الاحتياجات الخاصة .. قدرات خاصة


التفت الاسلام الى المعاق وراعى محدودية إمكاناته ولفت النظر للجنس البشري بضرورة إيلاء هذه الفئة النوع الخاص من المعاملة , والرأفة بها والرفق واللين بالتعامل.

ولكن آمن الاسلام أيضاً بقدرات هذه الفئات والطاقات الهائلة التي قد لا يصل إليها الصحاح من البشر , ودعى الى تلبية طموحات صاحب الحاجة الخاصة وتنمية قدراته وعدم تركه عالة على الهامش,فهذا عمرو بن الجموح رضي الله عنه وهو أعرج يصر على أبنائه بان يشارك في معركة أحد وقال والله إني لأرجو الله ان أطأ بعرجتي هذه الجنة,فجاء أبناؤه الى النبي عليه الصلاة والسلام فأخبروه الخبر ,فقال له عليه الصلاة والسلام :"أما أنت فلا حرج عليك "وقال لأبنائه:"وأما أنتم فدعوه ولاتحرموه", فقد أخبره النبي عليه الصلاة والسلام بأنه لا حرج عليه إن لم يشترك في المعركة انطلاقا من قوله تعالى:"ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج.."الفتح 17 , وبنفس الوقت سمح له النبي عليه الصلاة والسلام بالمشاركة ايمانا منه بأن من حقه أن يشترك مع الصحاح من الصحابة في الذود عن حمى الاسلام واعتبره بمنزلة حمزه وبقية الصحابة بحبه للجهاد فقاتل حتى قتل شهيداً رضي الله عنه.(وردت القصة في سيرة ابن هشام)

وأيضاً ابن ام مكتوم حين جاء الى النبي عليه الصلاة والسلام فقال يا رسول الله إن المدينة كثيرة الهوام والسباع (مستأذناً بالغياب عن الصلوات وخصوصا انه لا يوجد من يعينه للقدوم) فقال له :"أتسمع حي على الصلاة ..حي على الفلاح"قال نعم قال :"إذن فحيّهلا". أي لب النداء ,رواه ابو داود بإسناد حسن , فعلى الرغم من أنه أعمى إلا أنه لم يُعفَ من شهود الجماعة وهذا لإيمان الاسلام بقدرته على القيام بالعبادة تماماً كما هو السليم .( ورد أيضاً هذا الكلام في رياض الصالحين للنووي)

وأيضاً حق المعاق في الوصول الى كل معلومة دينية او دنيوية أرادها فهذا القرآن الكريم يعاتب الرسول صلى الله عليه وسلم حين أشاح بوجهه عن ابن أم مكتوم فقال :"عبس وتولى ,أن جاءه الاعمى , ومايدريك لعله يزّكّى, أو يذّكر فتنفعه الذكرى.." الآيات 1 ـ 4 عبس
فمن حقه ان يسمع منك يا محمد كما هو حق لسادة قريش الذين اهتممت بهم ولم تهتم لامر هذا المصاب بالعمى ولا تدري من هو عند الله أزكى وأعلى منزلة.

ولننظر إلى طاقات المعاقين اليوم فمنهم الأبطال الرياضيون الذي يرفعون رايات بلادهم في المحافل الدولية ومنهم الحفظة لكتاب الله والمحدثين ومنهم من يحمل الشهادات العليا , ومنهم من يؤلف ويكتب ويبدع ثقافيا واجتماعيا مستمدين العون من القوي جل جلاله.

إذن فلنؤمن بأن ذوي الإعاقة يحتاجون الى مراعاة الجانب النفسي والجسدي لديهم ولكن...علينا تنمية طاقاتهم والايمان بضرورة دعمهم ووجوب دمجهم في المجتمع مع الأصحاء , لينطلقوا من فكرة انهم عالة الى الفكرة الحقيقية بأنهم ذوو طاقات وقدرات خاصة .



تعليقات القراء

هذلول
المبدع

الشيخ يوسف المومني

انا (منذ صغري) كنت اكبر في الشيوخ لباسهم و رمزيه ذاك اللباس

انظر الى رسمك(على قوله بشار السرحان) و الى لقبك الكريم

ولا استطيع هضمهما

الا اذا كنت من مريدي و مؤيدي معالي وزير الشباب

مع عظيم احترامي و مودتي

جراسا العزيزه

كالعاده

شكرا على حريه الفكر
09-01-2012 11:48 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات