على امتداد الآف السنين كان الاردن موضع اطماع ومصدر تهديدات كثيرة ولست ازمع ان اعرض درسا في التاريخ ولكن قلبوا صفحاته ستجدون ان الاردن التاريخي والحديث في آن معا ظل محاطا بالمخاطر وكان امام الاردن احد خيارين لا ثالث لهما : اما ان يكون دولة قوية او لا يكون فيتمزق ويصبح نهبا ..
فالمسألة هنا ليست مسأله وجهات نظر ولا نظريات سياسية ولا استراتيجيات انها مسألة كينونة ووجود باختصار الاردن تاريخ لفظ من على سطحه كل المجرمون والمنافقون والمتمردون والمدمرون وفي كل مرة كان يقتص منهم الوطن ..
ويقول هؤلاء اليوم لكي يبرروا تمزيقهم وتدميرهم ان الوطن دولة حديثة وموطن ذو موارد قليلة وان وجدت فليس فيها نهب ..
ولكن الاردن دولة تاريخ وحضارة عظيم القوة وبطبيعة الحال فلكل امرئ ما يريد ان يراه ولكن هذا قد يكفي بمفرده ليفسر كيف ينقسم فيه الناس ولعله يكفي للقول ان التهديد بقتله سيكون بمثابة لعنة لانها ستقلب نصفا على نصف وما احوج الاردنيين الى تحاشيها حقنا للدماء والفتن .
وترفع الاردن وتعالى ليضع الاردنيين امام واجب المحبة والتسامح والاخاء اذ يقسون على بعضهم وعلى انفسهم الى حد الموت لا بل الانتحار فهم بذلك شديدو الضعف امام المصاعب اذا ما وضعت امامهم كمعيار .
اما وطننا فهو وطن ديمقراطية منحها الوطن لابناءه وكجزء من الحريات التي لم يقيدها أنشات الاحزاب والحراكات والتيارات ولكن بعضها لم يعرف الديمقراطية بشكلها السليم بل وظفها بشكل اخر خاطئ ومن ثم اصبح يعلق اخطاء مفهومه ذلك على الحكومة والدولة كما فعل اصحاب بعض المسيرات والحراكات الشعبية والناشطون الذين ايقظوا الفتنة واصبحت تفوح منها روائح المؤامرات والتخريب ضد الوطن لذا على كل اردني ان يعي ما نقول فيدافع عن الوطن لان الوطن ملكوت الحرية! فلا تجعلوا الأبواق والنار و حبرا على قماش يخدعكم ! ولا تتنكروا للوطن مهما وظفوا من الدين أو العرق أو المنطقة أو العائلة ! جدلية الشكل والمضمون موجودة دائما في العالم الواقعي ... من السهل ان ننخدع بشكل الحراك ثم نتفاجئ بالمضمون!!
لا داعي لكل ذلك فجلالة الملك المفدى اعطانا الرؤية الواضحة للاصلاح لكن عميت الابصار واصبح البعض يعيش في تخبط فجلالته اول من طالب بالاصلاح .
انكم تقودون الوطن نحو الانفلات الامني .. الامن الذي لطالما حافظنا عليه حتى باتت الدول الاخرى تحسدنا عليه وارتقينا مصافي الدول في امننا واستقرارنا فارهقتم الجهاز الامني بالمسيرات وحرمتوهم من عوائلهم واسرهم بسبب ما تفعلون يا اصحاب الاهداف الشخصية والاجندات الخارجية و الجبهات ، فلا تظنوا اخواني انهم بدعواتهم تلك يريدون لكم خيرا بل يريدون لانفسهم وما احسنوا صنعا فصنعوا الرجل البلطجي الالي الذي يعمل على بطارية ازرار تحكمه في يدهم فخرب ودمر وهم من وراء الستار يقهقهون وانتم في غفلة عما يعملون ..
وهناك من عرف الديقراطية بمعناها السليم وهم الاب الشرعي للاصلاح وهم الحراك السلمي و ليس لاحد اخر اي فضل عليهم فهم الراعي الرسمي للاصلاح لولاه لكان الفاسدون ما زال يسرحون و يمرحون و لكانت اسعار المحروقات لامست العلا و لكان الفساد انتشر باضعاف و اضعاف و لكان الفاسدين تنقلوا بين المناصب و الوزارات و لبقيت ملفات الفساد في الادراج و لبقي الخراب كما هو فكانوا مخلصين يستحقون ان ننحني لبطولاتهم ونكرانهم للذات في مواجهة الاخطار وهم عماد الوطن وعصبه وقلبه النابض .
بطريقة ما صار من اللازم اللجوء للرشد السياسي لكي يضع حلا لكل ذلك باللجوء لاهل الثقة والخبرة لان الكثير ممن يحركون المسيرات والاعتصامات اشبه بالمسيخ الدجال الذي يصور النار جنة والجنة نار ليتبعوه فيستيقظون وقد اضاعوا الدين بالدنيا .
ادعوكم ايها الاخوة ان تعتمدوا الحق والعدل في مسيراتكم وفي مطالبكم ولا يجرنكم الى ما يسيء اليه هوى او طيش لا سمح الله فالرصاصة التي تخرج لا تعود .
اخواني لكم ما لكم وعليكم ما عليكم ولا فرق بين احد الا بخطوة الكفاح فأحبب وطنك يحببك ولا تنسوا ان بعد كل ضيق فرج بالنية الخالصة لله وبحب الوطن وراعي الامة سيكون الفرج .
اخواني اذا ظلمتم من الفاسدين واتباعهم واعوانهم وشركاؤهم فلا تظلموا الوطن وتظلموا انفسكم لانكم تنزعون حق الله فيكم وتتيحون الفرص للمتصدين ليشوهوا جهادكم لنيل مطالبكم البسيطة .
ولكي لا تهب عاصفة الدمار فنحن بحاجة للكثير من الوطنيين الاحرار الذين يجمعون بين الارادة الصلبة واخلاقيات الحق والعدل ونبذ الظلم والمتعالين عن الصغائر وذوي القيم التي يراها الاردنيون كلما نظروا الى المرآة وقبل ان يعود الحق الى نصابه فلنبدأ بمؤتمر وطني جامع شامل لوضع رؤية لما يجب ان نفعل من اجل الوطن .
مؤتمر لا يسقط في التفاصيل بل يحدد القيم والمعايير والاعتبارات الجوهرية للاصلاح واولوياته .
ومن هنا تكون البداية صحيحة ومن هنا نضع دستور معيار جامع لكل المطالب .
لانه اردن الجميع على قدم المساواة فلا تسمحوا للرويبضة ان يتقدموكم ويتكلمون عنكم فالاردن هو الاصل والهوية والمعيار وهو الحل الاخير والنهائي والذي يجمع هذه الفيسفساء التي شكلت على مر العصور وجهه ونكهته وجمال بيئته التي بتنوعها صار الاردنيون على ماهم عليه .
كما نريد حكومة تأخذ نتائج المؤتمر الوطني وتعمل على نقاطه وفقا للمعايير بتساوي وعدل لكل المطالب لكي يكون الوطن طاهر بلا فساد ولا تعدي من احد على احد وهذا يحتاج للتكاتف لا الفرقة وبالتعاون سفتح السجون لاستقبال سماسرة الفساد وستتغيير البطانه الباطلة لاي مؤسسة ببطانه ممن يشهد لهم بالثقه والسيره الحسنه وسنعيد هيبة الدولة .اما بغير كل ذلك فسيبقى المدمرون يعيثون فسادا ودمارا .
حمى الله الوطن في ظل حضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني المعظم .