كثير ما نسمع عن مشاريع في بلدنا العزيز وبعد أن يكتمل إنشائها تظهر فيها عيوب وتشوهات في ظل وجود تكنولوجيا متطورة وعلوم حديثة في مختلف الميادين، وأحيانا يكتشف أن هنالك مشاريع بعد إنشائها وإنفاق الأموال الطائلة عليها أنها نفذت في المكان الخطأ، مثل بعض المصانع أو الجسور والطرق أو السدود المائية وغيرها الكثير. فلماذا كل هذا الإسراف الغير مبرر؟ وهل نفذ تلك المشاريع من يمتلكون الخبرة الكافية؟ أسئلة كثيرة تحتاج إلى ساعات طويلة لطرحها وجمع الإجابات الصحيحة عنها. ورغم ذلك يوجد في هذا البلد العزيز الكثير الكثير من العباقرة وأصحاب المواهب والإبداعات في مختلف المجالات من أساتذة جامعات على قدر عال من التعليم والتميز في مجال البحث العلمي، إضافة إلى المهندسين وذو الخبرة في مختلف القطاعات والميادين. ولكن المحير هنا أن معظمهم لم تتح لهم الفرصة الكافية لبث إبداعاتهم في تصميم وتنفيذ المشاريع الكبرى في هذا البلد العزيز.
والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا المقام هو ما سبب فشل بعض المشاريع الإنشائية أو الصناعية وغيرها في هذا البلد؟ وأركز هنا على بعض المشاريع وليس الكل وذلك لوجود الكثير من المشاريع الناجحة في الأردن. وأعتقد هنا أن المشاريع التي نفذت واعتراها الفشل أو ظهرت فيها عيوب إنشائية من نفذها هم أحد فئتين لا ثالث لهما إما أغبياء مع احترامي لهم أو فاسدون من أرباب الرشوة والفساد. فان كانوا أغبياء أو مع تلطيف العبارة تنقصهم الخبرة الكافية لتنفيذ المشاريع الكبرى فلماذا يقحمون أنفسهم في أمور صعبة عليهم حيث أن الله تعالي قد خلق الناس وميزهم من حيث القدرات العقلية وهنا نقول لهم ارحموا هذا البلد ومقدراته من جهلكم، وتنازلوا عن امتيازاتكم لأناس يمتلكون العلم والتجربة من أجل السير في الأردن نحو العالمية في التميز في مختلف الحقول والميادين.
والنوع الثاني هم الفاسدون أصحاب الرشوة والمحسوبية، الذين دمروا اقتصاد البلد من خلال تنفيذ بعض المشاريع الغير مطابقة للمواصفات رغبة منهم في الثراء وجمع الأموال ولو على حساب بلدهم. فنقول لهم اتقوا الله فينا وفي الوطن ومقدراته.
ونرجوا في هذا المقام من الحكومات المتعاقبة أن تحسن اختيار من يخطط للمشاريع في الأردن، وأن تختار أصحاب الاختصاص والخبرة ، وتوظيف العلم الحديث والتكنولوجيا المتطورة، وأن تبتعد عن الواسطة والمحسوبية والعشوائية عند اتخاذ القرار أو صنعه حتى نصل إلى أردن يحتضن المزيد من التطور والإبداع والتميز العالمي. حفظ الله الأردن وجلالة الملك المفدى
رئيس ملتقى غور المزرعة الثقافي
awad_naws@yahoo.com