في الاصلاح الثقافي



ليس غريبا أن نشعل فتيل الأسئلة حول الاصلاح الثقافي ونحن نقرع أبواب الاصلاح كلها، فنلج بعضها، ونقف على أعتاب بعضها الآخر. لعلمنا بأن أسئلة الثقافة متصلة بالمشروع الوطني للإصلاح، وتأخذ منه مكان العقل من الجسد،ولا نأمل أن نحقق شروط الاصلاح ومتطلباته دون تغيير في المفاهيم الثقافية السائدة، ولن نعبر برزخ الفساد دون تغيير ثقافي،فالإصلاح ثقافة والفساد ثقافة.
وفي هذه العجالة سأقف عند أسئلة الفعل الثقافي في بلدنا، ومدى مواكبتها للعملية الاصلاحية الشاملة.

للثقافة الأردنية وزارة ترفدها مؤسسات رسمية وأخرى أهلية، والساحة الثقافية الوطنية غنية وزاخرة،وهموم الوسط الثقافي والإبداعي كثيرة ومتنوعة ومزمنة.ما يمكنني قوله هنا، أن وزارة الثقافة تشكل جسما رسميا هاما يدير الفعل الثقافي الوطني في بعده الرسمي، وهي تشكل أحد الحراس الأمناء على المشهد الثقافي الوطني، مما يوجب أن تمتلك رؤية متكاملة وواضحة لدورها في تشكيل المشهد الثقافي الوطني، وخدمة الرسالة الثقافية للدولة،ورعاية الابداع والمبدعين،وإشاعة ثقافة الاصلاح،ومحاصرة ثقافة الفساد.


لكن وزارة الثقافة تعاني من ضعف في موازنتها ومواردها، وتعاني من كثرة تقلب الوزراء والأمناء، وتعاني من غياب الاستراتيجية الوطنية للثقافة، القادرة على تأطير تصور الدولة الأردنية للثقافة في بعدها الوطني التنويري المتطلع لتمكين الهوية الوطنية وتعزيزها في ظل التحولات الكونية والإقليمية، ورعاية تنفيذ هذا التصور، ومتابعة تطوره عبر فترة زمنية لا تقل عن خمسة أعوام.


وهمومنا الثقافية تمتد إلى صناعة النشر، وتغول رأس المال على المؤلفين والمبدعين، وضياع حقوقهم، وهمومنا تتصل بسياسات النشر وآليات الدعم،ودرجة عدالتها وكيفية توزيعها بين عباد الله، ومدى شفافية اللجان السرية المتحكمة في رقاب الكتاب، ومزاجيتها في إصدار الأحكام القطعية،ودون إتاحة المجال أمام المؤلف لفهم أساب الرفض،أو لمعرفة المعايير المعتمدة،أو لمناقشة أعضاء «محاكم التفتيش» التي تصدر قراراتها غير المبررة وغير المنطقية وغير العادلة وغير الموضوعية، والتي لا تخلو من اشتراطات أيديولوجية أو مصلحيه متنوعة. وأسئلتنا تأخذنا إلى ضرورة تقويم تجربة المدن الثقافية، والنظر في منجزها الثقافي الحقيقي،وإعادة النظر في آليات العمل، وآليات اختيار اللجان المشرفة،وآليات اتخاذ القرار، وتبويب الأولويات،ولا بد من النظر في حقيقة الأثر الدائم الذي تتركه موسمية الفعل الثقافي الوهمي أحيانا في هذه المدينة أو تلك.وهمومنا متصلة بكل تأكيد بمشروع الذخيرة العربية،ومدى شفافية القرار في تحديد الكتب المختارة. وهواجسنا كثيرة ومشروعة حول مشروع الوزارة الرئيس والريادي المتمثل في مشروع مكتبة الأسرة، من حيث تقويم التجربة بكل تفاصيلها، ولعل نظرة سريعة أو متفحصة لقائمة ما نشر ضمن المشروع في مواسمه الخمسة الماضية،أو ما تقرر الوزارة دعمه من منشورات خارج سياق المشروع يثير شهيتنا لمعرفة الرؤية الفكرية التي أثمرت هذه الاختيارات، فلنا أن نتساءل عن مدى توافق ما ينشر مع المشروع الثقافي الوطني للدولة إن وجد،ومدى انسجام هذه المنشورات مع المرجعيات الدينية والفكرية والحضارية للدولة الأردنية،ومدى خدمتها للهوية الوطنية الأردنية؟ فهل يعقل أن تتبنى الوزارة نشر روايات جرجي زيدان المشبوهة والمسيئة لتاريخنا وحضارتنا وديننا، ولا تتضمن كتابا واحدا يعرفنا بأعظم رجل عرفته البشرية محمد صلى الله عليه وسلم، وهل يعقل أن ينشر كتاب «أخبار الحمقى والمغفلين» ولا نجد كتابا واحدا يحدثنا عن التاريخ الحقيقي الممتد لوطننا الأردن عبر الأزمان ؟ فما يمنع اللجنة المشرفه «قدس الله سرها» من اللجوء إلى الاستكتاب إن وجدت في المكتبة العربية أو الأردنية فقرا لايمكن تجاوزه،وهل يعقل أن لا تتضمن قائمة منشورات المشروع كتابا واحدا يعرف الأجيال الأردنية بالرموز الوطنية الأردنية ورجالات الوطن ؟!


أسئلة الثقافة وهمومها ممتدة ومتصلة ومتنوعة وهي جديرة بعقد مؤتمر الثقافة الوطنية وهمومها،ولنا في الدكتور صلاح جرار ثقة وأمل في أن يلقي حجرا إصلاحيا في المحيط الثقافي الأردني.
(الرأي



تعليقات القراء

فنيخر
الكاتب الكريم

د.بسام البطوش

1.( أن نشعل فتيل الأسئلة )

هذا يقال لفتيل القنبله قبيل انفجارها.

2.( ولن نعبر برزخ الفساد )

شو الفساد صاير له برزخ ؟بلا تشبيه

ولا هاي استعاره؟

و بعد ما نعبر

دخلك وين بنصير؟

3.( الفعل الثقافي في بلدنا، )

ارجو ان تدلني عن اي مرجع تشتهيه عن الارث الثقافي لشعبنا الكريم,

حيث انني اعزو احد اسباب العنف الجامعي للارث الثقافي مقرونا مع عدم احترام الرأي الاخر و التهاون في تطبيق العقوبات(وهي مجتمعه جزء من ذلك الارث) وشرح ذلك يطول.

4.(وهمومنا الثقافية تمتد إلى صناعة النشر، وتغول رأس المال على المؤلفين والمبدعين، )

ليش هاي السوالف بس عنا

(لا موجوده لا بالشرق ولا بالغرب ,بالرغم من وجود رأس المال عندهم)

5.(ومدى شفافية اللجان السرية)

لاول وهله فكرت حالي ايام الجستابو

6.( تقويم تجربة المدن الثقافية، )

كل الكتب و المعارظ(بالظاء)التي تقام في بلدنا لا تعادل ,لا الكتب ولا المعارظ التي تقام في مدينه غربيه مثل نيويورك.

7. (وهمومنا متصلة بكل تأكيد بمشروع الذخيرة العربية،)

ليذكرني احدكم:

احنا بنحكي عن

ثقافه ولا اسلحه؟

8.من اهم الكتب التي :

بحبشت عنها

هي

رحلتي الى الديار المقدسه

(جراسا لا تحب ذكر الاسماء)

والا ذكرت اسم المؤلف الكريم

انجازات دائرة....

وهكذا

مع عظيم مودتي

و احترامي

جراسا

و المحرر الكريم

شكرا
24-01-2012 03:35 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات