الهوية الوطنية في مهب الريح



في خضم ما نعانيه جميعا هذه الأيام من تقلبات سياسية و اقتصادية و إصلاحية بدأ يلوح جليا في الأفق خلط كبير بين مفهومي الوحدة الوطنية و الهوية الوطنية
لذا كان لزاما علي معرفة اولوياتي و تحديد وجهاتي وذلك في ظل ما نشهده من صراعات دولية للهيمنة على المنطقة و تلازما مع خضم الثورات العربية المتلاحقة حيث أصبحت أتسائل ؟؟ من أنا ؟ و أين أنا ؟؟ و لمن انتمي ؟؟ حيث لاحظنا جميعنا بأنه و خلال الثورات التي تمت قد انقسمت هوية تلك البلاد فلم نصبح نقول هذا عراقي بل نناديه عراقي شيعي أو سني أو كردي !! و كذلك في اليمن شمالي ,جنوبي , حوثي !! ومصراتي أو طرابلسي في ليبيا و علوي و بهائي و درزي و شيعي في سوريا !! وقبطي و مصري و اسكندراني وو في مصر
نعم لقد اكتشفت هشاشة الهوية العربية و أنها فقط تكون اسما لا حبا و انتماء
و نحن في وطني الحبيب لسنا بأفضل حال فقد أصبح جليا أننا نسير في ذاك النفق رويدا رويدا و بدأ الانقسام يتسلل إلينا ما بين شرقي و غربي و شمالي و جنوبي و حزبي و عشائري
و قد يقول قائل مالهذا و الهوية إنها قضية وحدة وطنية ! إلا إنني سأجيبه مسرعا بمثل حي ألا وهو باراك اوباما !! نعم الرئيس الأمريكي الأسود ذو الأصول المختلطة إفريقيا و آسيويا .. فعندما ( انتخب ) كرئيس لأكبر قوة في العالم لم يسأل منتخبوه عن لونه أو ما هو أصله ؟ بل سألوا ما هي هويته ؟ نعم انه أمريكيا و ينتمي لأمريكا هذه.. هويته الوطنية
أما نحن هنا فما زلنا نسأل..من وين أنت ؟ معك جواز سنتين ولا خمسة ؟ من الشمال ولا الجنوب ؟؟شركسي ولا ارمني ؟؟ أبوك وين مولود ؟؟ نعم هذه التساؤلات هي أشكال لنزع الهوية الوطنية و حصرها بالأصولية و العشائرية و بالتالي ... تفتيت للوحدة الوطنية
فكيف لنا أن نطلب من ابن المخيم أن يكون منتميا و وطنيا قبل أن نساويه بالحقوق قبل الواجبات وان نعطيه حقه في التعليم و المكرمات و نصهره في المجتمع و نوظفه في مؤسسات الدولة و الجيش و الدرك و أن نقيمه مواطن درجة ثانية !!
أو على النقيض تماما أن نحافظ لهم على هويتهم خوفا من التوطين و نعاملهم كضيوف و نشركهم في تقرير مصيرهم و نعطيهم الخيار في الاختيار !!
الأهم في هذا و ذاك .. أننا نعاني من أزمة ثقة في هويتنا وأننا أحوج ما نكون الآن إلى الانتماء و بصدق لهويتنا الوطنية الأردنية للوقوف ضد مخططات الصهيونية و أجندات عملائها ضد دثر هويتنا و تقسيمها ضد الوطن البديل ضد أي ثورة سوداء قد تحاك ضد أي فتيل فتنة قد يشعل ..
يدا بيد و في إطار هويتنا الوطنية الواضحة نجتمع و تحت شعار لا أنا ولا أنت بل وطني الأردن أولا.. يجب أن نقف و نحارب و نحافظ على نسيجنا و وحدتنا لنحارب الفاسد و الخائن وصانع الفتن حتى لو كان أبا أو أخا..
حتى لا نضيع كغيرنا و نصبح بلا هوية.. بهوية هشة تذهب هباء في أول هبة ريح عاصفة..



تعليقات القراء

فنيخر
الكاتب الكريم

اخ شادي

لا تستغرب

لقد طرقت موضوعا شائكا

في الغرب اجهدوه بحثا

الهويه:كلمه تجريديه

Abstract Expression

ومن الصعب تحديد مفهومها

لذا تريث

و لقد تم تشكيل لجان و ليس لجنه و عده مرات و على مستويات عاليه

لتحديد مفهومها

ويا سعد لو تشوفه

جراسا

و المحرر الكريم

شكرا
24-01-2012 01:25 PM
فنيخ
نسيت

انا مصاب بحاله فقدان ذاكره جزئي

حتى الكلمات الوارده في مقالك الكريم

الولاء\الانتماء\.......

نفش الاسي

مع تحياتي

احنا امه ماخذين الشغله عالبركه
24-01-2012 01:27 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات