مصطلح الخوف في الحالة الاردنية


عند كل مؤامرة تتعرض لها القضية الفلسطينية في الاراضي المحتلة (الضفة والقطاع) يتكرر في الصحافة وبين الاوساط السياسية الاردنية مصطلح (الخوف على الاردن) و(الاردن هو الهدف التالي) وذلك على خلفية مخاوف تاريخية من الوطن البديل والخيار الاردني وآخر ما عرف من شعارات لتصدير حلول القضية.

بعد الحرب على غزة قرأت مقالات عديدة تتمحور حول هذه المخاوف لكن حجم استخدام المصطلحات السابقة في الحوارات بين الاردنيين اكبر بكثير مما هو مطروح في مقالات الصحف.

في المفهوم الاقتصادي هناك نظرية تقول ان الاستثمار الاجنبي لا ينجح (من دون خلق بيئة وطنية تسمح بتوطين هذا الاستثمار), ولان السياسة والاقتصاد علم واحد, يخص الاوطان والشعوب, فانني على يقين بان المؤامرة الصهيونية, في حالة تحركها لتحويل الاردن الى وطن بديل تحتاج الى خلق بيئة محلية او وطنية تسمح لها بتنفيذ مؤامرتها وهذا ما لن تنجح فيه اسرائيل.

وايضا مثل مسألة توطين الاستثمار, فان مشاريع التوطين السياسية تحتاج الى دور الحكومات ودور الشعوب, اي ما يقابله في الاقتصاد, القطاع العام والقطاع الخاص. وحسب متابعاتي اجزم بان الاردن ملكا وحكومة وشعباً بمختلف اصوله يعتبرون حل القضية الفلسطينية على حساب الاردن خطا احمر وبالتالي فان خلق بيئة لحلول الوطن البديل التي يحملها نتنياهو وليبرمان واحزاب اليمين المتعفن الى حكومة اسرائـيل القادمة ستواجه بموقف رسمي وشعبي عصي على الاختراق.

لكن اذا كانت هذه حقيقة الموقف الاردني الرسمي والشعبي منذ عقود طوال, فما هو سر بقاء المخاوف من مؤامرة الوطن البديل بل وتناميها بين اوساط الاردنيين, ليس بعد حرب غزة فقط, ولكن كلما (دق الكوز بالجرة) على الساحة الفلسطينية.

في التحليل السياسي والموضوعي فان مجرد وجود هذه المخاوف وبقائها يعني ان هناك مشكلة, لانه من غير المعقول ان يتأثر الوعي الوطني العام سلبا بكل ازمة او حرب تحدث من حولنا ويترجم ذلك الى مخاوف على الوطن وهويته ومستقبله من دون ان يكون لذلك اسباب والسؤال: هل يعكس ذلك عدم ثقة بقدرة الدولة بامكاناتها الوطنية للتصدي لاي مؤامرة من هذا القبيل, ام انه يكشف عجز السياسات الرسمية في بناء هذه الثقة في وعي الاردنيين وبما يقنعهم بالانصراف تماما عن ترديد مثل هذه المخاوف?

الاجابة على هذا السؤال تحتاج الى تحليلات وقراءات شاملة, لكن قدرة شبح الوطن البديل في زرع القلق وبث المخاوف واثقال همومنا الوطنية بعد كل ازمة او حرب في المنطقة هي مشكلة تحتاج الى تصد على محورين, الاول: العمل على بناء الثقة بقدرة الدولة الاردنية وامكاناتها في التصدي لافشال اي محاولة اسرائـيلية او دولية تفكر او تسعى لفرض الوطن البديل وهذا يتطلب ترجمة المواقف الى استراتيجية وطنية لها برامجها السياسية الحازمة ولها لغتها ومصطلحاتها الاعلامية القادرة على تحشيد الموقف الجماهيري حولها.

المحور الثاني: ضخ المعلومات الكافية عن متانة وصلابة المواقف الرسمية من هذه القضية لبث الطمأنينة الوطنية ولتحصين الرأي العام والوعي العام ضد هذه المخاوف وهذا هو دور مؤسسات الدولة السياسية والاعلامية, التي تعتمد عدم الوضوح في سياستها, فاذا كان اقتصاد المعرفة هو المحرك الرئـيسي للنمو الاقتصادي, فان الحرية والشفافية في المعلومات هما المحرك القوي (لنمو) اليقظة الوطنية من اجل ان تكون البيئة الوطنية صلبة وعصيّة على تنفيذ اي مؤامرة صهيونية والحلول المفروضة.0

 


taher.odwan@alarabalyawm.net



تعليقات القراء

اردني ولي الشرف
يبالغون بالخوف على الاردن وكان الاردن دوله من دول افلام الكرتون ولا يعلمون ان الدوله الاردنيه بشعبها وقيادتها صخره تتكسر عليها كل المؤامرات التي تمس الامه العربيه من محيطها الى خليجها منذ بدايات الثوره العربيه الكبرى الى يومنا الذي نغيش .... ونصيحه لكل ضعيفي النفوس ان لم اقل المرضى النفسيين ممن يدعون زورا اردنيين يبالغون باردنيدتهم وكان الاردن طوب باسم ابائهم فقط لاغير ويتناسون ان الاردن لكل الاردنيين من شتى الاصول والمنابت ومكانته عندهم مكانة القلب بالجسم فما ان يسمعون خبرا او يقرئون الا ويبدئون ببث سموم افكارهم بالصحف او بالنت ونصيحه لله تعالى لاجهزة الاعلام ان عليها واجب ان تعرف الشعب معنى المواطنه وعلى الاجهزه الرسميه جميعها دون استثناء وخاصه التنفبذيه / الامنيه النعامل مع كل الاردنيين سواسيه لا ان يسالوك عن اصلك وفصلك فانت اردني طالما تحمل رقما وطنيا ....... شاء من شاء وابى من ابى.... ولننظر لرئيس اميركا لو سئل عن اصله واصل ابيه على طريقتنا........ فهل كان ليصل لهذا المنصب ........ والله من وراء القصد
01-02-2009 04:43 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات