الوطن البديل- هاجس وتحديات


كثيرا ماكان يردد المرحوم والدي بان أولاد ذرة أمك هم إخوانك شرعا وقانونا لا تستطيع إنكارهم وحرمانهم من الميراث ويتطرق هنا للإخوة الأردنيين من أصول فلسطينية حيث حلو مهاجرين جراء الاحتلال الإسرائيلي لأراضيهم ويصر رحمه الله على أنهم لم يهاجروا من دولة لأخرى وإنما من منطقة إلى امتدادها الطبيعي حيث كان رحمه الله يذكرنا بأنه قبل 1918 أيام الأتراك كانوا العربان المشارفة ( مايسمى بالأردنيين ألان) يقطعون الشريعة ( النهر) غربا للعمل والسياحة والتجارة بمفهومها القديم المقايضة حيث تؤخذ خيرات شرق الأردن من القمح والشعير والعدس والحمص والسمن البلقاوي والجميد وأصواف الأغنام إلى نابلس والقدس لتستبدل بالزيت والدبس والقطين والحاجيات الضرورية الأخرى وكان أيضا المغاربة يقطعون النهر شرقا أيام الصيف ( الحصيدة) للعمل حيث خيرات الله الكثيرة وخصوصا القمح السلعة الرئيسية ( المونة) ويقول إن من كثر الخيرات تأتي نساء أرامل ومساكين يقومون باللقاطة خلف الحصا دين ليجمعوا مونه الشتاء ويورد دائما قصة أبو خديجة الختيار أبو الخمسة بنات اللواتي يأتي بهن للشرق من اجل جمع المونة حيث كن يحملن ماجمعن على رؤوسهن ليذهبن به لبلدة سحاب شرقا حيث تنتظرهن سيارة ( ترك) لتحميل القمح للذهاب غربا.
أورد هذا من اجل أن الفت انتباه الناعقين والمرجفين من الوطن البديل لأبين لهم بان بلاد العرب أوطاني وان شرق الأردن هوامتداد لغربه وانه لم يكن هناك كيان سياسي يسمى الأردن وان من ينعق بذلك إنما هو يريد هلاك قوم لمصلحة أشخاص محددين أوجدهم الاستعمار البريطاني ليخدم مصالحه عبر خلق كيانات مصطنعة تنخر جغرافية الوطن العربي فهذه الكيانات هي من روجت وساعدت بالتهجير وإفراغ الأرض من أهلها وهي من تلعب دائما بالتمايز الديمغرافي لتخوف المناصر والمهاجر من بعضهم البعض حتى تكسب ولاءات تساعدها على الاستمرار.
أليس من حق من ولد في بلد معين أن يكسب جنسيته ويأخذ حقوق المواطنة الكاملة القانونية والسياسية وان يشارك في الحكم وما ضير ذلك إن كانت له حقوق وعليه واجبات تكفل له الحرية والمساواة ولماذا يتم إشعاره بان حقوقه منقوصة حتى لايجرا على الانتقاد والمطالبة شانه شان الغير من نفس أبناء الوطن الذين يشعرون هم الآخرين بان حقوقهم منقوصة لفئة تتزلف للطبقة الحاكمة فمكنت نفسها وقوت عضدها فاكتسبت حقوق وعطايا ومكارم استطاعت أن تستحوذ عليها عبر السنين بعد أن أقنعت صاحب القرار بان وجودهم ضروري لحماية وصيانة النظام الذي بدا الفساد يستشري به جراء سطوة تلك الفئة .
إن استخدام مصطلح الوطن البديل كفزاعة وشماعة للتخويف والتعليق --التخويف من المشاركة السياسية في صنع القرار لمافيه من تقليص من صلاحيات الطغاة الذين جابو البلاد فسادا واستخدامها كأداة للتبرير عن كل قرارات إستراتيجية تتعارض مع مصلحة الوطن والمواطن تقدم فيها تنازلات لصالح الأعداء على حساب الإخوان أبناء الذرة.
انه لايضر الوطن أن يتقلد أموره شخص مهما كانت أصوله ليعمل ضمن القوانين والأنظمة بتم محاسبته ومسائلته ومراقبة أدائه فلماذا كل هذا التخويف والترويع من الأخر ليستمر مسلسل الترويع التخويف من كل إنسان يحمل أفكار وأراء تتعارض مع الأفكار السائدة ليتم تهميشه وتجاهله لتزداد مع الزمن نسبة المهشمين أصحاب الحقوق المنقوصة من جميع أطياف المجتمع

باحث اكاديمي



تعليقات القراء

سعاد الزناتي
كلام جميل بس شو اخرته
30-01-2012 02:15 PM
نزار فيومي
ياريت الجميع يعي ذلك
30-01-2012 02:32 PM
فنيخر
الفاضل و الكريم
المبجل و الاستاذ
الكاتب:هيثم الحنيطي
(باحث اكاديمي)
ارجو و ارجو ان يتسع صدرك لحماقتي
بيان ثقافتك الاكاديميه
خلفيتك بالنسبه للقضيه التي تتحدث عنها
سنك(عمرك\تاريخ ميلادك:لكي لا تعذبني كما عذب الفتى الاعرابي الفصيح عندما سأله احدهم عن عمره)
اسأل
كل هذه الاسئله
لانك طرقت مواضيع حساسه
اشك بأنك تدرك عواقبها
وانا بانتظار
اجابتك الكريمه
حتى لو انتظرت لسنوات
(هاظ اذا ما الله اماتني,فتصبح في حل مني)
مع عظيم مودتي و احترامي
جراسا
و المحرر المبجل
تشكرات



30-01-2012 03:21 PM
انت رجل موقف
انت رجل موقف عز وجوده سيخرج عليك الكثير بانك مرتد ولاتعرف مصلحة البلد وان البلد تنهب وغيره الكثير
حماك الله
30-01-2012 06:23 PM
اردنسطين
اقترح تسمية جديدة اردنسطينيين وعلم موحد بمثلثين يمين ويسار--- وحلو مشكلة اللاجئين
31-01-2012 06:43 AM
اعرابي جاهل
...
رد من المحرر:
نعتذر
31-01-2012 06:46 AM
رستم ابوقورة
دخيلك كثيرا ماتتطرق لمواضيع حساسة---مين دافعك لذلك علما بانني اعرف سيرة حياتك معرفة جيدة
31-01-2012 06:48 AM
علي مناصرة
اننا والقدس جيران ونلااها سليبة فكبف لنا ان نلتفت لتوافه الامور والقدس محتلة
01-02-2012 12:43 AM
سعاد ا
لن ننسى الارض المحتلة مهد الحضارات
01-02-2012 12:44 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات