كشفت احداث عجلون - عنجرة يوم الجمعة الماضية عن تحول نوعي لفكر وخطاب الحراك الوطني الاردني الذي يقوده شباب العشائر ..

وبالرغم من حالة الاحتكاك البسيطة التي وقعت من قبل الطرفين بسبب اندفاع بعض الشباب كما نقلت وسائل الاعلام - والتي لم نكن نتمنى حصولها - الا ان المضمون العام للحدث يتجاوز الحراك والتكتيك التقليدي الذي كان متبعا طوال الشهور الماضية ..

قيام ابناء الحراك الوطني الحر بالتصدي لفعالية ما يسمى بالحراك الاصلاحي من خلال الشعار السياسي والهتاف بمطالب محددة بمواجهة الفعالية كان امرا مثلجا للصدر ويكشف عن دخول الحراك الوطني مرحلة جديدة تتراجع فيها ثقافة الحجر والقنوة لصالح الحراك السياسي المنظم ذات الاهداف المحددة ..

فلقد تبنى الشباب الاردني الحر في عنجرة شعارا خطيرا ومحرجا للجهة المقابلة واعلنوا عن اطلاقه فعليا لا نظريا من محافظة عجلون وصدحت الحناجر العجلونية بالهتاف ( الشعب يريد اصلاح الاخوان ) وقد كان ذلك قيمة مضافة لحالة العزل التي مارسها مثلا ابناء قضاء الجنيد في مقاطعتهم لفعاليات المعارضة التي لم يتجاوز فيها عدد الحضور اكثر من مئة شخص طوال عدة شهور دفعت بمنظمي الحراك لنقله لمناطق اخرى ..

كما اتفق الجميع من فرسان عجلون على عدم رفع صور جلالة الملك حتى لا يتم اتهامهم بالتستر خلف الملك .. علما ان التكتيكات نفسها بدأنا نرى تبنيها من قبل مجموعة شباب الولاء والانتماء للوطن والقائد الممتدة في كل محافظات الاردن بالرغم من تواضع عدد منتسبيها المقدرين بالمئات بالاضافة للحراك الوطني في الكرك والذي كانت هتافاته قاسية بعض الشيء الا انها واقعية لحد ما ..

هذه العقلية وهذا النمط الجديد من التفكير يؤمن بالاخر وحريته ولا يستأصله ويخالفه ويجادله ولا يلغيه من الوجود ويفتح باب الحوار والتواصل بين مكونات الامة دون عنف للوصول الى حالة انسجام وطني والاتفاق على حد ادنى من مطالب الاصلاح تلجم مشاريع الصهينة للوطن وتوقف حالة العبث في الشارع لوجود اصوات وطنية مثقفة تدرك ما تريد وتعرف اين توجه شعارها وفكرها السياسي في الزمان والمكان المناسبين وتحرج اصحاب دعوات البدع السياسية وتضعهم في موقف ضعيف امام الرأي العام ..

اجمل ما كان من امر ان الشباب الوطني ادركوا ان حراك الجمعة الماضية وتفعيله وتصعيده من قبل مدعي الاصلاح كان يقصد به احراج الملك في امريكا الا ان الوعي الاستثنائي الذي بدأ الشباب الوطني يمارسوه ويظهروه وفقا لاسلوب جديد وعقلية متنورة سياسيا فوت الفرصة على من يحاول ايصال رسائل سلبية عابرة للحدود ..

ما حصل في عنجرة – عجلون هو بداية الطريق كضرورة وطنية وهو الاقوى لمن اراد الوقوف بوجه تنظيمات المعارضة وهو الانفع والاكثر انتاجية وهو الكفيل بالوقوف بوجه مدعي الاصلاح لايصال رسالة بان هنالك طرح اصلاحي بديل وهو نواة فكر سياسي لتشكيل تيار وطني منظم واعي لديه اجندة ومنهجية واضحة قادر على حصد الاصوات في صناديق الاقتراع ..

basheerlawyer@yahoo.com