ذويهم، وخاصة في البادية الاردنية ،حيث كانت هذه نقلة نوعية تنموية ،في منطقة البادية الاردنية ،ساهمت في خدمة الكثير من ابناء البادية الاردنية.
كما تبنى الدكتور محمد عضوب الزبن حينما كان وزيرا للصحة على ايجاد وتاهيل وفتح العيادات الصحية والمراكز الصحية في الكثير الكثير من قرى البادية الاردنية، والتي كانت تخلو من هذه الخدمات الصحية، مما يؤدي بالكثير الى شد الرحال مستشفيات المدن ومراكز المحافظات، ويتكبد اهل البادية عناء التعب، ورحلة العذاب، ومشقة السفر ، لطلب المعالجة، فما كان من الدكتور محمد عضوب الزبن الا ان اشرف بنفسه على نشر المراكز الصحية والعيادت الصحية في كل قرى البادية، والكثير منها تطور الان واصبحت مستشفيات كبرى، وكان هذا بفضل الجهود الخيرة والطيبة التي لن ينساها ابناء البادية الاردنية، ليس هذا فحسب بل يقوم بزيارات متكررة الى هذه المراكز لمتابعتها وخدمتها وتقديم مايلزم لها .
كما تبنى الدكتور محمد عضوب الزبن حينما كان وزيرا للشؤون البلدية والقروية والبيئة، على الارتقاء بالخدمات المقدمة للمواطنين في البادية في مجال الصحة والمياه والطرق وفرز الاراضي، وادخالها التنظيم وفتح الطرق الزراعية وخدمة المساكن العشوائية ،وايصال التيار الكهربائي لها وربطها بشبكة حديثة ومتطورة من الخدمات، من اجل الارتقاء بالبنية التحتية، وتحسين الخدمات ونوعيتها، حيث عمل على انشاء المجالس القروية في الكثير من قرى البادية، وعمل على انشاء المجالس البلدية في التجمعات السكانية الكبيرة، من اجل الارتقاء بالخدمة المقدمة للمواطنين، حيث ساهمت هذه المجالس البلدية في +تطوير مناطق البادية الاردنية، وتحسين نوعية الخدمات المقدمة، مثلما حصلت هذه المجالس البلدية على الدعم المادي من قبل الحكومة، لتنفيذ الخطط والبرامج التنموية المختلفة والمتنوعة، من فتح للطرق ،وتعبيد للشوارع، وفتح الطرق الزراعية، وانارة الشوارع والطرق ، كما دخلت لاول مرة على صعيد البادية الاردنية الانتخابات لاختيار رؤساء للبلديات والاعضاء ،وكان هناك تنافس شريف بين السكان للتنافس على الفوز، وهذا شكل حراكا سياسيا بين السكان في البادية، وتقديم برامج لخدمة المواطن البدوي ،وقضاياه وكان الدكتور محمد عضوب الزبن يتابع ويراقب عمل هذه البلديات وانجازاتها، حيث اعتبر بلدية الفيصلية في لواء الموقر في منطقة البادية الوسطى، من انشط البلديات على مستوى البادية الاردنية ،كما شكر رئيس البلدية عبد الحليم فياض المليحي ،الذي كان يواصل الليل بالنهار لخدمة المواطنين، هو اعضاء المجلس البلدي، وبالفعل بفضل جهود معالي الدكتور محمد عضوب الزبن ،حدثت نقلة نوعية في تقديم الخدمات الاجتماعية والصحية للمواطنين، وشكلت هذه البلديات داعمة راسخة في الحكم المحلي، لمتابعة قضايا المواطنين الكثيرة والشائكة ،ولاول مرة دخلت التنمية الحقيقية الى مناطق البادية الاردنية وقراها ،وهذا كله بفضل جهود الدكتور محمد عضوب الزبن.
وتابع الدكتور محمد عضوب الزبن خدمته لقضايا وهموم واحتياجات ابناء البادية الاردنية من خلال مسيرته الناجحة والطيبة في مجلس النواب، فبعد انطلاق المسيرة الديمقراطية في عام 1989 ،ترشح الدكتور محمد عضوب الزبن عن دائرة بدو الوسط ،حيث حصل على ثقة المواطنين ولدورتين نيابيتين، وكان هذا تتويجا للجهود الطيبة والمخلصة والمتواصلة في جهود التنمية المحلية ،ودفاعه عن الشرائح الاجتماعية من ابناء البادية الاردنية الشماء .
اننا اذ نستذكر الدكتور محمد عضوب الزبن ،لنستذكر العطاء والاخلاص، وصدق الانتماء، ومدرسته التي تعلمنا منها حب الوطن ،والجرأة ،والشجاعة والموقف الملتزم بقضايا وهموم ابناء البادية الاردنية، فلم يساوم على مبدأ ،اويهادن من اجل موقف، وظل قامة بدوية صادقة ،يقف مع الفقراء والبسطاء والمحتاجين، واننا لنامل من الوجهاء واهل الحل والعقد ،ان يحتذوا بمدرسة الدكتور محمد عضوب الزبن، وينهجوا نهجها ،عملا متواصلا ومستمرا لخدمة ابناء البادية الاردنية، التي ما عرفت الا الانتماء والولاء لقائد الوطن جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه .