العداء الامريكي والاسرائيلي لايران مصطنع للسيطرة على المنطقة


واهم مَن يعتقد يوما ان العداء التلفزيوني بين إيران وإسرائيل هو عداء حقيقي , فالتاريخ للحكم على ذلك هو الفيصل والحَكم , فلو تمعنا جيدا في التاريخ الحديث منذ منتصف القرن الماضي لوجدنا فيه الكثير من المواقف التي تدعم توجهنا المراد توضيحه.
فإيران أيام الشاه المخلوع كانت حليفة إسرائيل الأول في المنطقة, وعندما استبدل حكم الشاه بحكم أصحاب العمائم السوداء في الجمهورية الإسلامية الوهمية, فرح العرب بمقدمها حتى استشعروا الخطر يوم رفع زعيمها الخميني عام 1979 شعار تصدير الثورة لتشييع المنطقة بقوة السلاح , فتنبهت أمريكا وإسرائيل لهذا الشعار وتبنته لتحقيق مصالحها في المنطقة , فزرعت الرعب في نفوس العرب في الخليج العربي , فأشعلت حربا ضروسا بين إيران والعراق انتهت بفشل الطرفين بعد ثماني سنوات , حيث كانت أمريكا حليف العراق الأول طوال مدتها, فمدته بالسلاح عبر جسر جوي , ودعم مالي من دول الخليج فاق 800 مليار دولار تحت حجة حماية البوابة الشرقية للوطن العربي, وكانت اسرائيل في الطرف المقابل تدعم ايران وتمدها بالسلاح الامريكي الخالص فيما يعرف بفضيحة ايران جيت .
وعندما تيقنت أمريكا وإسرائيل بان الدول العربية أرهقت عسكريا وماليا , دفعت بالعراق لتنفيذ المخطط الثاني من المؤامرة على المنطقة لاحتلال الكويت , فاستغلت النفوذ الإيراني للانتقام من عدوها الأول في المنطقة صدام حسين وعراقنا العربي لاكتساب خيرات المنطقة ووضع اليد على ثلث احتياطيات العالم من البترول, فنجحت نجاحا باهرا تمثل في اقتسام العراق مع إيران بحيث يذهب النفط لأمريكا ,وجغرافيا العراق لإيران لتبقى ورقة بيدها تهش بها على المنطقة بأسرها ومقابل السكوت عما يجري من احتلال وترويع ايراني للعرب في الاحواز العربية المحتلة.
فمن يدرس تاريخ المنطقة لا بد وان يجد فيه ما يؤكد على ان إيران وإسرائيل ماضيتان في مركب واحد وان اختلفت التوجهات أحيانا لاصطياد ما تبقى من شعث العرب المتناثر هنا وهناك , ولخلق بؤر توترات لا تهدأ لإشغال أهل المنطقة تمهيدا للسيطرة المذهبية العقائدية التي تخدم مصالح إيران , وتقسيم العرب وإلهائهم بما يصرف النظر عن قضية فلسطين تمهيدا لإعلانها دولة يهودية من النهر إلى البحر .
فإيران وإسرائيل وجهان لعملة واحدة لا اختلاف بينهما , فإذا كانت إسرائيل محتلة لفلسطين وبعض أجزاء من الوطن العربي , فنجد في المقابل احتلال إيراني للاحواز العربية وجزر الإمارات الثلاثة طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى والعراق ولبنان وسوريا, وما نجده هذا الأيام من فوضى خلفّته مزاعم ما يسمى بالربيع العربي ستستخدمها ايران واسرائيل لخلق عدم استقرار في المنطقة كخطوة اولى ترمي لإشعال الحروب الأهلية فيها تمهيدا لتنفيذ ما تبقى من مشاريع تقسيم المنطقة لخدمة مصالحهم وفوقها مصلحة امريكا.
فمن يعتقد من العرب بوجود عداء بين إيران وإسرائيل, كما يزعم أصحاب العمائم السوداء في قم وجنوب لبنان واهم ومتخاذل عن فهم الحقيقة الظاهرة للعيان والتي تتلخص بوجود تنافس شديد بين إسرائيل مدعومة من أمريكا وإيران مدعومة من ذات البلد على حساب الأمة العربية لبسط النفوذ على منطقة الخليج العربي ودول الجوار المحاذي لإسرائيل.
فإذا كان هناك عداء بين ايران وامريكا واسرائيل , فلماذا لم نسمع حتى هذه اللحظة كلمة واحدة بحق الشعب المضطهد في الاحواز المحتلة من قبل ايران؟.
فالسكوت عما يجري في الاحواز والعراق ثمنه بقاء الجنوب اللبناني تحت السيطرة الإيرانية سياسيا واقتصاديا عبر ذراعها العسكري حزب الله لحماية الحدود الشمالية لإسرائيل , فمن يتمعن بالوضع في لبنان يجد ان هناك مؤسسات وهيئات إيرانية مستقلة ماليا وإداريا عن الحكومات اللبنانية المتعاقبة تنفق مئات الملايين من الدولارات العربية المستخرجة من نفط الاحواز المحتلة , وما شاهدناه من حروب بين إسرائيل وحزب الله الإيراني ما هي إلا الخدعة الكبرى التي انطوت على غالبية العرب ,لا وبل صفقوا لها وهتفوا لقادتها في المسيرات المزعومة والثورات الخادعة المدفوعة.
فالعرب هم من يتحملون فضيحة عدم احتضان حماس وقادتها ,حتى ارتمت في احضان سوريا التي القت بها لدى اصحاب العمائم السوداء لتكون فريسة سهلة تروضها لخدمة مشاريعها في المنطقة, وعندما اختلفت الآراء والتوجهات والعقائد انتصرت حماس لدينها , فزعزعت إيران تواجدها في سوريا حتى ضاقت بقادتها وتم طردهم وإغلاق مكاتبها هناك ,ولم يتبقى فيها سوى فرع او اثنان تواجد فيهما من باع دينه ونضاله لصالح سوريا وإيران.
فالإستراتيجية التي تتبناها إيران في عدائها للأمة العربية لم تتغير بتغير الشاه حليف إسرائيل الأبدي , بل تغيرت المصالح التي استبدلته بنظام أخر هو الجمهورية الإسلامية, لانتهاء مدة صلاحيته ولان النظام القادم يتمتع بشعبية جارفة تختلف عقائديا ومذهبيا مع دول المنطقة ,لخلخلة الأنظمة العربية كما تفعل وراء الكواليس ألان في العراق والبحرين وشرق السعودية واليمن ولبنان وسوريا.
فإيران تدعم هذه الأيام الكثير من المنظمات الأهلية والتجمعات السياسية الدينية لتوظيفها في المنطقة, كعامل يدعمها لمساومة أمريكا وإسرائيل على بعض المصالح كما حصل مع العراق.
وما نشاهده اليوم من فقاقيع الصابون التي تطلقها السياسة الخارجية الأمريكية واليهودية نحو منع إيران من امتلاك السلاح النووي, فليس مرده لان إيران عدوة لكلا الجانبين , بل هو ناجم من خوف إسرائيل ان تقاسمها دولة أخرى في المنطقة بهذا السلاح الذي يضمن لها زعامة الشرق الأوسط الجديد الذي بدأت ملامحه بالظهور منذ سقوط العراق واحتمالات تقسيمه إلى ثلاث مناطق تعتمد على المذهب والعرق.
بقي ان نقول للعرب الخوف الخوف من ان يتم تقاسم بلادنا ما بين الصهاينة والشيعة الفرس ونحن نتفرج ونصفق لمن يرسم هذه السياسة ويذكي نار الحرابة فيها بأموال عربية تقتطع من النفط العربي .
وقفة للتأمل : " فلنحذر في الاردن من محاولات الالتفاف على القرار الاممي الصهيوني رقم" 194" ,الذي ينص على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره في العودة لفلسطين، واستبداله بالتوطين والتعويض من اجل الحفاظ على ما يسمى بالهوية اليهودية لإسرائيل , وخلق الوطن البديل".



تعليقات القراء

عماد البستنجي
شوف يا "قرعان"، وإن كنت أتفق معك على خطورة التوجهات الرافضية لإيران تجاه كل أهل السنة، وخطورة توجهات الكيان الغاصب التي يعرفها القاصي والداني إلا أنني أقول لك أن المقال وموضوعه لا يناسب خاتمة التأمل التي تجترحها "قريحتك" الفذة في نهاية كل العبث الذي تحاول تسويقه دائماً على أنه مقال.

يعني شو دخل موضوع الوطن البديل فيما ذكرته أعلاه، وكمان المهولين من خطر الوطن البديل هم نفسهم جزء من المشروع، فالشعب الفلسطيني في كل شتاته رافض لأي وطن بديل يكون على حساب أي بلد عربي وعلى حساب الحق المقدس للعودة إلى فلسطين.

كمان أمر آخر يا "قرعان" حاول إنك تكون صاحب موقف موحد ، يعني مرة بتقول عن حماس إنهم أذرع موجهة ومشبوهين وعمرك ما وفرت لحمهم في كل ما كتبته سابقاً وهسة قاعد بتقول عنهم كويسين ومحترمين ورافضين وإنتصروا لدينهم في مواجهة الضغط حول ما يجري في سوريا؛ والكل بعرف إنو حماس دايمأً تنتصر لربها ودينها وفي سبيل ذلك قدمت خيرة كوادرها شهداء وجرحى وأسرى.
.........
29-01-2012 11:54 AM
واحد
بلشنا... أنا ملاحظ عليك شغلة من زمااااااااان،وخايف أحكيلك إلي بقلبي بلاش تزعل...لكن لازم أحكيها لأن (ضميري يملي علي ذلك يا بني)-..... على أي حال الموضوع ما يلي:شو رأيك تحل عن فلسطين لأن الفلسطينيين أدرى بمصلحتهم،وإذا كتييييييييير خايف من الوطن البديل شوفلك...
29-01-2012 12:14 PM
واحد ثاني
.........
رد من المحرر:
نعتذر......
29-01-2012 12:16 PM
خرابيط شخابيط ...
(فالعرب هم من يتحملون فضيحة عدم احتضان حماس وقادتها ) مقبتس من مقالتك يا قرعان

هنا كلامك يدل على تعاطفك معهم، وأنه كان من الأجدر احتضان حماس لدى العرب
في المقابل كنا نقرأ مقالات لك تتهم فيها حماس بالخيانة والعمالة

بصراحه أنت ذو وجهين
..............
29-01-2012 12:26 PM
واحد ثاني
.............
رد من المحرر:
نعتذر......
29-01-2012 12:29 PM
أنا مع وضد الوطن البديل
...........
رد من المحرر:
نعتذر.......
29-01-2012 12:29 PM
يا اخي بنبوس على راسك بس خلص مشان الله
..............
رد من المحرر:
نعتذر........
29-01-2012 12:40 PM
أبوموسى سمك لبن تمرهندي
..............
رد من المحرر:
نعتذر........
29-01-2012 01:00 PM
احمد القرعان
..........
رد من المحرر:
نعتذر.........
29-01-2012 01:24 PM
ملتعن تميسه
حضرة القرعان ، جدتي اللي ما تفك الخط عارفه الحكي ، ما الجديد؟؟
29-01-2012 01:46 PM
ابو براء الى البستنجي
حتى لو تحدث هذا الشخص عن ثقب الاوزون فسيحول حديثه عن الوطن البديل وفلسطين والقدس والتجنيس

لديه عقده اسمها فلسطيني
29-01-2012 04:29 PM
عناد الأقرع

زغرتو معي: لو لو لو لو لو لويش،
يا ويلك يا إيران
وقعتي في يد ...
صار ... دولي، رغم أن أهل الجزيرة في انتظار عودة الرحل الوحيد الذي انضم لهم.
زلمة دمقراظي يتساوى في نظره الانسان ..
دمرقاطي ....
إحنا الاردنيين محظوظين، دايما عندنا ناس متميزين، وبيهاجمو أمريكا نيابة عنا حتى ولو لم نوكلهم. ....بيهاجم أمريكا رغم أنها بتدفع إلنا رواتبنا في أقسام النشاطات / في وزرات التربيات والتعليمات. وعشان الكويت تحس على حالها، وسفارتها في عمان تفهم إنو إحنا بندافع عنهم، وما يمحو هالعنوان، ويظللو يرسلو بطاقة هالدعوة عليه، بنقدم لهم عربون: مهاجمة إيرون وأمريكون وإسرائيلون كمان وكمانون.
وإذا بقية إخواننا العرب يسعدهم قيامنا بمهاجمة تمبكتو ورواندا وبروندي، أو حتى جزر الآزور، أو جزر الحمير فليس لدينا أي حرج بالقيام بذلك.
نحن مستعدون لتقبل الحجوزات المبكرة (شريطة توضيح درجة العداء ومدة العداء)، لأننا لا نستقر على حال، والدفع مقدما: لطفا لا نقبل الشيكات.
29-01-2012 05:03 PM
مواطن مصاب بنوبة نزاهة
شايفين: إلكو تقريبا قرن وإنتو مش عرفين إنو عداء أمريكا وإسرائيل لإيران مصطنع. ... دلكو على هاللغز.
بس بدنا ...يدلنا على اللغز الثاني: يحلل إلنا محاربة الحكومة للفساد ويقول إلنا إنو مصطنعة،
ثالثا: ياريت يحط إيدنا على سبب فساد ....؟ ألغاز بدها محللين ومحرمين مثل....
29-01-2012 05:48 PM
والله
والله العظيم لسا مخلص الصلاة
كل ماأشوف ... بتصيبني ضحكة
29-01-2012 06:09 PM
سمكة
....
رد من المحرر:
نعتذر...
29-01-2012 07:13 PM
م ر ا ق ب

اقتباس من المقال

فالعرب هم من يتحملون فضيحة عدم احتضان حماس وقادتها ,حتى ارتمت في احضان سوريا التي القت بها لدى اصحاب العمائم السوداء لتكون فريسة سهلة

يعنى الان اصبحت تعلم من اوصل
حماس للذهاب الى هناك

الم تكن الامور جلية لديك
على كل حال

نسال الله ان يهديك
29-01-2012 11:15 PM
خليل السالم
والله يا قرعان انك مضحكة الكتاب تكتب ما يسمى مقالا وهو مليء بالاخطاء اللغويه والجمل الغير مترابطه وفي النهايه تتكلم عن الوطن البديل فما دخل ( .. في مرحبا ) يا أخي حل عن فلسطين واهلها فأنت لست في واردهم ولا يستبدلون فلسطين بكنوز الارض وأنا على يقين لو تكلمت عن جزر القمر الا سوف تعود وتتكلم عن فلسطين وأهلها اصحاب الهامات العاليه التي لن تصلها مهما حفيت وركضت
30-01-2012 12:10 AM
م ر ا ق ب
الحرب قادمة
بين الغرب وايران


وندعوا الله الواحد الاحد
ان يضرب الظالم بالظالم
30-01-2012 10:02 AM
من واحد متعدد الأسماء الى تعليق17
......
رد من المحرر:
نعتذر.....
30-01-2012 11:19 AM
شاهر السويطي
.........
****************
شرف الاردن ان الكل منا بانيها
والكل يعشقها ويكره من يعاديها
نعم من الخليل أناواقدس بواديها
وماالنهرالا شريان يوحد ساكنيها
فتبا لمردد البديل بالحقد يغذيها



02-02-2012 11:27 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات